١٨ - طرد من مكتب الإستقبال

411 92 8
                                    

سبحانك اللهم وبحمدك
×
×
×
×
×

بالنسبة لشوي شون جا بدأ الامر قبل ثلاثة أشهر، عندما أخبرها موظف الاستقبال في المبنى الذي تسكن فيه أن جارها في الطابق يرغب في لقاءها.

كان ذلك أمراً غريباً، ففي ذلك المبنى الذي اختارته بعناية لا تتم مشاركة معلومات المالكين من اسم ووظيفة ورقم الشقة والطابق لأي أحد حتى الجيران، يترك الأمر لك لمشاركتها إن أردت التعرف عليهم، وشون جا لم تشارك أي أحد بأي معلومة عن نفسها، بل كان اختيارها لهذه الشقة قبل سنوات ثلاث بسبب كونها تقبع مع شقة واحدة أخرى في تلك الجهة من الطابق، وقد كانت خالية في ذلك الوقت. فمن أين لجارها هذا أن يطلب مقابلتها؟

بالطبع رفضت بل وأكدت على موظف الاستقبال أن لا يسمح له بالتواصل معها بأي طريقة كانت، وأن ينذره إن حاول التواصل معها بإنها ستبلغ إدارة المبنى عنه. جعله هذا يستسلم بعد قرابة شهرين من المحاولة والهروب من جهتها.

كل هذا دون أن تعلم أن جارها هذا هو غو هاجون الجالس أمامها الآن فوق ساقيه بظهر مستقيم ويداه ممدودتان إلى ركبتيه.. كتلميذ تسبب في الإزعاج في الصف فعاقبته معلمته.

من مكانها أمام باب شقتها وقد جلست مربعة ساقيها ويداها تمسكان بوجهها.. تنهدت. لم تدري هل ما تعانيه من صداع وألام جسد بسبب ما عانته في ليلتها الطويلة، أم أن الصدمة الأخيرة هذه افتعلت كل هذا.

رفعت عينها تجاهه حيث جلس على بعد بضعه أمتار دون قول حرف في انتظار حكمها عليه. مطت شفتيها وأخذت نفساً ثم ضربت فخذيها بكفيها وهي تقول:

-هذا يعني أنك كنت تعرف من أنا عندما التقينا أول مرة.

أجاب وهو يستخدم كلمات الاحترام كأنها أكبر منه سناً:
- نعم سيدتي، وحتى لا تظني أنني خدعتك فأنا قد أخبرتك حينها أنني قد اخترتك بالتحديد لأني أعرفك.

تقارب حاجباها: إذا لماذا لم تخبرني بأننا جيران! لماذا تركتني أظن أن كل هذا مجرد صدفة!!

رفع يده وهز سبابته وهو يقول ببطء باسم: ليس صدفة.. بل قدر.

عيناها الضيقتان جعلتاه يجلي حنجرته وهو يعود ليجلس مستقيماً ويقول: لم أتجرأ على اخبارك بسبب تجنبك وتهديدك لي خلال الأشهر الماضية، ظننت أنني لو أخبرتك أنني جارك فستتهمينني بأنني مطارد أو رجل منحرف.

ارتفع حاجباها: أنت.. غو هاجون.. مطارد؟

- لم أضمن شيئاً فأنت لم تبدين كأنك تعرفين من أكون ومن بعدها فقدت الفرصة لاخبارك.

فغرت فمها لتعود تحمل رأسها بين يديها بينما تهمس: ربما علي إمتهان التمثيل كبديل لوظيفتي إن طردني جي سوك أوبا.

نفس آخر رفعت بعده نظرها إليه وهي تضيف:
- لكن لماذا كنت تبحث عني، قولك هذا يعني أنك كنت تعرف عن مهنتي حتى قبل أن نلتقي تلك الليلة، وهذا أمر غير معقول فلا أحد هنا يعرف اسمي الكامل أو ماذا أعمل!

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن