٧- معجبة

871 115 15
                                    

لا حول ولا قوة الا بالله
×
×
×
×

اقتربت الساعة من الثامنة صباحاً حينما أنهت شون جا ما تعمل عليه. من حولها كان المقهى قد تجاوز ذروة الصباح وعاد السكون إليه، خلعت سماعات أذنها المتصلة بحاسوبها لتلاحظ أن الأغنية التي كانت تبث في المقهى هي نفسها التي كانت تستمع لها أثناء عملها، ابتسمت بحزن ثم أخذت تدلك كتفيها المتعبين.

أقبل نادل جديد كان قد استلم العمل من النادل الذي رافق جلستها في الليلة المنصرمة، أقبل ليسألها إن كانت تريد كوب قهوة جديد لترفض بأدب ثم قامت بفتح حقيبتها لتخرج هاتفها.

لم تكن قد تفقدته منذ آخر رسالة أرسلتها لجي سوك قبل ساعات لتجد عشرة مكالمات فائته منه ومن اثنين من زملائها، ابتلعت غصة في حلقها وهي تختار اسم جي سوك لتتصل به، وفي الرنة الثانية جائها صوته قائلاً:
-مرحباً من يتحدث معي؟

-هذه أنا جي سوك أوبا ومن غيري!

-أوه إذاً لم يتم اختطافك! هذا رائع إذا نحن لا نحتاج لكل هذا المال يا شباب، فشون جا بخير كما يبدو.

أدارت شون جا عينيها لسخريته لكنها لم تستطع سوى أن تعتذر قائلة:
-إنه خطأي، لقد نسيت أن أتصل بكم، أسفة على جعلكم تقلقون علي.

-لن يمر الأمر بمجرد إعتذار. عليك تبرير إختفاءك طوال ليلة كاملة دون أن تخبري أحد.

نبرته كانت جديه وغاضبة لكن شون جا لم تكن في المزاج الذي يسمح لها بأن تجاري غضبه، حررت شعرها من ربطته وهي ترمق المكان الخالي أمامها، حيث كان هاجون يجلس قبل ساعات قليلة.

استأذنها قبيل الفجر متعذراً بعمل مهم ليتركها مع أفكارها والتي حينما لم تقدها إلى أي نتيجة قررت تجاهلها والعودة لما كان يجب أن تفعله هذه الليلة. العمل.

والآن تواجد رقم هاتفه لديها هو الأمر الوحيد الذي يؤكد لها أن كل ما مرت به في الليلة السابقة كان حقيقة؛ حقيقة لا يجب لأحد أن يعلم بها. قالت وهي تهرش رأسها:

-أنا حقاً أسفة أوبا لكني لا أستطيع إخبارك إنه أمر خاص.
-ماذا تعنين بأمر خاص؟... أله علاقة بوالديك؟
-كلا، ليس له علاقة بهما لا تقلق، لكني لا استطيع إعطائك المزيد من التفاصيل.

سمعت تنهيدته عبر الهاتف ليقول لها مستسلماً: حسناً لا بأس، فقط لا تورطي نفسك في المشاكل.

لم ترد فهي لا تضمن شيئاً، ليتجاهل صمتها وهو يسأل:
- وإذاً هل ستعودين إلى المكتب؟

- كلا، أنا متعبة وأحتاج لبعض الراحة، قد آتي مساءا لكن على أي حال لقد قمت بإرسال الملف الذي طلبته مني البارحة قبل قليل.

ناقشا ما بينهما من عمل ثم أغلقت شون جا هاتفها وهي تلملم أغراضها لتذهب.

خرجت من دفء المقهى لبرودة الشارع لتسرع خطاها وتستقل سيارة تاكسي لتهرب من الإنتظار في موقف الحافلات.
اتخذت السيارة طريقها عبر طرق غانغنام المزدحمة إلى الحي السكني في سنسا دونغ وإلى ناطحات سحاب جديدة المظهر من ذلك النوع الذي لا يسكنه سوى أصحاب الأعمال الناحجة وأبناء العائلات الغنية.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن