علها لك

كان حلمي الطب؛

بدأت حكايتي مع الطب عندما كتبت في الصف الثالث الإبتدائي أريد أن أصبح طبيبة أطفال وخاصة قلب وباطنة، ومن هنا تعلق قلبي بهذه المهنة منذ أن كنت طفلة وأنا أسمع الجميع يقولون بأنني سأكون طبيبة ماهرة، وأنا أيضًا كنت أقول أنني سأكون طبيبة مثل دكتور مجدي يعقوب، وأكون أشهر جراحة قلب وكنتُ أقتدي به في حياتي؛ فكان الطب كل حياتي، بل في الحقيقة كانت حياتي هي الطب كنت أهوى الطب، وكل من يحب الطب، وكل من يتحدث عن الطب، وكنت أحبه كحب العشيق؛ لعشيقته، فكنت العاشق الولهان للطب كان بمجرد أن أسمع هذه الكلمة، أو أسمع أحد يتحدث عن الطب ترتسم على وجهي إبتسامة توحي بالكثير؛ فقد كان الطب الشئ الذي عيشتُ كل حياتي لأجل تحقيقه، وكان الدافع الأساسي؛ لكي أتحمل كل تعب الثانوية العامة، فالطب لم يكن مجرد حلم والسلام بل كان يحتل كل حياتي، وقلبي، وتفكيري، وعقلي كان حلمي الوحيد الذي تمنيته طوال حياتي على مدار ثمانية عشر سنة وأنا لا أحلم بشيء سوى الطب، ولأكون صادقه سيظل أيضًا حلمي الوحيد الذي لن أفكر، ولن أحلم بغيره؛ فقد تبخرت باقي الأحلام عندما خسرتُ هذا الحلم، فكيف لي بعد كل هذا التعلق الشديد أن أحلم حلم آخر؟ وإن فعلت هذا وحاولت التناسي وليس النسيان؛ لأن هذا مستحيل، فكيف أكف عن التفكير؟ يبدو أنني لن أستطيع التعافي من حبي للطب ولو بعد مائة سنة، فلم يكن حلم سنة أو سنتين؛ بل كان حلم عمري منذ طفولتي فكأن الحياة توقفت عند اللحظه واليوم الذي فقدتُ فيه حلم الطب، وكأن عقارب الساعة أقسمت على أن لا تتحرك ولو ثانية واحدة كان هذا ما يهيئ لي؛ لكن كانت الحياة بالخارج طبيعية، وتسير كما كانت من قبل ولم تتوقف كما أدعيتُ أنا فقد كنت أنا الوحيدة التي توقفت حياتي عند تلك اللحظة التي كانت من أصعب وأسوء اللحظات التي مرت عليّ؛ فيا ليت العمر ما مرا كما كنت أقول، فقد كان فراقك ذا مر يا طب؛ فمتى أستطيع التعافي من هذا الحلم الذي أصبح كالسحر لا يريد مفارقتي؟ ومتى سأعود كما كنت شخص لديه أحلام وإن فشل في أحدهما يقف مرة آخرى، ويبدأ من جديد، ويحلم حلم آخر؟ متى سيحدث كل هذا؟ أعتقد التعافي في حالتي يكاد شبه مستحيل؛ لأن حياتي كلها كانت متعلقة بما يسمى "بالطب".

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى