رواية الــسَــلام

الفصل الثالث عشر

[ الـفـصـل الــثــالث عشــر ]

هيّ شخص مثير للإهتمام وَ مثير للإنتباه وَ مثير للإعجاب
رغم أن الأمر الأخير لا يحبّ أن يفكر فيه بينه وبين نفسه حتى !

عرف هذا منذ أن رأها لأول مرة وهي تبتسم بتوتر فوق المنصة في حفل الزفاف ..
لا ينكر أن صفاتها الخَلقية تجعلها مُلفتـة فمن بمثل طولها ورشاقة جسدها تلفت الأنظار فوراً ..

لكـن يشعر أن هنالك أمراً أخر ..
أمر أعمــق بكثير من الصفات الشكلية بدأ يشدّه إليها ..

لا زال الموقف الذي حدث بالأمس لا يغيب عن عقله ..
أن تلقي باللوم عليها بالكـــامل رغم أنه لا دخل لها فعلاً جعله ينظر لها بطريقة مختلفة ..

يعلم أن أمه هي التي كانت لا تريد إخبار أحد بأمر خطبة طارق ..
بغضّ النظر عن أن الفتاة لم ترد عليهم بعد ..

وقد قالت له والدته بصراحة قبل اسبوع أنها تعلم هذه الأساليب الملتوية التي بدرت من الفتاة ..
تريد أن تتأخّر بالرد عليهم لكي تُشعرهم أنها ليست مهتمة ..
ولكنها متأكـــدة أنها ستوافق في النهاية ..

لا زال يتذكر هذه المحادثة جيداً ..
ومن منطلق هذه الثقة كان من المفترض أن تخبر أم خالد التي قد تغضب وبشدة إذا علمت بالأمر فيما بعد ..
بأن هنالك مشروع خطبة على الأقل دون ذكر التفاصيل ..

لا يعلم حقيقةً سبب تكتّمها الشديد عن الموضوع و عدم إخبارها أحد حتى والدتها واختها ..
لكنه يشكّ في الأمر ، ولن يستغرب لو علم أنها تفكر أن تتراجع بأن يظهر عذرٌ ما قد يجعل هذه الخطبة أمراً منسياً ..

ولكنّ نور الثرثارة أفسدت هذا المُخطط تماماً
ومن تحمّل ضريبة الفساد ؟

هذه التي تجلس بهدوء إلى جواره ..
نظر إليها بطرف عينه دون أن يحيد بصره عن الطريق ..

ابتسم في داخله عندما رأى يديها الناعمة المستقرة في حضنها ..
وفي ثواني غاب بها العقل ..

أمسك يدها الشمال الأقرب إليه ورفع كفّها له ..
قبّل باطن كفّها قبلة عميقــة ..

ممــتنّ ، ممتـــنّ لموقفها الشجاع بالأمس ..
أن تأخذ كلّ اللوم ، فقط لأنها تريد حماية والدته ، كان أمر لا يُستهان به بالنسبة إليه ..

أصابت بغداد الدهشة من هذا التصرف المُفاجئ ..

رغم أنه قد فاجأها سابقاً عندما استيقظت قبل الظهر بأنه يريد أن يذهبوا إلى مكة والمدينة لمدة اسبوع ..

سيذهبوا إلى مكة لأداء العمرة ويرتاحوا لمدة يوم أو يومين ..
وبعد ذلك سيذهبوا إلى المدينة ..

تفاجئت من هذه الخطة ..
كانت تظنّ أنهم سيسافروا إلى خارج المملكة ..
وهي قد جهّزت بالفعل بعض الأغراض استعداداً لهذا الأمر ..