٦ - قصة مرة كالقهوة

662 117 12
                                    

كان من السهل ملاحظة تغير ملامح شون جا فهي في العادة ترمقك بملامح جامدة ورسمية لا تترك لك خياراً سوى بالتعامل بالمثل معها، لذلك اعتبر هاجون نفسه منتصراً بسبب تفاعلها الواضح معه منذ أن اجتمعا، بالتأكيد كان أغلب ما غمرها تجاهه مشاعر سلبية لكنه كان تغييراً عن ذلك الجمود وهذا يكفي.

لكن ما غمر وجهها الآن لم يكن ذلك الشك الذي لم تخفيه بل كانت صدمة واضحة فاجأت هاجون نفسه وجعلته يراجع ما قاله وسبب لها هذه الصدمة. لتقول بعد أن ظن أنها لن تتحدث:

-أنت واعدت مي ران! كيف لم نسمع بهكذا خبر!؟

-ولم عليكم أن تسمعوا به، إنها حياتنا الخاصة!

-بالتأكيد لكن خبراً كهذا كان ليتصدر الأخبار لأسابيع فكيف استطعتم إخفاءه؟! أعني... أنت واعدت مي ران بحق رب السماء، يا إلهي.

تحول تفاجؤ هاجون لاستمتاع وهو يرى ذهولها الكبير، أعادت نظرها إليه قائلة:
- لقد فاجأني هذا حقاً فحتى نبرة حديثك عنها الآن لا توحي بذلك...

سرعان ما أضافت مشككة: مهلاً.. ربما أنت تخدعني فكيف لي أن أصدقك دون دليـ...

أثناء حديثها كان هاجون قد أخرج هاتفه من جيبه لتقطع جملتها وهي تراقب مستنتجه ما يريد أن يريها، قالت من فورها: ألا تزال تحتفظ بصوركما معاً؟ يبدو أنك لم تتجاوزها بعد.

ختمت بتعاطف سرعان ما زال وهو يرفع نظره إليها من هاتفه دون أن يتوقف عن البحث وقائلاً:

-بالطبع تجاوزتها، لقد إنفصلنا قبل أكثر من سنة!!

ثم أضاف وهو يمد هاتفه ناحيتها: ولم يكن إخفاءنا للعلاقة صعباً فكلانا يضع مسافة حتى مع مدراء أعمالنا ونحترم حياتنا الخاصة أكثر من أي شيء آخر، لذلك كانت علاقتنا سراً حتى من وكالتينا في أول بضعة أشهر ومن بعدها كانت رشوة الصحفي الوحيد الذي اكتشف أمرنا سهلاً.

لاحظت شون جا أن هاتفه لم يكن من آخر إصدار، أما الصورة فكان من الواضح أنها قديمة قدم الهاتف إذ كان شعر مي ران بلون أشقر داكن، لون رافقها خلال ألبومها الذي نشرته في ذلك العام.

أما هاجون فيظهر فيها بلحية رافقته هو الآخر في الفيلم الذي مثله ذلك العام، جالسين قرب بعضهما على طاولة تقع في حديقة بدت من خارج البلاد، أوربا بالتحديد.

سعيدين وباسمين كما لم ترهما شون جا من قبل. جانب لم يظهره هاجون في أفلامه وجانب عفوي لم يره معجبو مي ران منها.

أعادت شون جا الهاتف له وقد هدأت قليلاً مما كان يعتريها، راقبها هاجون بفضول بينما أعاد هاتفه، لتقول حينها:

-لكن... لماذا تخبرني بهذا الأمر ربما أفشي به للإعلام.

لم يتوقع أن يكون هذا تعليقها، رد قائلاً: لن تفعلي فلن تستفيدي شيئاً سوى إثارة جدل لا أحد يرغب به وسيتسبب لك بالإزعاج.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن