١١ - وهذا أمر جعل قلبي ينبض!

658 100 12
                                    

استغفر الله العظيم واتوب إليه
×
×
×

كان من الواضح أن شون جا فوجئت بظهور هاجون لكن ذلك التفاجؤ تغير إلى ملامح لم يفهمها هاجون وهي تقوم بإرتباك واضح بإغلاق شاشة حاسوبها وإبعاده عن الطاولة، كان ذلك ما جعل الحماس الذي غمر هاجون يتبخر وقد تنبه إلى ما فعله، ليقول بسرعة قبل أن تنطق شون جا:

-أنا أسف، لقد جلست حتى قبل أن تسمحي لي أعتذر، هل ضايقتك؟ ربما تنتظرين أحداً.

ختم وهو يبحث من حوله لتشير نافية بيدها: كلا، لا أنتظر أحداً أنا وحدي.

أكملت وهي ترسم ما يشبه إبتسامة: كل ما في الأمر أن... أنني فوجئت لرؤيتك هنا، هذا أمر لا يحدث كل يوم.. أن تلتقي بأحد المشاهير في مطعم عشوائي.

أراحه قولها خاصة مع تبدل ملامحها مجدداً لتعود لتلك المحايدة.

-هذا صحيح، ليس كل يوم تحدث صدف كهذه، لكن في الآونة الأخيرة أظن أنني بدأت أغير رأيي. لكني لا أسميها صدفاً بل قدراً.

ختم بابتسامة جانبية لم تفهمها، لم يترك لها مجالاً للسؤال وهو ينادي نادى على النادلة ويطلب منها أن تحضر له أياً كان ما طلبته شون جا، ثم عاد ليوجه إنتباهه لها وقد وجد في ملامحها الكثير الذي تريد التعليق عليه لكنه مجدداً لم يعطها فرصة وهو يقول:

- على أي حال لقد انتظرتك لوقت طويل، هل تعلمين عدد المرات التي منعت فيها نفسي من الإتصال برقمك؟ لو كان لهاتفي فم يتحدث به لأنبني لكثرة تحديقي برقمك دون أن أجد الشجاعة لضغط زر الإتصال.

إعترافه الصريح جعلها تبدي عدم إرتياح واضح والذي كان على عكس ما ظن هاجون بسبب كونها فعلت المثل وإن كان لأسباب أخرى، ليضيف هاجون مبرراً كأنه يخشى إزعاجها:

-لكني لم أفعل ذلك إحتراماً لقرارك..
أضاف بقلق وقد لاحظ لنفسه الآن: ومع ذلك قمت بإزعاجك الآن! رغم كونك لم توافقي بعد للعمل معي، هذه وقاحه مني.

جلت شون جا حنجرتها وقد حظيت أخيراً بفرصة للرد، قالت:
-ليس عليك القلق بشأن هذا، لا أمانع الحديث معك فلا عمل لدي على أي حال.

أضافت بعد صمت لهيينه: أعترف أنني قد تأخرت في الرد عليك - وأنا أسفة لذلك- ولكن كما تعلم الأمر ليس سهلاً لكي أقرر في بضعه أيام.

-نعم نعم هو كذلك.
وافقها وهو يربع يديه مستمعاً بانتباه، وحينما وجدته يستمع لها فعلاً أكملت بنبرة جادة مستغلة الفرصة:

- وقد يكون ليس هذا مكاني لكي أقول هذا لكن... هاجون أنت أيضاً لا يجب عليك إتخاذ قرار كهذا بهذه السهولة، أعني... ما تريد فعله أمر خطير وليس من إختصاصك وقد يؤدي بك إلى إنهاء مسيرتك.

استمع لها لكنه لم يعلق وعندما وجدت الصمت بعد حديثها ملأته وهي تكرر:

-أعلم أن الأمر قد يكون شخصياً بالنسبة لك لكنه ليس قرار تتخذه بهذه السهولة، أنت ولكل هذه السنوات حافظت على نفسك من الدخول في معمعه عالم الشهرة هذه، لكنك الآن دخلت ومن باب واسع إليه.. وهذا قد لا يكون جيداً، بل قد تثير مشاركتك المتكررة في في هذه  البرامج شك الناس بعد أن كانت المؤتمرات الصحفية هي أقصى ما تشارك فيه.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن