هي كلمه من ثلاث أحرف فقط الألف والميم والياء يبدو لك أن حجمها صغير لكنها تتسع للكثير، وتتحمل الكثير والكثير، وتحمل في جوفها العديد من مشاعر الحب، والحنان، والصفاء، والعطاء، والوفاء فلن تجد أوفي منها في هذه الدنيا بأكملها من شرقها إلى غربها فلا شخص سيحبك أكثر من ذاته سواه، ولا أحد يتمني أن تكون أفضل منه غيرها فهي تختلف عن الآخرين في طباعها، وصفاتها تحملت الكثير من أجلنا تعبت في حملنا تسعة أشهر وبالرغم من كل هذا التعب كانت تموت شوقًا لرؤيتنا ورؤية ضحكتنا، ولم تمل، ولم تكل ولم تشتكي من الآلام التي تشعر بها لكنها كانت تكتم كل هذا بداخلها ثم بعد والدتنا كانت تسهر الليالي بسبب بكاءنا، ولا يجف لها جفن حتي ننام، كانت بمجرد أن نُصاب بالكحة، أو السخونة، أو نزلة برد تجري مهرولة الطبيب وهي تبكي خوفًا علينا، كانت رُغم مرضها، أو إرهاقها تقف علي قدميها وتُحضر الطعام، وتغسل الأواني، وترتب المنزل دون أن تقول أي كلمة توحي أنها مؤلَمَة وعندما كبرنا قليلًا وبدأنا في التحدث كانت تسعد لمجرد سماعها كلمة "أمي" منّا، وتسعد أيضًا بل؛ وتكون في أقصي حالات سعادتها عندما نتحدث ونُخرج الكلمات غير مفهومة، وكانت تنتظر ظهور أسناننا ومع كل سن يظهر تزداد سعادتها لرؤيتها ونحن نكبر، وننضج أمامها وعندما دخلنا المدرسة ازدادت مسؤوليتها لكنها لم تشتكي وتحملت فقد أعتادت علي هذا حتي وبالرغم من وصولنا لعمرنا هذا مازالت تحمل مسؤوليتنا من تجهير الطعام، وغسل الملابس والاواني والعديد والعديد من المسؤوليات التي تحملتها ومازالت تتحملها لكننا عندما كبرنا نسينا كل هذا ليس جميعنا لكن بعضنا فبدأنا نرفع صوتنا عليها، ونصرخ فيها عندما تتأخر دقيقة في احضار الطعام، أو تنسي فعل شئ طلبناه منها هذا صحيح فقد تغير الحال وأنقلبت الموازين بدلًا من أن تطلب هي منّ أصبحنا من نطلب منها ونسينا كل ما فعلته لأجلنا، وسهرها معنا أيام أختبارتنا، وقلقها علينا إذا تأخرنا، أو حين ظهور نتائجنا لم نتذكر كل هذا، وتجرأنا عليها وهي لا تستحق منّا كل هذا هي فقط تريد راحتنا، وسعادتنا فعلينا أن نُحسن معاملتها، والتخفيف عنها فإن كان بالمجال أن أقول لها بعض الجمل سأطلب منها أن تسامحني بسبب فهمي الخطأ لها فكنت دائمًا أخبرها بأنها لا تحبني، وتحب أخوتي أكثر وكانت تسمع منّي هذا الكلام وادخلها نار تشتعل فكيف لابنها الذي كرست حياتها لأجلها أن ينطق بهذا الكلام؟! لكنها كانت تُخفي كل هذا وترسم ابتسامة مزيفة علي وجهها لكن الآن فهمتُ كل شئ وأصبحت علي علم بمدي حبها لي، وأعتذر لها عندما رفعت صوتي أمامها، وعلي كل مرة كانت تناديني وأتظاهر بأنني مشغولة، أو أنني لم أسمع ندائها، وعن كل جرحتُ فيها مشاعرها وكنتُ سبب في بكائها.
دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى
YOU ARE READING
علها لك
Rastgeleقلم يكتب ما في القلب من حزن، أو فرح، أو اشتياق، أو عتاب، أو كره لمن حاولوا أن يضعفوه ويصفونه بالفاشل الذي لن ينجح أبدًا؛ فهو يكتب ما في قلبه حتى لا يشعر بالضغط، يحاول أن يخرج ما بداخله فقد ضاقت به نفسه، ولم يجد من يشكو له، ويفضفض معه،ويخبره بما يشعر...
