11:45 PM

٥١- تنمر

- هل تعرضتِ للتنمر في حياتك؟

من مكانه على الأرض سأل هاجون، عيناه مغمضتان وجسده مسترخٍ وقد استلقى برأسه على مسند دائري فقط لا غير، بجانبه وعلى أريكتها الرمادية استلقت شون جا وبينهما طاولة صغيرة إمتلأت بالمشروبات والتسالي.

فتحت شون جا عينيها بتعب والتفتت برأسها ناحيته، قالت وهي تغمض عينيها مجدداً:

- ألا تزال هنا هاجون؟ تأخر الوقت عد لبيتك.
- أنا متعب للغاية لأفعل ذلك.
- ليست مشكلتي لا يمكنني السماح لرجل بالمبيت عندي... كيف سأتزوج إن فعلت ذلك.

أفلتت ضحكة من بين شفتيه ليقول وهو ينظر إليها:
- من أي مسلسل جئتي بهذا السطر؟
- مسلسل واحد؟ هذا السطر معتاد للغاية ستجده في عشرات المسلسلات.

عاد ليغمض عينيه ويقول:
- وإذاً... هل تعرضت للتنمر من قبل شون جا؟

همهمت قليلاً ثم فتحت عينيها لتنظر للسقف بينما تجيب:
- في المدرسة؟ كلا لم يحدث ذلك، لم يكن التنمر أمراً تراه في مثل مدرستنا تلك فالجميع كان يمر بنفس الأحوال.

صمتت لوهلة لم يعلق خلالها هاجون، في الظروف العادية ما كانت لتخبره لكنها الليلة ترغب في أن تكون ثرثارة. ربما هذا بسبب تأثير الشراب وربما لأنه من الأفضل أن يسمع هذا منها هي.

- المنطقة التي نشأت فيها كان فقيرة يعتمد أهلها على الزراعة والإنتاج الحيواني، جميع الأطفال في مدرستي كانوا إما فقراء للغاية وإما يعانون من أسر متفككة وإما الإثنان معاً، لذلك كان الجميع يقفون مع بعضهم... إن تم ضرب أحد زملائنا من قبل والده في ليلة فسيتلقى الدعم منا في اليوم التالي، وإن طردت والدة ابنتها فستبيت مع صديقتها حتى تستطيع العودة، وإن تشاجر أحدهم مع إخوته فسيحاول الجميع الوقوف في صفه. هكذا حاولنا تبديد طفولتنا الصعبة على أنفسنا.

فتح هاجون عينيه ونظر لها قائلاً:
- هذا تفكير مبهر حقاً.

- نعم، أظن أنني كنت محظوظة رغم كل شيء.

- لكن أهذا يعني أنه كان يتم ضربك في المنزل؟

لم تتوقع أن يسألها هذا السؤال نظرت له والتفت عيناهما، هذا تأثير الشراب لابد. أجابت:

- كان شي يول يضربني دائماً ووالدتي في الكثير من الأحيان... لكنه لم يكن ضرباً من ذلك النوع الذي يترك كدمة أو لا يختفي مع مرور الوقت، كان الضرر النفسي أقوى من ضرباتهما.

تقارب حاجباه، لم تترك له فرصة بأن يتدخل وهي تضيف:
- مرة وحيدة تعرضت فيها للضرب حتى نزفت وتم نقلي للمشفى في اليوم التالي.

- متى كان... ذلك؟
بتردد سأل هاجون لتجيبه وهي تعاود النظر للسقف:

- عندما ضربني والدي، المرة الأولى والوحيدة، كان ذلك بعد أن اكتشفوا أنني السبب في ذهاب شي يول للخدمة. كانت تلك هي المرة الأولى التي أتمنى فيها أنني لم أفعل شيئا لشي يول، فذلك لم يؤدي فقط لإدخالي للمشفى لكن لتخلي والدي عني أيضاً.