لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدون احتواء والديّ لي ووقوفهم معي منذ أن كنت طفلة لا تستطيع السير؛ فيمسكان بيديّ ويساعداني على السير؛ فلولا اهتمامهم بي منذ الصغر لما كنت أنا تلك الفتاة القوية التي لا تخشى شئ، أعرف الصواب من الخطأ، وأستطيع التمييز بين نفوس البشر فكان أبي يخبرني دائمًا أن لا أغتر بالوجوة فالأهم ما يحتويه القلب، وكانت والدتي تخبرني أن العالم أصبح سيء والكل يرتدي أقنعة مزيفة حتى لا يظهر مشاعرهم الحقيقة، أو كرههم لنا؛ فليست النفوس كبعضها فهناك من يحبنا بصدق كوالديّ ومنهم من يكرهوننا أشد الكره لكن يخفون ذلك وراء الأقنعة التي يرتدونها؛ لكنني بنصائح والديّ كنت قادرة على التمييز بينهم؛ فقد كان والديّ بمثابة المظلة التي تحميني من الدنيا وما فيها؛ فوجودهم بجانبي أشعر بالأمان ولا أخشى شىء فهناك والدي الذي يفديني بعمره، ويقف أمام من يحاول آذيتي، وهناك والدتي تلك المرأة القوية التي تحملت الكثير لأجل إسعادي فكيف أشعر بالخوف وهما بجانبي؟ فنمو الإنسان شبيه بنمو الزهور بعض الشىء؛ فالزهور تحتاج للعناية من صاحبها وأن يرويها بانتظام وكذلك الأنسان؛ فهو يحتاج للأهتمام من الوالدين حتى ينضج جسديًا وعقليًا؛ فإن أعطاه والديه هذا الإهتمام سيكون قادر على أن يورثه لأبنائه ثم يورثه أبنائه لأبنائهم؛ فما هي إلى إلا تبادل الخبرات والمشاعر والحب والاهتمام من جيل لجيل آخر والعنايه بهم؛ فالأنسان مثل الزهور يحتاج للأرتواء بحنان من والديه وهذا ما فعله والديّ معي؛ فلم يبخلا عني بشىء أو معلومة أو نصيحة، ولم يبخلا عني الإهتمام والحب والحنان؛ فوالدتي كانت عندما تجرحني عن غير قصد سرعة ما تحاول أن ترضيني وتبدأ في الحديث معي، وكذلك والدي فأحيانًا يتعصب لكن بداخله شخص طيب وحنون.
دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى
YOU ARE READING
علها لك
Acakقلم يكتب ما في القلب من حزن، أو فرح، أو اشتياق، أو عتاب، أو كره لمن حاولوا أن يضعفوه ويصفونه بالفاشل الذي لن ينجح أبدًا؛ فهو يكتب ما في قلبه حتى لا يشعر بالضغط، يحاول أن يخرج ما بداخله فقد ضاقت به نفسه، ولم يجد من يشكو له، ويفضفض معه،ويخبره بما يشعر...