كبحارٍ هوت به السفينة في عرض البحرِ أعيش أنا

20 5 0
                                    

كنتُ أسير يومًا على شاطئ البحر ورأيت شراع سفينة يظهر من الأفق انتظرت حتى دنت السفينة إلى شاطئ البحر وسألت أحد المارة عما حدث؟
أين البحار؟
كان هذا سؤالي؛ فأخبروني أن السفينة هوت به في عرض البحر، بدأت أتخيل الموقف وصعوبته ففي ذاك الظلام الحالك والظلمة التي تخيم على المكان، وعدم الرؤية الواضحة، وقلة الأكسجين وصعوبة التنفس في أعماق البحر ووسط الأسماك والقروش يسبح ذاك البحار المسكين لا يعرف أين يذهب ولا ماذا يفعل فلا شخص يساعده ولا أشارة واحده ترشده للطريق الصحيح؛ فقد قست عليه الأيام ومر بظروف كادت أن تفقده الصواب، وغدرت به السفينة التي كانت رفيقة أيامه التي كانت ترافقة دائمًا في جميع رحلاته لا يمر يومه دون أن يقودها أو يعيش وقت جميلًا عليها، ولم يكن يتوقع يومًا أن تغدر به؛ وفجأة وبغير حسبان غدرت به والقته في عرض البحر دون الاهتمام بما سيحدث بعدها، وفي وسط تفكيري جال بخاطري شريط كل من غدروا بي رُغم أنهم كانوا الاقرب لقلبي فأصبحت أنا البحار ومن غدروا بي هم السفينة، وأصبحت قضيتنا واحدة فكلانا غُدِر به ممن كان لا يتوقع منهم الخيانة، وكلانا مرّ بنفس القسوة والظروف فهو كان وسط القروش والظلام وأنا أصبت بندبة في قلبي بسبب تخليهم عني فلم يجول بخاطرهم أن يفكروا ولو لمرة واحده بما سيحدث أو ما سيصيب قلبي من حزن وخذلان.

ك/خلود مصطفى

علها لكWhere stories live. Discover now