١٤- قطة صغيرة تظن نفسها نمراً

445 84 11
                                    

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
×
×
×
×

لم تنطق شون جا بحرف، فقط تركت هاجون يقودها وهما يبتعدان شيئاً فشيئا عن ذلك الرجل، أمكنها ومن خلال صمت الحي أن تسمع أصوات رجال آخرين يدخلون في الصورة، ومن بعدها سمعت صوت أقدامهم تسرع بالجري وأحدهم يهتف: ها هما.. لنقبض عليهما.. وبعدها لم تستطع سماع شيء وهما يدخلان لزقاق مظلم ما بين البيوت.

وبسبب ظلمة المكان تباطأت سرعتهما بينما يتحسس هاجون الطريق أمامه إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يتعثر بصندوق كان وجوده مدعاه للسخرية، ليُصدر صوتاً عالياً مع انقلاب الصندوق وصل إلى مطارديهم. سمعت شون جا من خلفها صوت أحدهم يقول: سمعت صوتاً من هنا.

عادت لتوجه انتباهها لهاجون وهي تقوم بمساعدته على النهوض ثم أمسكت بيده ليسيرا في خط واحد وهما يتحسسان الظلام إلى أن خرجا من الزقاق.

قادهما الزقاق لشارع أضاءه مصباح يعمل بالطاقة الشمسية وبالتالي كان ضوءه خافتاً، وغير ذلك لم تتواجد محلات تجارية أو أي شخص يحوم في الأرجاء، ليقول هاجون بنفس متقطع وهو يخلع قناعه لتعانق رياح نوفمبر الباردة وجهه المتعرق: لماذا أشعر أننا في فيلم أكشن رخيص!

-هذا ما فكرت فيه!!
وافقته وهي تبحث من حولها ثم قامت بسحبه معها بعد أن التقطت أذنها أصواتاً بعيدة في الزقاق خلفهما.
وصلا إلى سلم منحدر ينتهي بجسر اسمنتي يمر فوق نهر صغير ويقود لحي سكني آخر بدا أقل ريبة من سابقه، وفي الضفة الأخرى له رأت شون جا شخصين يسيران في هدوء غير عالمين بما يحدث معهما.  وعلى عكس ما توقعت لم يتجه هاجون ناحية الجسر حينما نزلا، بل اتجه يمين السلم حيث ممر طويل مظلم قادهما في النهاية إلى حيث تواجدت حديقة بها لعب أطفال لابد أنه رأها من مكانهما المرتفع ذاك.

قادها هاجون ليدخلا لعبة أنفاق متداخله ومتصلة ليحبوا حتى وصلا إلى أبعد نقطة من مداخل اللعبة، لتقول شون جا وهي تحاول التقاط أنفاسها بعد ان استقرا متجاورين وركبهما تعانق صدريهما:
- يا إلهي، لقد كبرت على هذه الأشياء.

رمقها هاجون بنظرة متفهمه وهو يحاول إلتقاط أنفاسه المتسارعة، قالت شون جا:
-أما كان من الأفضل لنا أن نطلب مساعدة ذلكما الشخصين؟

-سيستغرق الشرح لهما وقتاً، ولا تنسي أن أغلب الناس لا يحبون التدخل فيما لا يعنيهم.
أجابها هاجون بينما يخرج هاتفه بيده الحر ويطلب رقم الشرطة، علقت شون جا من فورها:
-أنت حتى لا تعرف أين نحن فبماذا ستخبرهم!
ختمت وهي تخرج هاتفها إلى محدد المواقع في حين رد شرطي على مكالمة هاجون.

وبينما هما مختبئان كان الرجل صاحب الأنف المكسور يسير بخطوات ثقيلة ومنديل مغطى بالدم يغطي أنفه، الغضب يعتريه ليزداد أكثر وهو يقابل أحد رفاقه ليخبره أنه لم يجدهما بعد.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن