الفصل الثاني

150 6 0
                                    








[ الفصل الثاني ]

تنزل من الدرج الرخامي بخطوات بطيئة ، بل هي أكثر من أن يطلق عليها خطوات بطيئة
ويرجع السبب أن بالها مشغول جدا ومشاعرها محبطة
لقد مرّ إسبوعان بالتمام والكمال منذ أن تحدثت مع والدتها بموضوع الخطبة
وبعدها ماذا حدث ؟
لم يحدث شيء ، ويا للغرابة !
لا تدري هل هي الوحيدة التي تشعر بالحماسة لأنها لأول مرة تخطب

أليس من المفترض بأمها أن تشعر بالحماسة أكثر منها !
ولكن البرود، بل وتجاهل الأمر برمّته كان تصرف والدتها ..

علاقتها بوالدتها تُحسد عليها
إنهما تمضيان أغلب الوقت برفقة إحداهما الأخرى سواءً داخل المنزل أو خارجه

ولا تنفصلان إلّا عند ذهابها هي إلى الجامعة ، أو خروج أمها لبعض مناسباتها الاجتماعية
والتي لا تحبّذها هي أبداً

فيما عدا ذلك إنهما معاً أغلب الوقت
ألم تجد والدتها الوقت المناسب لتتحدث معها في هذا الموضوع المهم !

نزلت اخر درجة وهي تفكر ، حسناً لقد تحمست زيادة عن اللزوم
ولكنها ترى أنه أمر طبيعي كونها تجرب هذا الشعور للمرة الأولى
أليس كذلك ؟ هي ليست شاذّة عن القاعدة ..

: تعرفي النصيب يا ام ماجد ، الله يرزقه باللي أفضل من بنتي ، الله يسلمك ، مع السلامة

شعرت بحرارة عالية تسري في كامل جسدها وهي تسمع والدتها تقول هذه الجمل البسيطة ..
والتي عرفت معناها فوراً ..

جلست بجانبها وقالت لها وهي تنحّي خجلها الذي كان يمنعها من سؤالها عن الموضوع طيلة الأيام الماضية
: ماما إنتي كنتي تكلمي ام بسمة ؟

وقبل أن ترد عليها والدتها ، أكملت بسرعة وكأنها تخشى أن الجرأة التي تتكلم فيها تتلاشى
: كيف تردي عليهم بالرفض وإنتي ما كلمتيني في الموضوع من الأساس

عقدت والدتها حاجبيها وهي متفاجئة من الانفعال الغريب الظاهر عليها
لكنها تكلمت بصوتها الهادئ المعتاد : سألنا عن الولد وطلع مُدخن

قالت لها بحنق : وهذا السبب مقنع إنك تردي عليهم بدون ما تسأليني
بتعجب قالت لها : بغداد يا ماما إشبك اهدأي ! ترى هو مو أول واحد ولا اخر واحد راح يتقدم لك
إن شاء الله ربي يرزقك باللي أفضل منه ..

لم تركّز في كلام والدتها إلّا على جملة واحدة
: مو أول واحد يتقدم لي ، ليش في غيره قد أتقدم لي ورفضتموهم

وسكتت قليلاً لثواني قبل أن تقول بصدمة وعدم إستعيـاب : من غير ما تشاوروني ، زي هذا يعني !

أخذت والدتها نفسًا عميق قبل أن تقول
: أول شيء يا حبيبتي الناس كلهم طبعاً يتمنوا إنك تكوني زوجة لولدهم
ما أدري كيف جا في بالك إنو محد أتقدم لك ..

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن