٦٤- في غرفة المشفى ٢

413 81 30
                                    

" فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا "
سورة الشرح

×
×
×
×
×

نظرت شون جا لنفسها في المرآة، ما نامته في الأيام القليلة الماضية عوضها تماماً عن قلة النوم التي رافقتها خلال الشهرين السابقين، وإن تغاضت عن رباط رأسها بدا وجهها عذباً ومشرقاً. ابتسمت وهي تشعر بالانتعاش ليس فقط في وجهها ولكن دواخلها التي باتت صافية وهادئة.

كأن هماً ثقيلاً إنزاح عن كتفيها.

وبنفس تلك الإبتسامة خرجت من الحمام بعد أن كانت قد ودعت بعض صديقاتها اللاتي أتين لزيارتها، لم تتوقع المزيد من الزوار وقد قاربت ساعات الزيارة على الإنتهاء لذلك فوجئت وهي ترى ظهر رجل يقف أمام النافذة وهو ينظر بشرود إلى السماء.

لم تحتج لأكثر من ثانية لتتعرف عليه، لي جي سوك، كانت تتوقع أن يزورها برفقة موظفي الشركة لكن جميعهم أتى ولم يرافقهم جي سوك في زيارتهم، كما أنه لم يتم ذكر اسمه خلال زيارتهم، أرجحت شون جا ذلك لكون زملائها ما يزالون يشعرون بالإرتباك لذكره أمامها بعد الذي حصل، وربما لهذا السبب نفسه ظنت شون جا أنه لن يأتي لزيارتها... لكنه هنا الآن.

آخر مرة قابلته فيها كانت ما تزال ترفض الحديث معه وبعدها لم تعد تذهب للشركة ولم تدري عن أخباره إلا ما أخبرها به ها جون، أن لي جي سوك هو من جلب شقيقها شي يول للشرطة.

ربما بسبب ذلك وربما لكونها تشعر بالإنتعاش عموماً ابتسمت شون جا وهي ترحب به:
- مساء الخير أوبا، وكل عام وأنت بخير.

التفت جي سوك كأنه فوجئ بظهورها ثم بان على ملامحه التفاجؤ لترحيبها به بهذه الابتسامة العذبة، لكنه تدارك نفسه وهو يجلس مقابلاً لها وطاولة القهوة تفصل بينهما في جلسة الغرفة.

- كيف حالك الآن؟
- في أحسن حال، تزعجني الإصابة لكن غير ذلك أنا بخير.
- حمداً لله، لقد... لا تعرفين ما الذي شعرت به عندما سمعت بإصابتك.

قالها بأسى لتتذكر أيضاً أن إحدى صديقاتها أخبرتها بحضور جي سوك للمشفى عندما كانت في العناية المركزة، وأنه قد بقي لساعات حتى ظنت أنهما ربما قد عادا لبعضهما دون أن تخبرها شون جا بذلك.

- أسفة على إقلاقك لكن هذا ما حدث.

صمت بينهما، صمت مربك لجي سوك وعادي لشون جا التي لم تتغير ابتسامتها، ترى في ملامحه أن يرغب في قول الكثير لكنه متردد... لأن الوقت والمكان غير مناسبين وربما لأنه فقط يخشى أن يغضبها أو أن يزيد الوضع سوءً بينهما، ومراعاة لذلك كانت شون جا هي من تحدثت قائلة:

- أتعرف أوبا خلال ما سبق من أيام كان لدي الكثير من وقت الفراغ الذي لم أفعل فيه شيئاً غير أن أفكر...

بفضول انتظر تكملة حديثها لتقول:
- فكرت كثيراً وحظيت أنت بجزء كبير من تفكيري... جي سوك أوبا أنت شخص مهم في حياتي، بسببك وصلت إلى ما أنا عليه، وبسببك أصبحت ما أنا عليه، وإن سألني أحد عن أهم لحظة في حياتي كلها فسأقول أنها عندما قابلتك لأول مرة.

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن