١٥- مركز الشرطة ١

452 96 14
                                    

أن ينتهي بها الأمر داخل سيارة شرطة، مقيدة اليدين  وبرفقة ممثلها المفضل أمر لم تتوقع شون جا أن ينتهي به يومها.

بعينين منهكتين وجسد منحنٍ نظرت إلى الساعة قرب عداد الوقود أمام الضابط الذي يقود السيارة، كانت متجهة إلى الحادية عشرة، وهي من ظنت أنها ستكون في مثل هذا الوقت مستلقيه على أريكتها الرمادية وبين يديها علبة فشار ومن حولها الكثير من أنواع الحلويات والتسالي مع زجاجة سوجو، وأمامها يعرض فيلم: حياتي من بعدك. الفيلم الأول الذي ظهر فيه غو هاجون ممثلها المفضل كشخصية جانبية.

قهقهه هازئه خرجت دون وعي منها وهي تحول نظرها إلى نافذة الباب الذي بدون مقبض.

- الباب لن يفتح إلا من الخارج، هكذا صممت سيارات الشرطة حتى لا يهرب المجرمون.

قالها ممثلها المفضل غو هاجون من مكانه قربها، حولت بصرها إليه ببطء، يجلس مثلها مقيداً وبرفقة معجبة لا يعلم حقيقتها وعلى عكسها تماماً ومن تلك التجعيدات الصغيرة حول عينيه وأنفه عملت أن ما يخفيه قناعه هو ابتسامة شخص مستمتع بما يحدث معه. قال عندما طال صمتها: هل هذه أول مرة لك في سيارة شرطة؟

سؤاله وصل إلى أسماع الشرطيين في الأمام ليقول من يجلس في مقعد المسافر بنبرة صارمة وهو يلتفت ناحيتها: إذا أنت صاحب سوابق!

-أوه كلا، كل ما في الأمر أن مجال عملي كان السبب في اعتيادي على سيارات الشرطة.

قالها بنبرته الثخينه التي لم يتركها منذ أن بدأ كل هذا، ليقول الشرطي وهو يعود لينظر أمامه:
- ما لم تكن شرطياً، مجرماً أو ممثلاً لن يحدث هذا.

قهقه هاجون دون رد ولم يعقب الشرطي في حين ظلت شون جا تنظر إليه وهي تحسد برود أعصابه، وتمنت في داخلها أن تجري الأمور كما أخبرها.. وإلا فإن اسمه سيتصدر صحف الغد بكل تأكيد.

وصلت سيارتا الشرطة إلى مركز شرطة هيننام، أمام سيارتهم توقفت السيارة التي أقلت المجرمين وقد لاحظت شون جا تأخرهم في النزول حتى قام الشرطي بسحبهم من السيارة، وهذا أمر متوقع فهم قد أحدثوا جلبة عندما طلب منهم الشرطي أول مرة الذهاب معهم إلى المركز لفتح البلاغ، فلا محتال يرغب في أن يتواجد في مركز الشرطة حتى لو كان هو "الضحية".

تأخرت السيارة الأولى وتوقفت خاصتهم أمام الباب الكبير لمركز الشرطة والذي كان في أوج نشاطه، ابتلعت شون جا غصة في حلقها والشرطي يفتح لها الباب لتنزل بنصف عزم وتنتظر نزول هاجون. قالت هامسة وهما يتبعان الشرطي عبر درجات المركز:
-دعني أتولى الحديث ولتقف خلفي، لا نريد لأحد أن يعرف هويتك.

كان قد انحنى ليستطيع سماعها بشكل جيد ليرمقها بنظرة كان أبلغ من الكلمات وجعلتها تقول: حسناً لا تقف خلفي المهم لا تنطق بحرف.

- لا تقلقي شون جا سيكون صديقي متواجداً ولن تحتاجي لقول حرف.
قال مطمئناً لكن ذلك لم يساعدها، وأثناء مرورهما في الممر كانت أنظار المتواجدين تلتفت ناحيتهما مما جعل وضعها يزداد سوءا وهي بالفعل تحاول اخفاء هاجون بجسدها عن نظراتهم دون جدوى. ومن تحت قناعه حارب هاجون ابتسامته من التوسع.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن