الفصل الحادي والعشرون

137 4 0
                                    










[ الفصل الحادي والعشرون ]


عندما قالت لمنار أنها ترى في لينا علامات الولادة في وجهها ..
لم تعتقد حقيقةً أنه لن تمر ساعة أو أقل حتى يتفجر هاتفها من الاتصالات الواردة والرسائل المتتالية ..
والتي محتواها وَ مبتغاها إيصال أمر واحد فقط ..
( لينا بتولد ) ..

خرجت من المسجد بخطوات سريعة مرتبكة متعثّرة بعض الشيء وعندما ابتعدت قليلاً ..
كاد قلبها يخرج من مكانه وهي تشعر بيد قوية تأتي من خلفها و تمسك مرفقها بقوة ..
شعرت أن قواها تتهاوى ، هل في هذا العمر ستتعرض للتحرش ، وبجانب المسجد !

من كثرة توترها كانت تسمع تذبذبات صوته لكنها لم تميّز ما يقول ..
عندما استجمعت شجاعتها التفتت عليه و تفاجأت ، لم يكن سوى زوجها الوسيم ذو الملامح العابسة دوماً ..
ركبتاها لم تعد تستطيع حملها ..
جلست على الأرض في الشارع ..

كان هو قد خرج إلى دورة المياة عندما انتهى الإمام من الركعة الرابعة ..
دورة المياه كانت خارج المسجد ، وهو عائد في طريقه لإكمال الصلاة ..
أحس بأن المرأة المُسرعة التي مرّت من جانبه مألوفة لديه ..
من حسن حظه أنه يتمتع بذاكرة حديدية ، فعندما التفت ورأى حقيبتها علم أنها زوجته ..
وفي بادرة اهتمام غير مسبوقة له ، لحق بها ليعلم ما خطبها ولما هي تمشي بسرعة هكذا ..

ولكن لم يخطر في باله أن يرى الفزع في عينيها ، بل الأدهى والأمر أن تجلس في وسط الشارع ..

أحنى ظهره وهو يقول لها بخفوت حـــــاد : إشبك يا بنت الحلال جلستي كذا في الشارع قــــــــــــــومي
قالت بصوت متقطّع : فجعتني ، الله يهديك ، اشبك مسكت يدي ، ما عرفتك

قال لها بسخرية وعدم تصديق : يعني بالله مين ممكن يمسكك في الشارع

وبقوة ساعدها لتقف من جديد وهو يظن أنه يساعدها ..
لكنها فلتت ذراعها منه وهي تشعر أنه قد يُخلع من قوة مسكته له ..

عندما اعتدلت في وقوفها سألها بسخرية : ليش راجعة البيت ، خير اللهم اجعله خير !
ام لينا وهي تنوي أن تمشي في طريقها : لينا بتولد

قال ب استغراب : بتولـــــــــــــد !

هو قد لاحظ بطن ابنته المتكورة اليوم ، وكان يتسائل في داخله متى ستحين ساعة ولادتها ..
لكنه لم يدر في خلده أنها ستكون اليوم ..

كانت زوجته قد مشت في طريقها ولم تنتظره ..
لم يستطع فهم فعله ولا تفسيره ، ولكنه قد لحق بها عائداً إلى المنزل هو الآخر ..






.
.






قبلها بوقت ..

كانت تجلس وعيناها لا تفارق اختها مطلقاً ..
رغم أن والدتها طمأنتها ، انها لم تقول تظهر على لينا علامات الولادة إلّا من باب الإحتياط ..
لكنها وضعت في بالها أن الأمر سيحصل الآن ..

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن