كنت أسمع دائمًا جملة "رُبّ صدفة خير من ألف معاد" لم أكن أفهم معناها حينها؛ لكن عندما التحقت بالجامعة في عامي الأول تعرفت على أشخاص كانوا أفضل ممن تعرفت عليهم من قبل، وجدت منهم حنان ومحبة لم أرها فب اولئك الذين أعرفهم من سنوات عديدة، يقفون معي وقت الشدة وأكبر دليل على ذلك أنه في أحد الأمتحانات توفيت صديقتى المقربة قبل الإمتحان بساعات كنت حزينة بالفعل وعندما دلفت إلى مدرج الإمتحانات سألتني أحدهم ما بك؛ فبدأت في البكاء وانهرت بين يديها من شدة ما كنت أكتمه بداخلي؛ فدلف إليّ باقي اصدقائي ووقفوا معي إلى أن هدأت قليلًا، وشجعوني على تكملة الإمتحان وبالفعل هذا ما حدث وحينها فقط فهمت معنى "رُبّ صدفة خير من ألف معاد" فلم أكن مخططه لألتقي بهؤلاء الأصدقاء، ولم أكن أعرفهم منذ البداية؛ لكن جمعتنا صدفة جميلة وكانت من أجمل الصدف التي حدثت لي؛ فقد أصبحنا عزوة وشلة واحدة نعرف بعضنا البعض نتشارك نجاحنا، وكذلك حزننا؛ فالصداقة أو الحب ليسا مقترنين بمكان وزمان معين فلا أحد يعرف متى تتحرك مشاعره أمام شخص ما، أو متى يلتقي بذاك الشخص؛ لكن الله يدبر الأمور فنلتقي في الوقت المناسب فيعوضنا عن أشياء كثيرة؛ فرب صدفة تجمعنا بأشخاص فنصبح أخوة، أو نذهب في مكان ما فنكتشف شيء كان خفي عنا، أو ربما تأتي صدفة فنحقق مرادنا وما تمنيناه لسنوات فالمقدر لنا ليس له موعد معين ولا مكان معين؛ لكنها فقط فرصة فانتهزها وقتما تأتيك.

YOU ARE READING
علها لك
De Todoقلم يكتب ما في القلب من حزن، أو فرح، أو اشتياق، أو عتاب، أو كره لمن حاولوا أن يضعفوه ويصفونه بالفاشل الذي لن ينجح أبدًا؛ فهو يكتب ما في قلبه حتى لا يشعر بالضغط، يحاول أن يخرج ما بداخله فقد ضاقت به نفسه، ولم يجد من يشكو له، ويفضفض معه،ويخبره بما يشعر...