٤ - سنودن الخاص بي

813 130 10
                                    

سجل النادل طلبي زبونيه الوحيدين ثم ذهب ليتركهما في صمت كان مربكاً من جهة واحدة، إذ بدا هاجون لها وكأنه في لقاء مع صديق قديم، قال:

- لابد أنك ممتازة في عملك شون جا فيو يونغ هيونغ لا يختار إلا المتميزين ليعمل معهم.

أضاف وهو يخرج بطاقتها من جيب معطفه ويقرأ ما بها:
- شوي شون جا مديرة العمليات وشريكة في شركة Golden Wall لبرامج العمل والأمن السيبراني. واو إذا أنت صاحبة الشركة!

علقت وهي تخلع وشاحها لتضعه جانباً فوق حقيبة الحاسوب: لست وحدي، لدي شريك.

- نفس الشيء، إدارة عمل ناجح كهذا في عمر كهذا أمر لا يستطيع أي أحد فعله حتى مع شريك وخاصة إن كنت فتاة، فسوق العمل ينحاز للرجال أكثر في هذا المجال.

وافقته لكنها لم تعلق بينما تابع هو حديثه قائلاً:
- وإذاً ما العمل الذي يجمعك مع يو يونغ هيونغ؟ قال أنه برنامج عمل خاص، ما الذي يعنيه هذا؟ ولماذا قد تحتاج وكالة ترفيه لبرنامج خاص؟

ثم أضاف بحيره دون أن يترك لها فرصة للرد:
- الأمن السيبراني؟ أليس هذا ما يتعلق بحماية الأنظمة ضد الهجمات الرقمية؟ هل تعاني شركتنا من هجمات رقمية؟

ختم أسئلته الفضولية أخيراً وانتظر منها اجابة.
ظلت شون جا خلال حديثه ترمقه بحاجبين متقاربين لتقول ما إن انتهى بنبرة حازمة لا جدال فيها: لست مخولة للإجابة عن أسئلتك فهي أسرار تتعلق بعميلي.

لم تزحزحه نبرتها إذ سرعان ما قال:
- لا تقلقي فأنا ويو يونغ هيونغ رفيقان مقربان وهو لن ينزعج إن أخبرتني!

أراد بكلامه أن يطمئنها لكنه جعلها تستاء وقد تكونت فكرة أخرى عنه لديها، أنه من هذا النوع الفضولي والذي يستمتع بالتدخل فيما لا يعنيه وهو نوع تكرهه بشدة.

ابتلعت استيائها ثم قالت لتحسم الأمر:
- إن كان هذا سبب لقائنا ها جون فيؤسفني أن أذهب قبل أن أتناول طعامي إذ لست من محبي إخراج أسرار عملائي لأي كان.

- ممتاز لديك حس عالٍ بالمسؤولية!!
هكذا قال معاكساً لما توقعته أن يقول مما جعلها تفهم أنه كان يمتحنها لا غير بحديثه ذاك. مطت شون جا شفتيها وهي ترمق هذا الذي أمامها باستياء لم تستطع اخفاءه هذه المرة، ليقهقه وقد استطاع قراءة ما تفكر فيه لكنه لم يقل شيئاً والنادل يضع طبقيهما أمامهما.

دقائق من الصمت تناولا فيها ما يكفي لسد فجوة معدتيهما ليقول ها جون بعدها:
- لا تقلقي لم أجلبك إلى هنا من أجل معرفة هذا، آخر ما أريد توريط نفسي به ما يتعلق بأمن وكالتنا.

- وإذا لماذا جلبتني إلى هنا!
بنفاذ صبر قالت بعد أن ابتلعت لقمة ليجيبها بعد أن فعل المثل:
- وماذا قد أريد من مختصة في أنظمة الأمن والحماية؟
- تريد برنامج حماية؟
- بل أريد منك إختراق أنظمة حماية.. ظننت هذا واضحاً!

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن