٣٠- مطعم الأودون

435 92 18
                                    

لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين
×
×
×
×
×

كان جي سوك وما يزال يمثل المنقذ بالنسبة لشون جا. الشخص الذي انتشلها من حياة كانت ستقود بها إلى القفز من أعلى جسر نهر هان.

كانت تعمل كموظفة مؤقتة مسؤولة عن الفواتير في شركة مختصة بنظم المعلومات، دون خبرة وبشهادة المدرسة الثانوية لم تكن لتحظى بفرص كثيرة للعمل لذلك تمسكت بتلك الوظيفة وتوسلت بضعة مرات حتى يتم تجديد عقدها ذي المدة القصيرة، كانت تلك الأوقات تمثل الحضيض بالنسبة لها، لكن حتى داخل الحضيض هناك بعض الأمل وقد تمثل لها على هيئة جي سوك.

ما جمعهما كان حباً بالتأكيد، علاقة بدأت بعد سنتين من تعارفهما واستمرت خلال أحلك الظروف التي مرت بهما، ذلك جعل شون جا تظن أن لا شيء سيفرق بينهما، لكنها سرعان ما أدركت كم كانت ساذجه، وأن الحب لا يكفي لكي تستمر أي علاقة، وذلك الحلم لابد أن ينتهي.

كان ذلك قبل سنوات ثلاث مرت بسبب تنازل شون جا ورضاها بأن تكون الخاسرة في العلاقة، تنازل كانت قد أقسمت أن يكون الأخير في حياتها المليئة بأمثاله، لم تتوقع أنها ستضع في موقف آخر يستلزم منها أن تتنازل، أن تكون الحلقة الأضعف... كما تظن.

أمامها جلس جي سوك وبرفقته الندم، ملامحه مرهقة للغاية ولم يكن يحتاج لأن يتحدث لكي تعرف شون جا ما سيقوله. أغلقت الباب وهي تقول قبل أن يفتح فمه: لا أريد سماع كلمات إعتذار جي سوك أوبا.

كان بدأ بالنهوض ليعاود الجلوس باستسلام وخنوع. لم تتحرك شون جا من مكانها، الباب خلفها ومسافة كبيرة تفصل بينهما. ابتلعت غصة أغلقت حلقها ثم قالت: لم أكن أفكر بالمجيء هذا اليوم لكني ذكرت نفسي أنني لم أخطئ وأن علي الذهاب برأس مرفوع.

حدق جي سوك بالأرضيه أمامه. أكملت شون جا:
-لم أغير رأيي، لن اسامحك على ما قلته.. ليس الآن على الأقل، لكن في نفس الوقت ليس لدي رفاهية قطع علاقتي بك، الإنتقام منك أو حتى مقاطعتك... ليس وأنت السبب في وصولي إلى هنا.

النظرة التي قابلتها كانت تتوسل إليها أن لا تفعل ذلك، أن تغضب منه وتتنقم منه بأقسى ما لديها، أن تنسى ذلك الماضي بينهما وتحكم على الحاضر وحسب. لكنها لم تفعل:

-لا ذنب لموظفينا بما يحدث بيننا، شراكتنا يجب أن تستمر.. على الأقل حتى نتفق كلانا أن الأمر قد إنتهى، لكن الآن ومثلما حدث قبل ثلاث سنوات... سأدع الأمر يمر، ليس بسببك بل بسبب الموظفين الذين يعتمدون علينا.

نهض مرة أخرى ليتحدث لكنها قاطعته: لكن هذا لا يعني أنني أريد الحديث معك، أرجوك.. الإجتماعات هي فقط ما يجمعنا جي سوك أوبا.... أظن أنني استحق ذلك على الأقل.

لم يرد ولم يوقفها وهي تلتفت لتذهب، أغلقت الباب وعاد جي سوك وحيداً، جلس فرن هاتفه أمامه وكانت بورا هي المتصلة.. هي الأخرى أخبرته منذ الليلة الماضية أنها لا تريد سماع صوته، وبما أنها تتصل به الآن فهذا يعني أنها مستعدة للحديث.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن