٣٨- الواحدة صباحاً في اليوم الجديد

414 86 20
                                    

استغفر الله العظيم واتوب اليه
×
×
×
×
×

لم يكن هاجون من ذلك النوع من الممثلين والذي يحب إعادة مشاهدة ما مَثَله، بالنسبة له عرض الإفتتاح الأول والذي يحضره مع طاقم العمل كان أكثر من كافٍ، لكنه الليلة سيعيد مشاهدة أحد أفلامه فقط من أجل هذه المعجبة الكبيرة به.

بينهما كرسي هي جين الخالي وعليه علبتا فشار وأكواب عصير قد خلا أغلبهم، هذه المسافة ربما ساعدته على إخفاء عدم إرتياحه وملله في البداية، لكن ومع تقدم الفيلم وجد أنه من الممتع ملاحظة ردات فعل شون جا.

في البداية كانت جامدة كأنها تخشى أن تتحرك وعيناها فقط تتابعان الشاشة الكبيرة أمامها، وبعد ربع ساعة من بدء الفيلم بدأت تصدر ردات فعل ما بين التفاجؤ والضحك والغضب والحماس... كأنها أول مرة تشاهده فيها. وقد كان ذلك ممتعاً بالنسبة لهاجون أكثر من الفيلم نفسه.

- هل يعجبك الفيلم لهذه الدرجة؟
سألها هاجون وهما يستقران في مقعديهما داخل سيارته، أسرع بتشغيل مدفأة الكراسي بأعلى طاقة وانتظر ردها.

جاء سؤاله مباغتاً لشون جاء التي شغلتها للحظة ملاحظتها أن الساعة الآن الحادية عشرة وخمس وأربعون دقيقة ليرسل ذلك دفئاً إضافياً لقلبها. ليأتي سؤاله ويفاجئها إذ أنها لم تنطق بحرف ولم تبد أي رد فعل قد يجعله يظن ذلك - أو هذا ما ظنته- ليجيب تساؤلها غير المنطوق قائلاً وهو يوجه المدفأة الأمامية ناحيتها: لقد بدوت كأنك تشاهدينه لأول مرة وقد جعلني هذا أتسائل فعلاً كيف بدوت وأنت تشاهدينه لأول مرة.

نبرته لم تكن تسخر منها وربما هذا متوقع فهو صاحب الفيلم، ذلك جعلها تتشجع وتقول بعد تردد قصير:
- هو فيلمي المفضل بعد حياتي من بعدك.

فاجأه ذلك، التفت في جلسته ورفع ركبته أثناء ذلك حتى يقابلها بشكل جيد، قال: لقد كان دوري ثانوياً للغاية فيه.

- لكنه كان مؤثراً بما فيه الكفاية حتى تفوز بجوائز بسببه.
- من وجه نظر النقاد نعم، لكن لم أتوقع أن تكون هذه وجهة نظر المشاهدين أيضاً، أعني.. تلك الشخصية ليست ذات كاريزما أو حضور قوي أو مهارات مميزة كبقية شخصياتي الأخرى.. هو فقط شاب عادي.
- وهذا ما يميزه.. أنه شاب عادي.

همهم هاجون وهو يفكر بجديه فيما قالته، ربما ذلك ما جعلها تتشجع أكثر وتقول: بسبب حياتي من بعدك أصبحت من معجبيك، رغم كونك لم تكن ممثلاً بعد خلاله.

- حقاً؟
- نعم.
إجابتها لم تبدو مقنعة فهي تراه أمامها ما يزال يستنكر ذلك لتضيف: بعيداً عن تمثيلك الذي كان بدون شائبة، تلك الشخصية وكلماتها وخياراتها التي اقترحتها لأخته، مساندته لها ووقوفه معها، كل ذلك وتأثيره عليها حتى بعد سنوات من وفاته، كل هذا هو ما جعله مميزاً.. جعله شخصاً كنت أتمنى أن يكون في حياتي أحد مثله.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن