الفصل السابع

111 4 0
                                    










[ الـــفصــل الـــسـابــع ]

منذ الأمس وهي تحاول جلب الهدوء والطمأنينة إليها، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل
ولا تُلام في ذلك ..

فأي فتاة قد تشعر بالهدوء وهي تتشارك مع خطيبها المنزل نفسه ..

تتمنّى لو أنهم لم يخبروها بأمره فهو قد ذهب إلى مكة مسرعاً وكأنه يهرب من قدومها
ولكنَّ نور كانت تشتعل حماساً وهي تخبرها أن فارس قد وصل إلى المنزل

فاجأها الخبر، ولكنها فوجئت أكثر عندما علمت أنه غادر مسرعاً
ولم تستطع منع تفكيرها أنه لا يُريد مشاركتها المكان ..

فأي عاقل يذهب من فوره لأداء العمرة وهو قد سافر جواً لأربعة عشر ساعةً متواصلة ؟!

زفرت بضيق يتملكها ، ولا تستطيع إزاحته
وما كان ينقصها فعلاً
هو دخول صقر إلى غرفتها قبل لحظات يستجوبها عن خطوبتها التي حصلت من دون علمه ..
علمت منه أنه الخبر قد وصله من نور التي قررت أن تنشر الخبر أخيراً

تضايقت من تصرّفها غير المسؤول فهي إن كانت علمت بهذا الأمر سراً ، فلتكتمه إذاً
ولكن نحن نتحدث عن نورٍ هنا ..

قالت له بأكبر قدرٍ من الهدوء استطاعت أن تتكلم به : يا حبيبي يا صقر ، لا إنت رجل كرسي زي ما تقول
ولا نحنا بنعاملك زي الجدار ، إش الكلام هذا الله يهديك !
ترى قبل فتره بسيطة ماما فتحت معايا الموضوع ووالله إنها لسى أمس أخذت الجواب النهائي منّي
ف لسى يا حبيبي الموضوع يُعتبر فِررش ، محد عارف عنه شي
وأكيد ماما كانت تنتظر جيّة فارس عشان تتكلم في الموضوع وهو موجود

نظر إليها بغير اقتناع ، ولكنه لم يعقّب على كلامها ، بل خرج فوراً صافقاً الباب خلفه

أغمضت عيناها عندما سمعت صوت الباب المسكين وهي تقول بصوت مسموع
: واللهِ مو ناقص الموضوع إلّا حركاتك هذه يا صقر ، الله يهديك ويصلحك

لم تمرّ دقيقتين على الأكثر حتى طُرق الباب بهدوء
علمت من فورها من الطارق صاحب الطرقات المميزة ، قالت بترحيب : تعال بابا حيّاك

ابتسمت ابتسامة خاصّة له عندما رأته يدخل إلى غرفتها وهو يقول
: سمعت رزعة الباب قبل شويه ، كان باب غرفتك ؟!

قالت وهي توسّع له مكاناً بجانبها على السرير ليجلس بجوارها
: إيوه ، صقر الله يهديه خرج وصفق الباب بقوة

قال لها وهو يجلس عاقداً حواجبه لعدم استحسانه هذا الفعل
: وليش يعني حضرة السيد صقر عمل كذا ؟

قالت له بمرح : امممممم عادي ، لازم يسوي صقر حركات وأكشن بين فترة و فترة
ابتسم على تغطيتها عن فعل أخيها ، وهي ليست بالمرة الأولى لها

نظر إلى كفيها الساكنتين في حضنها
وضع يده عليها وهو يقول بحنان وعطف خاصين بها : الله يحفظ لك اخوانك ، ويحفظ اخوانك لكِ
وسكت قليلاً ثم قال : يا بنتي انتي عارفة مكانتك عندي ، صح ؟

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن