٣٣- أنا أسف

442 88 23
                                    

مر أكثر من شهرين على إنفصال المحقق ها جون عن تي وون، وأكثر من شهر بقليل عن سماعه لخبر وفاتها، لكن إنفصالهما ومرور الوقت على وفاتها لم يساعداه على تخطي الأمر كما كان يفترض، وهذا ما جعله يشعر بالضيق من نفسه، وأنه بسبب عدم تخطيه لوفاتها يقوم هنا والآن بإحراج نفسه أمام هؤلاء الغرباء.

أخذ نفساً عميقاً ثم قام بتغطيه وجهه عن من حوله، يجب أن يفكر بعقلانيه فهذا ما يفعله في المعتاد، لكنه اليوم يتصرف كأنه ثمل وهو متأكد أنه لم يشرب شربه واحدة منذ بداية الإسبوع.

- هل يمكنني أن أفهم لم تتهمني بأني السبب لإنفصالكما؟

بدا مهاناً، لابد فكل ما قاله ها جون المحقق منذ وصوله كان بدافع أن يجعله يشعر بالسوء من نفسه، لكن ويال الغرابة.. هو لا يشعر بالإرتياح لذلك.

- هل ستتهمني بعد قليل أنني السبب في عدم نجاحها في عالم التمثيل؟
- هاجون، لم تتصرف بلؤم!

قالت شون جا هامسة وهي تشد على معطفه، ليجيبها وقد بدا أنه قد عاد ليفقد أعصابه:
- يستحق ذلك، لقد أخبرته بمكنوناتي قبل قليل لكنه لا يزال يتهمني جزافاً، ما الذي تتوقعين مني أن أقوله!

- لا يمكنك لومي وأنا أتحامل على نفسي بينما استمع لهذا الهراء الذي تبوح به.

التفت الإثنان ناحيته، على مقربه لا يزال تشا كي يسحن في حبوبه وقد حمل الآلة بين يديه بينما يتابع فيما يحدث أمامه.

قال هاجون: ما هي مشكلتك معي يا هذا.

رد المحقق ببرود: مشكلتي أنك تظن نفسك ذكياً وأنت في الحقيقة مجرد ممثل يحفظ النص لا غير.

ظهرت الصدمة على وجهي هاجون وشون جا وكلامه يصبح أكثر وقاحة، أراد هاجون الرد بأقسى ما يملك وامتدت يد شون جا قبل ذلك لتحاول تهدئته وتابع تشا كي باستمتاع ما يحدث، لكن ها جون المحقق كما العادة لم يترك له فرصة للرد وهو يضيف بنبرته القاسية كأنه يحادث مجرماً قتل ثلاثة أطفال:

- ذلك اليوم كانت تي وون مع صديقاتها، كن معاً يحتفلن بأول فيلم بطولة لإحداهن، لم يكن معهن أي شخص آخر فقط أربع فتيات ما بين عمر السابعة والعشرين والسابعة والثلاثين، لكن ياللأسف أحضرت إحداهن بضعه حبوب ممنوعة للتجربة واستطاعت اقناع صديقاتها بذلك فهي مرة واحدة لا غير.
وأثناء ذلك انفجر أحد الأضواء في الغرفة وتسبب برعبهن... قمن بمناداة خدمة الغرف لكن أحداً لم يأتي، لذلك تطوعت تي وون لتذهب وتتحدث إليهم، أظن أن ذلك كان عندما رأيتها أنت.

وهلة صمت لم يعلق أحدهما خلالها ليتابع حينها قائلاً بنبرة أقل حدة:
- عندما نزلت لتقدم الشكوى لم تأخذ هاتفها معها لذلك وعندما اختفت فجأة تسبب ذلك في ذعر صديقاتها، لا أحد يعرف أين ذهبت والشاهد الوحيد قال أنه رأى فتاة بمواصفاتها تخرج من الفندق برفقة رجل ما.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن