٥٣- إحتجاجات

480 88 12
                                    

في صمت متوتر دخل سوجين من بعد هاجون إلى المصعد متجهين إلى المرآب. تدثر هاجون بمعطف ثقيل ووشاح وقبعة خضراء بالإضافة لقناع الوجه مما جعل من الصعب التعرف عليه.

قال سوجين كاسراً الصمت بعد أن بدأ المصعد بالتحرك:
- عليك أن تستعد هناك الكثير من الناس والصحفيين في محيط المبنى والوكالة أيضاً.

- حسناً.
رد باختصار وقبل أن يعود الصمت أضاف وقد تنبه للتو:
- هل أخبرت شون جا بهذا؟

- بمـا.. أوه تباً لم أخبرها!

بسرعة وباستياء واضح أخرج هاجون هاتفه ليتصل بها لكن مكالمته لم يتم الإستجابة لها، لم يجد بداً من أن يرسل رسالة ليطلب منها الحذر والتخفي جيداً. رمق هاجون سوجين بإستياء إضافي، بدا سوجين متأثراً بالفعل لنسيانه لهذا الأمر المهم وقبل أن يعاتبه هاجون وصل المصعد إلى المرآب. فتح الباب وكان في لقائهما إثنين يعملان في الشركة قاما بتحية هاجون وردها باستفهمام غير منطوق، قال سوجين لهما: هل دخل أي أحد؟

- كلا المرآب خالٍ.
- إذاً لنذهب بسرعة.

تحرك سوجين بخطوات سريعة وتبعه هاجون وقد إزداد فضوله لما يحدث. في العادة كان سوجين حينما يأتي لزيارته يقود سيارة صغيرة لكنه اليوم جاء بسيارة الشركة المخصصة للتجوال والتي لا يستعملها إلا للعمل. فتح له أحد الرجلين الباب بينما دخل الآخران، جلس هاجون وسوجين في الخلف ليقول له بينما السائق يقوم بتشغل السيارة:

- لم كل هذا؟
- لقد أخبرتك... هناك الكثير من الناس والصحفيين في الخارج وحول محيط الوكالة!
- أكثر من المعتاد؟
- سترى بنفسك.

قالها وهو ينظر عبر نوافذ السيارة المظللة. وما إن تعدت السيارة بوابة المبنى علم هاجون ما كان سوجين يقصده.

وسط الثلج ورغم الجو البارد الذي إقتربت درجات حرارته من الصفر اجتمع جمع غفير من الناس. استطاع الحرس إبعاد العشرات إلى ما خلف أسوار الحديقة وصنع حاجز أمامهم، الكثيرون منهم كانوا يحملون لافتات تتهم هاجون بقتل مي ران ومطالبتهم بالعدالة لها والبعض الآخر تسلح بكاميراته بانتظار خروج ضحيتهم.

لم يتصور هاجون أنه سيرى مثل هذا المنظر في انتظاره يوماً ما فعندما رأى المنتظرون السيارة تخرج بدأوا بالهتاف ومحاولة تجاوز الحاجز للإقتراب من السيارة، ذلك جعل هاجون يتراجع عن الباب وعيناه متسعتان.

- كيف تجرؤ على المساس بمي ران.
- هل تظن أنك ستفلت من العدالة..
- أنت لا تستحق مي ران، أنت من دمر مي ران.
- حاسبو غو هاجون.

الكثير من الصراخ والشتائم وصلت إلى أسماعه مختلطةً بأبواق السيارات الراغبة في الإفلات من كل هذا.

الآن فقط وبعد رؤيته لكل هذا أحس هاجون أن الأمر أكبر مما تصور. أخرج هاتفه تحت مراقبة سوجين الصامت ليبحث في الإنترنت عما يقال ويحدث فيه، ليجد أن الخبر لم يعد مجرد إشاعة نشأت من مقال بل قامت مواقع إخبارية بتغطيته والإحتجاجات التي تحيط بمنزله وبالشركة منذ ساعات الصباح الأولى، وذلك نظراً للقاعدة الجماهيرية الكبيرة التي كانت مي ران تحظى بها والتي انقلب جزء كبير منها ضد هاجون.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن