٣١- قبل ثلاثة عشر عاماً

481 81 41
                                    

- أنا وسانغ يوب أصدقاء طفولة لكننا افترقنا في الجامعة عندما درست القانون ودرس هو الأعمال، الحياة الجامعيه أنستنا أننا قد قدمنا طلبات الدخول للجيش معاً ولم نتذكر إلا عندما جاءت رسائل استدعائنا للتجنيد ونحن في آخر سنة من دراستنا الجامعيه، لننزل في ثكنة واحدة وفي فرقة واحدة.

-أوه.. هذا لطيف.
قالت شون جا وهي تضع كوب قهوتها جانباً، فبعد أن أنهيا عشائهما أخذها تشا كي إلى المقهى المرافق للمطعم وجلسا ليكملا حديثهما. رد فعلها جعله يشك للحظة أنه يتحدث عن جولة في مدينة الألعاب، لذلك رمقها ببرود وهو يقول:

- كلمة لطيف لا تقترن أبداً بما يتعلق بالجيش.

ابتسمت لتزعجه وتجاهل الإبتسامة ثم أكمل:
- لا يوجد ما هو لطيف فيما يتعلق بالجيش، حتى وإن كنت ستنجد مع أفضل أصدقائك، فما إن استوعبنا تجنيدنا حتى انتبهنا إلى أن الثكنة التي وزعنا إليها تعد من أسوأ الأماكن للتجنيد.

توقف وأخذ نفساً وهو ينظر للفراغ، بدا وكأن ذكرى سيئة مرت بذاكرته، راقبته شون جا وهي ترتشف بهدوء من قهوتها وعندما استجمع نفسه قال:

- تقع في المنطقة العسكرية الواحدة والخمسين، في غابة بون جا الشمالية، والتي تبعد مئتين وخمسين كيلومتراً عن الشمال.

كورت شون جا فمها متفهمه. بالتأكيد كل المواقع سيئة للتجنيد، لا أحد يمر بتجربة جيدة في الجيش هذا ما يعرفه الجميع، لكن هناك من يمرون بما هو أسوأ من الطبيعي.. أولئك الذين يجندون في أماكن بعيدة عن الحضر، وأولئك الذين يجندون على مقربة من الحدود مع الشمال.

- تلك الثكنة كانت صغيرة، لا يتجاوز عدد من فيها العشرة، من أكبر رتبة إلى أصغرها، أراد من هم في الأعلى تغيير مكانها لكنهم لم يرغبوا في ترك المكان خالياً لذلك تم ترك بضعة أشخاص ليحرسوه وتسبب ذلك في أن لا يتم توزيع الكثير من المجندين إلى هناك، وبالتالي كنا نحن الإثنين أول من تم توزيعه إلى هناك خلال ثلاثة عشر شهراً لم تحظى خلالهم الثكنة بأي جندي جديد.. وقبل ذلك.. قبل ثلاثة عشر شهراً... جندي واحد فقط تم توزيعه للثكنة....

- من المستحيل أن يكون ها جون.
بلا مبالاة قاطعته شون جا، ليقول ببساطة: بل هو هاجون نفسه.

- أوه يا إلهي!! كيف يفعلون هذا بهاجون! كيف يجرؤ هؤلاء الذين هم في "الأعلى" على فعل هذا بهاجون!!

دارت مقلتاه: كان هذا قبل ثلاثة عشر عاماً، حتى هو لم يعلم أنه سيعود للتمثيل.

- ثلاثة عشر عاماً؟ أومو.. هذا يعني أنه قد تجند منذ سن العشرين، وكان وحده وسط الغابات! أوه..

ختمت وشفتاها تنحنيان للأسفل وعيناها توزعان الكثير من التعاطف الذي نجح في جعل ملامح تشا كي تمتعض، قال:
- أرى أنك لم تعودي تخفين إعجابك به!

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن