ذكريات الماضي

34 5 0
                                    

أتذكر عندما كنتُ طفلة لا تبالي بشئ ولا تكترث بأي شئ سوي والدها، ووالدتها، والطعام، والشراب، فتاة في الثالثة من عمرها تمشي وتسقط وتسدنها والدتها، أتذكر عندما كنت لا أستطيع تذوق الطعام بمفردي وتساعدني والدتي، واليوم الذي ظهرت فيه أول سنة لي وفرحة الجميع بهذا، وأول يوم في الروضة وبكائي عندما تركتني والدتي، والمعلمة الحنون التي بدونها لم أكن أصل لما أنا عليه الآن، وهرولتي عندما أسمع صوت أبي وهو يفتح الباب عندما يعود من العمل، ومشاكسته لي، وبكائي عندما تذهب أمي خارج المنزل بدوني مازلت أتذكر كل هذا وأتذكر عندما أتممت حفظ ثلاث أجزاء وتكريمي، وأول شهادة تقدير أحصل عليها في الروضة، وأتذكر أول مسابقة لي في القرآن وأنا في حوالي الخامسة من عمري والهدية التي حصلت عليها؛ وأول يوم لي في المدرسة وأول طابور لي في عالم لا أعرف فيه سوي بعض التلاميذ من أقاربي وجيراني؛ وكانت أختي تمسك يدي أثناء سيرنا إلي المدرسة؛ وأتذكر أيضًا الزي المدرسي الذي كنّا جميعًا أول أغلبنا يرفض ارتدائه بسبب لونه البني الفاتح "البيچ"، وأول مسابقة لي في أوائل الطلبة في الصف الثالث الابتدائي وشجارتنا مع باقي الفصول، ويوم ظهور نتيجتي أتذكر كل يوم بكل تفاصيله، واليوم الذي حصلتُ فيه علي خمسة وتسعون بالمئة في الصف السادس الإبتدائى وفرحة العائله ومباركتهم لأبي وأمي، وأول يوم في المرحلة الإعدادية كنتُ كما كنت في أول يوم في الإبتدائية لكن هناك بعض الإختلافات أنني كنتُ أعرف أصدقاء الإبتدائيه؛ حتي اليوم الذي ظهرت في نتيجه الصف الثالث الإعدادي وخوفي، وتوتري عندما علمت بموعد ظهورها وفي النهايه فرحتي وفرحت الجميع عندما ظهرت النتيجه وحصلتُ علي مئتين وثلاثة وستون ودخلت ثانوية عامة؛ ومازلت تمكث في ذاكرتي كثير من الذكريات كأول يوم في الثانوية العامة وكان يقتات علي شعور مريب ونظرات تشي بالكثير، ومسامرتي مع أصدقائي في أوقات البريك، وأتذكر أول اليوم الذي حصلتُ فيه علي أول شهاده تقدير لي في الثانوية العامة في مادة الفيزياء؛ لكن الأسوء في كل هذه الذكريات أنني مازلت أتذكر اليوم الذي فقدتُ فيه عزيز قلبي كنت في الصف الخامس الابتدائي لكن أتذكر كل صغيرة وكبيرة حدثت في ذاك اليوم البائس الذي لم تكن تعبق فيه سوي رائحة الحزن، والبكاء، والصراخ، وأتذكر من تلك الذكريات البائسة كل يوم في الثانوية العامة وكل شعور سئ أقتات عليّ، وأتذكر يوم النتيجة وسط خوف الجميع، وتوترهم والحزن الذي سيطر علينا بعد ظهور النتيجه لكن الحمد لله علي ما قدره الله لنا وعلي أختياراته ؛ فعندما دخلت كلية الآداب أتذكر كم كنت وقتها لكن مع الوقت أصبح الأمر عاديًا ورضيت بقضاء الله وبعد أشهر تأكدت أن الله بلطفه بي أختار لي هذه الكليه وهذا القسم، لكن في هذه السنه حدث موقف كان من أصعب المواقف التي مرت عليّ فقدتُ صديقة طفولتي فذاك اليوم حُفر في قلبي بكل ما به.

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

علها لكWhere stories live. Discover now