٥٦- سيجارة ٢

378 77 4
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
×
×
×
×
×

تطل نافذة منطقة التدخين على البوابة الأمامية لمبنى التلفاز. زجاجها يسمح لك برؤية ما خلفها لكنه لا يسمح للمارة برؤية شيء، هذا ما دفع بهاجون أن يظهر امتعاضه وهو يرمق ذلك الجمع من الناس والذي يحيط بالبوابة مانعاً دخول وخروج الناس.

وصلته رسالة على هاتفه من سوجين يخبره فيها أن يظل مكانه ولا يتهور إلى أن يصل إليه حتى يستطيع إخراجه من المبنى، هذا يعني أن عليه الإنتظار لربع ساعة على الأقل بسبب الإزدحام الذي يغمر شوارع غانغنام كل ليلة في مثل هذا الوقت.

زفر هاجون وهو يضع هاتفه جانباً ثم يخرج من جيب بذلته الداخلي علبة سجائر نقصت قطعة واحدة، وبينما كان يختار من بينها هاتف آخر شارك خاصته المساحة ويد صاحبته تتجه لحقيبة يد صغيرة لتخرج علبة سجائر مماثلة لم يبقى فها سوى ثلاث قطع.

لم ينظر هاجون تجاه مرافقته الجديدة فقد كان يبحث بجد عن ولاعته في كل جيوبه وحينما لم يجدها همس بكلمة نابية لم يهتم إن كانت قد وصلت إلى من هي معه.

وقبل أن يقرر الإستسلام أشعلت مرافقته سيجارتها ليلفت ذلك نظره، ولاعة على شكل مايكرفون ملون، أخذت صاحبتها نفساً عميقاً ثم نفثت الدخان على شكل دوائر متتالية.

نظارات شمسية فقدت أهميتها بعد غروب الشمس لكنها مع ذلك إرتدتها وهي ترمق الخارج المتلألئ بأضواء صناعية، أحمر شفاه فاقع وشعر مستقيم انحدر على ظهرها المكشوف ليغطيه بخجل. رغماً عنه انحدر بصره إلى فستانها ذي اللون الفاقع والذي بالكاد وصل إلى ركبتيها وأقل حركة كانت تجعله يرتفع، وبسبب حذائها العالي كانت تماثله تماماً في الطول.

- هل ستظل تحدق فيّ أم ستطلب مني الولاعة أخيراً؟
قالت وهي تلتف ناحيته بينما تتكئ بخاصرتها على الطاولة حيث منفضة السجائر. ابتسامة خطيرة علت شفتيها وهي تنتظر رده الذي جاءها حينما مد سيجارته ناحيتها لتشعلها له دون كلمة.

تنفس من سيجارته وعيناها من خلف النظارة تحدق به، وبصعوبة منع نفسه من أن يختنق بالدخان، وما إن نفثه حتى قالت:
- هل أنت فنان جديد؟

- ماذا؟
- أنا أسألك، هل أنت فنان جديد؟ فرقة فتيان؟... لا أظن ذلك تبدو أكبر من أمر كهذا.

رغماً عنه شعر هاجون بالإهانة فهو قد تعرف على نام مي ران منذ أول وهلة، كيف لا وهي أشهر من نار على علم. بالتأكيد لم يكن بنفس شهرتها لكنه أصبح معروفاً بما يكفي بعد فيلم بطولته الأول والذي حاز على جوائز عدة، أو هذا ما ظنه إلى أن قابلها.

أخذ كلاهما نفساً في نفس الوقت قال بعده هاجون:
- لست فناناً بل ممثلاً.
- هذا أكثر منطقية، وجهك يناسب التمثيل وليس الغناء.
- ماذا أفهم من ذلك؟
- أعني أنك وسيم... من النوع الذي يعجبني.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن