[ الفصل السابع عشر ]مساء يوم الأحد /*
انتهت من شطف أرضية المطبخ وهي تلهث من صعوبة هذا الأمر الذي كان شبه عادة يومية لديها ..
الأعمال المنزلية تصبح صعبة عليها أكثر فأكثر مع تقدّمها في أيام الحمل ..هي بطبعها كانت مهتمة جداً بكل تفاصيل منزلها ..
والآن ورغم التعب والثقل لا تستطيع أن تهمل نظافة منزلها أو حتى طبخ الوجبات الرئيسية ..
رغم أن هذا الحرص والاهتمام أصبح يضغط عليها جداً من داخلها ..بودّها لو تُمضي أيام حملها المُتبقية في الاستلقاء على السرير ولا تصنع شيئاً فعلياً لكنها تعلم أن هذا الأمر ضرباً من الخيال ..
أخرجت الملابس من الغسّالة وذهبت إلى غرفة الغسيل لكي تنشرها وهذه أخر مهمة مُتبقّية لها اليوم ..
وضعت السلة على الطاولة التي كانت تحتوي على ملابس الطفلة التي لم تأتي بعد ..
أمسكت بالفستان الصغير يحجم الكف والذي أصرّ زوجها على شرائه ، لا إرادياً ابتسمت وهي تنظر إليه ..مع إنشغالها الدائم بأعباء المنزل ومطاردة ولدها يغيب عن بالها أنها ستستقبل طفل آخر بعد مدة قصيرة ..
لكنها الآن وهي تنظر إلى الفستان شعرت بقلبها يـــــرقّ ..
يــــــالله كم هي مشتاقة لأن تحمل طفلتها بين يديها وإشباعها بالقبلات ..خرجت من غرفة الغسيل بعد أن انتهت وهي تشعر أن بعض تعبها زال ..
بسبب المشاعر الجميلة التي أحست بها وهي تُمسك الملابس الصغيرة ..كان غسل الملابس الجديدة إحدى المهام المؤجلة لكنها ضغطت على نفسها لكي تنجزها اليوم ..
فمن المفترض في الغد أن تبدأ في تجهيز الحقيبة التي ستأخذها معها إلى المستشفى ..ما إن وصلت إلى المطبخ حتى هالها المنظر الذي رأته أمامها
شهقت بصوت عالي : لاااااا حراااااااام علييييك ، ليييش سويت كذاااا ، ياااااربي دوبني غسّلت الأرضيةكانت بالفعل متوجّسة من اختفاء ولدها فهو في العادة لايبتعد عنها كثيراً خصوصاً عندما تفتح غرفة الغسيل ..
فهو يحب أن يعبث بها ويكتشف كل ما هو موجود على الأرفف ..
لكنها خمّنت أنه مُنشغل بمشاهدة التلفاز ..ولم يدر بخلدها أبداً أنه مشغول بالعبث في دولاب المطبخ ..
نظرت إلى الزيت المسكوب الذي شكّل بقعة في الأرضية من الصعب تنظيفها وهي تكاد تبكي ..
بل بالفعل بدأت دموعها بالنزول وهي تقترب منه وتحمله حملاً إلى دورة المياه ..
وهناك وهي تنزع ملابسه التي طالها الضرر أيضاً من الزيت ..
لم تستطع منع نفسها أن تضربه عدة ضربات على ظاهر يده وهي تصرخ عليه متذمّرة مما فعله ..كانت تشعر أن أعصابها انهـــــــــارت وهي تفكر في هذا التعب الذي لا ينتهي ..
بعد أن انتهت من تحميم ولدها ، ألبسته بجاما دافئة وأجلسته على إحدى كنبات الصالة ..
وهي تتوعّده بأشدّ العقاب لو أنه فكر أن يقوم من مكانه ..
أنت تقرأ
رواية الــسَــلام
Roman d'amourهل كل إنسان يأخذ من اسمه نصيب ؟ بغداد ، مدينة السلام .. كانت مدينة ذائِعة الصيت في عهد العباسيين القديم تجمع بين العلم، والجمال، والثقافة، والرُقيّ .. حسناً ماذا إذا كانت هناك بغداد أخرى، ولكن ليس في العراق، بل في جدة ، عروس البحر الأحمر! وقد لاق بت...