سرُّ سعادتي

114 10 2
                                        

منذ أن وُجدت علي هذه الحياة، ونبض قلبي، وأخرجت أول صيحه كان أول من رأيته هو أبي وهو يتلو عليا الآذان حينها لم أكن أعي شئ لكن بالغريزه البنت دائمًا تكون أقرب لأبيها وهكذا أنا فقد نشأت علي أنه لا شئ يغلي علي؛ مُدللتي، وحبيبتي، وقره عيني، وابنتي، ونشأت أيضًا علي؛ أن هذا حرام، وهذا حلال فقد رباني علي ما يُرضي الله وكان لي؛ اخًا أكبر، وصديق قبل أن يكون أبي كان ومازال يسمع مشاكلي، ويحاول التخفيف عني، وأبوح له بكل أسراري، يعرف إن كنت حزينة أم لا بمجرد أن يراني، يخاف عليا من الهواء ويخشي أن أُجرح في يومًا من الأيام، يُقدم لي النصائح التي بدونها لم أكن أقدر علي؛ تحمُل الضغوطات، والمشاكل بدونها، ولم أكن لأصبح فتاة؛ قوية، تعتمد علي نفسها إينما ضاقت بها، ولا تستسلم، ولا تيأس حتي تجد الحل، فتاة تُجيد تحليل شخصية البشر، وتعرف من يُصلح أن يبقي معها، ومن يجب أن تُفتح له الأبواب علي مصراعيها ويخرج من حياتها كل هذا بفضل ذاك الشخص الحنون الذي لم يبخل عليا بشئ، الذي يعطي بدون أنتظار مقابل فهذا هو الأب يتعب، ويسهر الليالي، ولا يذوق طعم النوم حتي يتأكد أننا بخير، ولا ينقصنا شئ، لا تهدأ باله ويريح جسده إلا عندما يرانا مرتاحي البال، والجسد فمن في هذه الدنيا بأكملها من؛ شرقها لغربها يتمني أن يراك أفضل منه سوي والدك؟ من يقول لك: أريدك أن تحقق ما لم أحققه سواه؟! من يمنع عن نفسه كثير من الأشياء كان بإمكانه امتلاكها لأجلك ولأجل سعادتك؟! من يتحمل أصواتنا المرتفعة، وصريخنا؟! كل هذه الأسئله لا يوجد لها سوي إجابه واحده هي "الأب" فأنا أن كنتُ أعتز بشخص، وأفتخر به فهو أبي فلا شخص يمكنه أن يُقدم لي؛ الحب، والحنان سوي والدي ولحسن حظي أنني نسخه مطابقة منه في، صفاته، طباعه، وبعض ملامحه فكما يقولون ذاك الشبل من ذاك الأسد فأبي؛ سندي، وعكازي الذي أرتكز عليه في الحياة، وعمودي الفقري الذي بدونه تميل حياتي أشكرك يا والدي علي ما فعلته لأحلي، وأعتذر لك أن أغضبتك في يوم من الأيام أحبك يا والدي مع تحيات أبنتك المخلصة، والحبيبة.

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

علها لكWhere stories live. Discover now