٢٩- التصرف بعقلانية

434 89 27
                                    

لم يكن ها جون على ما يرام. داخلياً يشعر أنه قد عاد إلى عمر الرابعة عشرة، وخارجياً يبدو أنه سيمر بما مر به عند وفاة مي ران، ذلك جعله يخرج هاتفه أثناء انتظارهما للمصعد..

تجاوزت الساعة الواحدة صباحاً بقليل ولم يكن هناك غيرهما في الممر أمام المصعد، بقربه كانت شون جا مشغولة بأفكارها ولم تلاحظ لما يفعله.

فتح محادثته مع سو جين وكتب بسرعة بينما يدخل إلى بيت المصعد الذي وصل:
سو جين أنا أعتذر حقاً، أعلم أن الوقت متأخر وأنه ليس من العادل فعل هذا لكن هل يمكنك إلغاء كل مواعيدي لهذا اليوم؟ لا يمكنني الشرح لك الآن.. ربما لاحقاً، أعتذر للغاية، وأرجو منك أن ترسل هدايا اعتذار باسمي لمن كان يقترض أن أقابلهم غداً. أنا أسف.

أرسل الرسالة ولم يظهر سوى خط واحد، هذا يعني أن سو جين ليس متواجداً الآن.. هذا يعني أنه نائم وهذا جيد. أطلق هاجون تنهيدة صغيرة ثم قام بإدخال هاتفه، وعندما فتح باب المصعد وبينما كان يخلع في قناعه أخيراً تقدمته شون جا ناحية شقتها. هنا تذكر تواجدها، وتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة.

لم يكن الوحيد الذي ليس على ما يرام، هكذا فكر وهو يتقدم ليذهب إلى شقته. لابد أن ما حدث بين شون جا وشريكها ذاك سيؤثر على عملهما، ولابد أنها تشعر بالقلق مما يجب أن تفعله غداً عند لقاءه... وقد شعر هاجون بالمسؤولية تجاه ذلك.

من مكانه أمام باب شقته ناداها قبل أن تدخل لخاصتها، نظرت إليه بفضول لتترك يده قبضه الباب وتدخل في جيب معطفه، التفت ناحيتها، قال:
- أظن أنني أدين لكِ بإعتذار ما كان علي قول أننا حبيبان، يبدو أن تطفلي زاد الأمر سوءا.

لوهلة لم ترد شون جا حتى ظن أنها لن تفعل لكنها ردت أخيراً: اعتذارك مقبول، ما كان عليك قول ذلك فعلاً لكن في نفس الوقت، بسبب ما قلته استطعت معرفة حقيقة ما يفكر فيه جي سوك أوبا.. فشكراً لك.

- هل حقاً استحق الشكر على ذلك؟

تنهدت، اتكأت بظهرها على بابها وأخذت تنظر لقدميها الممدودتين أمامها.. لا تزال ترتدي حذاء هي جين الرياضي الأبيض، قالت دون أن تنظر إليه:

- نعم تستحقه، رغم ما حدث إلا أنني وبسبب ذلك تذكرت أمراً قد غفلت عنه، سبب انفصالنا، سبب كون "بورا" هي من برفقة أوبا وليس أنا.

حولت نظرها إليه دون أن تتحرك، بينهما مسافة كبيرة وكلاهما لم يتحرك من أمام باب شقته، أكملت:

- لا يهم مدى تقاربنا، مشاعرنا القوية، حبنا العظيم.. كل هذه الأشياء تكون مجرد لاعب إحتياطي في العلاقات الواقعية تلك التي ستقود للزواج، ففي النهاية ذلك الذي يبحث عن شريكة لحياته سيبحث عن التي تماثل وضعه الإجتماعي، تلك التي لن يخجل من إظهارها أمام الناس، حتى وإن كانت شريكته المؤسسة لعمله الناجح...

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن