٦٥- أحيانًا يكون التردد محمده

481 94 26
                                    

أمام نافذة غرفتها في المشفى وقفت شون جا لأخر مرة. يداها معقودتان وعلى وجهها نظرة ثاقبة وهي ترقب الأفق المظلم سماؤه والمضيئه أرضه.

كان الطبيب قد زارها قبل ساعة ليزيل رباط رأسها ويكتفي بواحد يغطي موضع الجرح فقط مما سمح لها بتسريح شعرها وفرده على كتفيها لينحدر لأسفل ظهرها.

كانت قد جهزت حقيبتها وتركتها على السرير بعد أن أخبرتها هي جين أنها استدعت شخصاً ليساعدهما في حملها ثم ذهبت هي لتبدل ثياب المشفى لثيابها العادية.

والآن تقف شون جا بينما تنتظرها وهي تطلق نفساً عميقاً.
هذه ليلة الأول من يناير، انتهى العام وسيبدأ عام آخر بعد ساعات قليلة... وهاجون لم يأتي لزيارتها.

والغريب في الأمر أن هي جين لم تعد تذكر اسمه أو موضوع سفرهما طوال الأيام الثلاثة الماضية وشون جا شعرت بالخجل من أن تسألها عنه، ومن ثم جاء تشا كي البارحة وأفسد عليها مزاجها بما قاله، وهي لا تدري حتى إن كان ما قاله صحيحاً أم مجرد مقلب منه.

نفس آخر أخرجته شون جا. طُرق باب الغرفة لتجيب الطارق وهي تبعثر خصلات شعرها من الأمام لتصلح غرتها التي أزعجتها ولتفعل ذلك اعتمدت على انعكاسها في النافذة الذي أظهر لها أيضاً ذلك الرجل الذي دخل الغرفة، نظر إليها ليرى إنشغالها فتوجه ناحية الحقيبة ليحملها.

معطف غالٍ وطويل من ذلك النوع الذي ترى العارضين يلبسونه في الإعلانات وقد ظهرت على معصمه ساعة غالية أيضاً حينما مد يده ليأخذ الحقيبة، ما يلبسه أسفل معطفه بالتأكيد لن يقل غلواً عن غيره. أخفى وجهه بقناع سميك ورأسه بقبعه سوداء كتب على مقدمتها: أحياناً يكون التردد محمده.

التفتت شون جا ناحيته ببطء ونظرتها التي قابلته بها جعلت ضحكة تصدر منه ليقول وهو ينزل قناعه عن وجهه:
- لم تبدين وكأنك رأيت شبحاً شون جا؟

الآن وفي هذه اللحظة شعرت شون جا بشيء مشابه لما مرت به أول مرة عندما خرجت من قاعة الإجتماعات تلك في وكالة JK لتجد أمامها غو هاجون، لكن ما تشعر به الآن أشد، أشد حتى من تلك الخيانات التي قام بها قلبها خلال الأسابيع الماضية حينما كانت تقنعه أنهما مجرد صديقين.

هي تحب هذا الرجل، ليس لكونه الممثل الذي انتشلها من مشاعر سلبية كادت تفسد عليها حياتها، بل لكونه هاجون الرجل الذي تعرفت عليه خلال الفترة الماضية.

مع صمتها الذي طال وهي تحدق فيه فقط أصدر هاجون همهمه متسائلة عن سبب تحديقها وابتسامته الوديعه تؤذي قلبها لتبعد عينها عنه وتشغل نفسها بأخذ معطفها وهي تقول:

- لأنك مثل الشبح، اختفيت فجأة خلال الأيام الماضية ولم تزرني ولو لمرة واحدة والآن... ظهرت فجأةً.

تغيرت ملامحه لأخرى مهتمة وهو يبرر قائلاً:
- لكني رغبت بأن أتي! سوجين وتشا كي هيونغ هما من منعاني بسبب الصحفيين الذين كانوا يتابعوني خلال الأيام الماضية.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن