تقدمت في العمر، وشاب شعر رأسي، ووهن العظم مني لكنني أشتاق لذاك الطفل الذي بداخلي، ذاك الطفل الذي كان يلعب ويهرول ليلًا ونهارًا من مكان لمكان آخر، ومن غرفة لغرفة أخرى دون تعب أو ملل فهذا ما يسعده، ويرسم البسمة على ثغره؛ فقد أصبحت الآن أسيرًا لتلك الأيام الجميلة التي عشت بها أرغد أيام حياتي؛ ففي خضمّ هذه الأيام كنت لا أبالي بشيء، ولا أتحمل أي مسؤلية، ولم أكن أرهب من أي شيء على عكس الآن فقد قبعت عليّ كثير من المسؤوليات وأطبق علىّ اليأس ليت تلك الأيام تعود يومًا؛ حتى أرغد بحياتي ثانية، وأعيش بدون هموم، وبدون أوامر من أي شخص فقط الكل يلبي مطالبين خوفًا على غضبي؛ فحينها كان الكل يحبني؛ لكن لا أعلم لماذا ما تقدم عمري بدأ حبهم لي يندسر مرة بعد الأخرة حتى أنني أصبحت أرى أنهم لا يكنون لي بأيٍ من مشاعر الحب، وتغير الجميع اتجاهي بعدما كانوا يهتمون بي وبكل تفاصيلي سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ويشجعون انجازاتي التافهة التي أصبحت الآن أشياء لا جدوى منها بالنسبة لهم؛ فمازالت ملامح ذاك الطفل ترتسم أمامي في كل مرة أحزن، أو أشعر باليأس فهي تكسبني شيء من القوة، وتدفعني للأمام لكن أحيانًا بقدر ما أحب هذه الحياة الطفولية بقدر ما أنني أخشى تذكرها لما بها من ذكريات سيئة، وقرارات خاطئه من طفل صغير لا يعي شيء لكنها أثرت عليّ الآن.
دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى
YOU ARE READING
علها لك
Randomقلم يكتب ما في القلب من حزن، أو فرح، أو اشتياق، أو عتاب، أو كره لمن حاولوا أن يضعفوه ويصفونه بالفاشل الذي لن ينجح أبدًا؛ فهو يكتب ما في قلبه حتى لا يشعر بالضغط، يحاول أن يخرج ما بداخله فقد ضاقت به نفسه، ولم يجد من يشكو له، ويفضفض معه،ويخبره بما يشعر...
