الفصل الثلاثون

124 6 0
                                    



.














[ الفصل الثلاثون ]



تقف أمام المرآة العريضة الموجودة في صالة الإستقبال وهي تفكر هل بالغت في وضع زينة وجهها ؟

اليوم هي موجودة في هذا المكان من أجل بروفة الزفة فقط لا غير
لكنها عندما علمت أن خالتها صفاء و نور سيكونوا متواجدين ايضاً مع صقر إضافة لوالدتها التي أصرّت على أن تكون موجودة
قررت حينها أن لا تظهر لهم بمظهر عادي بل بمظهر عروس

الآن وهي تنظر إلى إنعكاس شكلها تشعر أنها أسرفت قليلاً في وضع زينتها
لكنها عندما رأت من مكانها دخول صقر من الباب العريض للقاعة تراجعت عن تفكيرها فوراً وهي تراه يمشي باتجاهها بكامل أناقته
من الغريب أن تقول بكامل أناقته وهو لا يرتدي سوى ثوب أبيض فقط
لكنها تشعر أن هنالك بعض البريق يشع منه جعلها تبعد عينيها عنه بصعوبة !

قالت نور التي كانت تمشي خلف صقر وهي تنظر إليها بإعجاب : واااو وجدان ما شاء الله ، إيش الجمااااال هذا ، إش بقّيتي ليوم الزواج ؟ !
ابتسمت وجدان بسعادة وهي ترد على إطرائها ، لا يوجد إنسان يكره أن يسمع كلام المدح
نظرت نور إلى صقر قبل أن تنظر إليها مجدداً وهيّ تضيّق عينيها قليلاً وتقول بمزاح
: أعترفوا إنتوا متفقين تخلوا زواجكم اليوم ولا إيش ، حتى صقر لابس ثوب جديد وكبك جديد
اقتربت منهم وجدان وهي ترد على نور بمزاح مماثل : ممكن ليش لأ

سلمت على نور أولاً ثم التفتت عليه
نظرت إليه بتفحص وهي تفكر ربما ثوبه الجديد جعلها تشعر أن مظهره اليوم مختلف ؟
مدت يدها لتصافحه ، كانت نيتها أن تصافحه فقط
لكنّ صقر الذي منذ أن دخل إلى المكان وعينيه أنجذبت إليها تلقائياً
نعم بشكل تلقائي ، فهي زوجته ، حلاله ، والتي خلال أيام قلائل ستعيش معه تحت سقفٍ واحد
كان شكلها جميل جداً هذه المرة ، ولا يرى أن نور بالغت عندما سألتها ماذا تركت ليوم الزواج
لذلك عندما رأها تمد يدها إليه لتصافحه بالتأكيد لن يكون في نيته أن يصافحها فقط
أمسك يدها بقوة وهو يشعر برعشة باردة عندما أحس بنعومة كفّها
أنحنى قليلاً ليقبّل وجنتيها ثم ابتعد بوجهه قليلاً عنها لكنه لا زال منحني عليها ينظر إليها بتفحّص
ويلتهم تفاصيل وجهها إلتهاماً

وجدان التي لم يكن في نيتها أن تجعل السلام يطول لهذه الدرجة
حاولت أن تُحرر يدها منه عندما أحست بعدم إرتياح من نظراته الجريئة جداً : صقر ممكن تفك يدي
أجابها صقر بتلاعب : لا مو ممكن
قالت وهي تلتفت : نور هنا و ...... ، لم تكمل كلامها عندما رأت أن صالة الإستقبال خالية إلّا منهما هم الإثنان فقط
قال لها صقر وهو يبتسم ابتسامة خبيثة أثارت توترها : مافي إلّا أنا وإنتي هنا
سكت لثوانٍ قبل أن يقترب منها خطوة حتى كاد أن يلتصق بها وهو يقول : أجل تقولي لنور إننا متفقين يكون زواجنا اليوم ، عن نفسي ما عندي مانع

بصعوبة استطاعت أن تفلت يدها منه ، وهي تقول : بلا استهبال ، إنتا عارف إني كنت امزح معاها بس
ثم ابتعدت عنه عدة خطوات ، اقتربت من المرآة أكثر وهي تنفض شعرها البني متوسط الطول وتحاول أن تنظم تنفّسها الذي اضطرب بسبب تواجده
تستطيع عندما تتكلم في الهاتف معه أن تكون جريئة وتتكلم بشكل طبيعي
لكنها عندما تقابله وجهاً لوجه يصيبها هذا الإضطراب الغريب ، ربما بسبب نظرات عينيه الحادة كالصقر فعلاً ما يجعلها تشعر بالتوتر و الارتباك

نظر صقر إلى انعكاسها وهو يشعر بتوترها الغريب منه ، لا يستطيع فهم تغيّر سلوكها عندما يقترب منها
و لم يفكر أنها تشعر بالخجل منه لأنه يشعر أن هذه الصفة لا تلتقي مع وجدان ابداً

ولكن أيّاً يكن مسمى هذا الأمر إلّا أنه يجعله يشعر بالإثارة ، فكرة أن يكون لديه تأثير عليها تثير شعور غريب بالسعادة في نفسه
سألها بهدوء وهو يقف خلفها : ابغى اعرف ايش راح نسوي دحين ؟

أجابته بتلقائية : بروفة الزفة
صقر : إيوه يعني كيف ، من أمس وانتي تقولي بروفه بس انا مو فاهم ايش هي البروفه اصلاً

التفتت عليه وجدان وهي تقول : يعني نشغل اغنية الزفة ونتدرب كيف حنمشي عليها ومتى ننزل الدرج ، متى نقطع الكيكة ومتى نمشي على الممر
هذه التفاصيل الخاصة بالزفة حنعملها اليوم ، عشان يكون عندنا فكرة مُسبقة عن إيش راح نعمل يوم الزواج

قال صقر بتعجب : بس كذا
وجدان : إيوه بس كذا ، بس لو انك مو فاهم شيء بعدين في التصوير ما راح يكون شكلنا مرتب
و مو حلو كمان راح يكون شكلنا قدام الناس

لم يستطع منع الإستهزاء الذي ظهر في صوته وهو يقول لها : عاد إنتي أهم شيء عندك كيف راح يكون شكلنا قدام الناس
تجاهلت وجدان الاستهزاء الظاهر في كلامه وهي ترد على سؤاله بنبرة طبيعية : أي عروسة تبغى تكون زفتها مرتبة
ثم قالت له : وأهم شيء ، وأهم فقرة بالنسبة ليا إننا نرقص سلو بعد الزفة
قال لها باعتراض سريع : لا والله ! !
قالت بنبرة لا تتحمل المناقشة : إلّا ، ابغى نرقص بعد الزفة و بلييز ما ابغى اسمع كلمة لأ

رفع حاجبه الأيمن وهو ينظر لها بحدة قبل أن يقول : ما تبغي تسمعي كلمة لأ ! حلو
وإيش كمان عندك من خطط وأفكار ليوم الزواج
وقال مقلداً لها : بلييز يعني قولي لي كل شيء من دحين عشان لا تجيني صدمة يوم الزواج

زفرت قبل أن تقول بنبرة لينة وهي تحاول أن تجعله يوافق بسرعة ، ستفعل كل شيء لكي تحصل الزفة كما تريد بالضبط
: صـــــــقــــــر خلينا نخلي الليلة تعدّي على خير بدون اعتراضات

قال لها بتهكم : بدون اعتراضات ! ، ناسية يعني تاريخك معايا ، الحج كان قريب و لو إنك ناسية أقدر أذكّرك

اقتربت منه وهي تنحّـــــي حياءها إلى أبعد زاوية
أمسكت مرفقه الأيمن وهي تقول له بنبرة صوت أشبعتها غنج لا يليق إلّا بها : خلينا ننسى اللي حصل من أول ، ونركز على ليلة الزواج
صقر أنا من أول بيّنت لك إن ليلة الزواج مرره مهمة بالنسبة لي ، وابغى اسوي فيها كل شيء نفسي فيه
ممكن ما تكسر خاطري وتقول حاضر على كل شيء أقوله لك

حاول أن يبتعد عنها ومن تأثيرها عليه وهي تتكلم بهذا الشكل ، تنهد تنهيدة حارة خرجت بشكل لا إرادي منه بدون أن يرد عليها
لكن وجدان التي كانت مصممة على أن تنال مُرادها
وقفت أمامه مباشرة وقالت وهي تسبل عينيها بدلال تمتلك منه الكثير : ما رديت عليا ، موافق على أي شيء يحصل في الزفة

لم يرد عليها سوى بقُبلـة سريعة خاطفة جعلتها تجفل و تنظر إليه بعدم استيعاب
ابتعد عنها قليلاً ، أخذ شهيق طويل أعقبه بزفير أطول قبل أن يقول : اوكي موافق ، بس كلّه بحسابه
نظرت إليه بدون فهم ، لا زال تأثير القبلة طاغٍ عليها ، فلم تفهم مقصد كلامه : إيش قصدك ؟
قال صقر بحزم وهو ينظر إليها بعد أن استعاد ثــباتـه : قصدي سوّي اللي تبغيه بس لمن حتدخلي بيتي في حساب بيننا

ثم قال وهو يريد تغيير الموضوع تماماً ، يريد أن يبتعد عن تأثيرها الذي لاحظه عليه هذه المرة
وكان له ما أراد عندما انتبه إلى لون عباءتها
: عبايتك ليش لونها أزرق ، مو قلت لك ألبسي عباية سوداء

نظرت إليه وهي تحاول أن تجاري سرعة تغيّير المواضيع في دقائق معدودة
كانت تهمّ بأن ترد عليه إلّا أنه قال : ما ابغى اسمع ردّك
بس حبيت أنبهّك إني منتبه للأشياء اللي بتسويها رغم إني أقول لك لا تسوي لكنك مو ماخذه الموضوع بجدية
و أرجع واقول ، بيننا حساب بعدين ، بعد ما تخلص كل هذه البهرجة اللي تبغي تسويها في حساب طوييييييل

قالت بضيق فعلي من تغيّر الكلام إلى هذا الموضوع : ما راح نخلص من هذا الكلام

صقر : إيوه ما راح نخلص ، قلتي تعال اخطبني ، وخطبتك
طلبتي تحاليل الزواج من بدري وحللنا وانتهى الموضوع بإننا ملكنا بدري من غير ما أنا اكون مستعد
حجزتي في حملة الحج و اتصلتي عليا تعطيني خبر بس ما كأني رجال قدامك المفروض تستشيرني في حاجة زي كذا ، لكن طنشت ورحت معاكِ
قررتي إنو حفلة الزواج تكون في هذه القاعة بدون ما تناقشيني برضو ومشّيت الموضوع رغم إني مو راضي ولا مقتنع ، ولا أبغى أساساً
كان تفكيري إنك بنت خالتي في النهاية ، وأبويا مبسوط من هذا الزواج
التفكير هذا خلّاني اتنازل عن اشياء كثييير ، بس انتي ايش اللي اتنازلتي عنه مقابل هذا الزواج ؟
عباية قطعة قماش اقول لك غيري لونها مو راضيه ، تفكيرك هذا يخليني افكّر الف مرة كيف بتكون حياتنا بعد الزواج ، إذا هو لون مو راضيه تغيريه !

على آخر كلامه كانت والدته التي تأخرت قليلاً لكي تستلم فستانها قبل أن تأتي إلى قاعة الزواج لتوّها تدخل من الباب إلى صالة الاستقبال
نظرت إليهم بقلق وهم يقفوا بعيدين عنها قليلاً أمام المرآة مُقابلين لبعضهم البعض
لم تسمع كلامهم لكن من الواضح أن هنالك شيء ما في الجو ، نظراتهم لبعض كانت تحمل من التحفـــــز الشيء الكثير
قالت بصوتها الهادئ : السلام عليكم

أشاح صقر بوجهه عن وجدان وهو يرد السلام على والدته بصوت واضح
كان ينوي أن يمشي باتجاه والدته وهو متضايق نفسه ، يشعر أنه تمادى في الكلام معها
لكنّ وجدان التي لم تستطع أن تتحمل ما قاله سارت عدة خطوات حتى وقفت بمحاذاته
نظر إليها باستغراب قبل أن يُـــــــصــــدم وهو يسمعها تقول بهمس عند أذنه
: مقابل هذا الزواج اتنازلت عن كرامتي ، إذا ما عندك خبر ، تراني حطيتها في الأرض ودعست عليها قبل لا أدخل الكوفي وأكلمك ..

كانت تنوي أن تمشي هي هذه المرة باتجاه خالتها ، لكنه أمسك مرفقها بقوة آلمتها
رفعت رأسها تنظر إليه بحاجبين معقودين من الألم والإستياء
قال لها بهمس وهو غاضب مما قالت قبل قليل : تبغي تقلبي عليا الموضوع دحين !
أنا النذل اللي خليت كرامتك في الأرض ، وإنتي يا مجنونة إيش سويتي عشان اوافق ؟ !

زفرت وهي تقول بملل وفي نفس الوقت تحاول أن تُحرر نفسها منه
: مو قلت في حساب طويل بيننا ، خلاص سجّل اللي قلته وبعدين نتحاسب عليه
ثم برقت عيناها بغضب عندما تذكرت امراً ما ، سحبت نفسها منه بقوة وهي تقول بحدة
: وغير كذا ايش السخافة هذه ، كيف تسمح لنفسك تبوسني بعدين بكل برود تحاسبني على لون العباية !

نظر لها بتحدي : كيــفـــي اسمح لنفسي باللي ابغاه ، عندك اعتراض لا سمح الله



: ما انتهيتوا من الكلام ؟ !


نظر صقر إلى والدته التي اصبحت قريبة منهم وتنظر إليهم بنظرات مُستفهمة استطاع ان يرى بها بعض القلق
بدون أن ترد وجدان على سؤالها سلمت عليها وهي ترسم ابتسامة هادئة عليها : كيفك خالتو

ردت عليها ام فارس وهي تتأملها بنظرات تفحّصية
: الحمدلله تمام وإنتي كيفك ؟ دوبها نور ترسل لي إنها منتظرتك هي وامك مع مشرفة القاعة جوى وطولتوا عليهم !

قالت وجدان وهي تمسك بيد خالتها وتمشي معها لداخل القاعة
: ما طولنا ولا شيء ، كنت بس ابغى اتكلم مع صقر برواقة على تفاصيل الزفة قبل لا ندخل عندهم
ام فارس بهمس وبتفكير تقليدي بحـــت : وليش متمكيجة زي كذا ، ما يصلح تخلي زوجك يشوفك بالشكل هذا قبل يوم الزواج
وجدان وهي تهمس بمرح لم يتجاوز شِفاتها : عشان أخلي شكلي عالق في ذاكرته إلين يوم الزواج

ربما كلامها هذا أراح ام فارس بعد أن شعرت ببعض القلق أن تكون هنالك مشكلة ما عالِقة بينهم
إذ أنها ضربتها على ظاهر كفها بتأنيب مرح وهي تضحك على كلامها ، لكن وجدان لم تبادلها الضحك
بل حافظت بصعوبة على الإبتسامة والهدوء ظاهر عليها
بينما في داخلها هناك العديد من الإنفعالات ، ولا داعي للذكر أنها كانت تنعت صقر بداخلها بأبشع الألفاظ والشتائم

التفتت لتراه يمشي بهدوء خلفهم ، أهدته نظرة حادة قبل أن تنظر إلى الأمام مرة أخرى
صكّ على أسنانه عندما رأى نظرتها الحادة وتمتم بينه وبين نفسه بكلمة واحدة : هـــبــلة








**









اليوم التالي . .



ليست ذات عين إنتقادية وتبحث عن الأخطاء ، لكنها الآن وهي تقرأ ما بين يديها
تقرأ على درجة عالية جداً من التركيز والإنتباه ، فهي بعد أن قرأت من مسودة فارس لأول مرة أصبح يرحّب بقراءتها للأجزاء التي ينتهي منها
وينتظر رأيها بكل شوق ، شوق لا يتجاوز عينيه التي أصبحت بارعة في قراءتها

( ذكرت سابقاً أن الأمر استتب لأمير المؤمنين الخليفة الأموي الأول ، الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه بعد أن تنازل له الحسن بن علي رضي الله عنهما
وفي سنة 56 هـ ، دعا معاوية رضي الله عنه إلى بيعة ابنه يزيد من بعده ، ونصّبه ولياً للعهد ، وبايع الناس ليزيد ما عدى خمسة
الحسين ابن علي رضي الله عنه ، وعبدالله ابن عمر ، وعبدالله ابن الزبير
وعبدالله ابن العباس ابن عبدالمطلب ، وعبدالرحمن ابن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم وعن آبائهم

لماذا نصّب معاوية رضي الله عنه ابنه يزيد ولي لعهد المسلمين ؟
هذا سؤال في غاية الأهمية ، اعتقد ان معاوية أخذ في الاعتبار عند تنصيبه لابنه يزيد عدة أمور
أولاً لا تزال أحداث الفتنة الكبرى ماثلة في في ذاكرة المسلمين و لذلك لابد لهم ان يجتمعوا حول رجل يكون ولي أمر لهم
هذا أمر صحيح ولا خلاف في ذلك ، ولكن ألم يجد معاوية ابن ابي سفيان أفضل من ابنه يزيد لهذا الأمر
لا شك أن هناك الآلاف من الصحابة رضوان الله عليهم وعشرات الآلاف من التابعين أفضل من يزيد
يعني لا نستطيع أن نقارنه بهم من عدة أمور ونواحي
ولكن لا شك أيضاً أن معاوية رضي الله عنه ومن وجهة نظر سياسية وكذلك شرعية رأى في ابنه الأثير لديه يزيد أنه الأصلح لهذه المهمة الرهيبة
فَ يزيد أولاً وراءه جند الشام ، هذه مسألة مهمة من الناحية السياسية
وجند الشام هم عماد الدولة الأموية منذ نشأتها الأولى ، وهم سامعون مطيعون لمعاوية لا يعصونه ابداً
ويزيد له خبرة في الحروب ، كان قائداً لأول جيش غزا القسطنطينية مدينة قيصر
وكان في هذا الجيش كما سبق وذكرت عبدالله ابن عمر و عبدالله ابن العباس وعبدالله ابن الزبير و أبو ايوب الأنصاري رضي الله عنهم
ويزيد كان أمير الحج في سنة 51 و 52 و 53 من الهجرة ، كان امير حج المسلمين

نعم أراد معاوية أن يضمن في حياته اجتماع المسلمين على ولي أمرهم ، لأنه لو تركهم هكذا
فلا شك أن أحداث الفتنة التي انفتح بابها بقتل الخليفة الشهيد عثمان بن عفان ستشتعل من جديد
فأراد معاوية رضي الله عنه أن يحسم هذا الأمر

ولكن من هو يزيد ابن معاوية
من الناحية الجسمانية كما وصفه المؤرخون ، وُصِف يزيد بأنه عظيم الجسم ، كثير اللحم ، ذا هامةٍ كبيرة ، طويلاً ، جميلاً
شجاعاً ، فصيحاً ، بليغاً ، شاعراً ، أمه سيدة من سيدات العرب ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية ، من قبيلة كلب ابن وبر
قال ابن كثير عن ميسون بنت بحدل كانت حازمةٌ ، عظيمة الشأن جمالاً ورياسةً و عقلاً وديناً

وانظروا إلى هذه القصة التي ذكرها الكثير من المؤرخين
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه كان له ولد من فاخِتة بنت قرظة بنت عمه
وهذه فاخِتة بنت قرظة كانت زوجته الأثيرة وكان له ولد منها اسمه عبدالرحمن الذي يُكنّى به ، وكان له منها ايضاً عبدالله الذي كان أحمق خفيف العقل
أما ميسون بنت بحدل فقد طلقها معاوية وهي حاملٌ بيزيد ولكنها بقيت في قصر ابي ولدها الأثير لديه يزيد
كان معاوية جالساً يوماً مع زوجته فاخِتة بنت قرظة في شرفة القصر
وكانت ميسون بنت بحدل تمشط شعر ابنها يزيد والذي كان فتى صغير فلما فرغت من مَشطه نظرت إليه فأعجبها شكله
وقبلته بين عينيه ، ثم مشى يزيد وفاخِتة تنظر إليه ، تتأمله
ثم قالت : لعن الله سواد ساقيّ امك
قال لها معاوية ، ما رضى على ابنه الذي يحبه : أما والله إنه لخير من ابنك عبدالله
فقالت فاخِته : لا والله و لكنك تؤثر هذا عليه
فقال لها : معاوية سوف أُبيّن لكِ ذلك ، بمعنى يصنع اختبار لماذا يؤثر يزيد على عبدالله
ثم استدعى معاوية ابنها عبدالله وقال له : يا بني إنه قد بدا لي أن اعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا
يعني كل ما سألتني سأُعطيك في مجلسي هذا ، اطلب ، آمر
فقال له عبدالله والأم تسمع : تشتري لك كلباً وحماراً
قال له معاوية : يا بني انت حمار وتشتري حمار !

ثم صرفه معاوية من المجلس واستدعى يزيد ثم قال له : اني قد بدا لي أن اعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا
فلما قال ليزيد ذلك ، خرّ يزيد ساجداً ، ثم رفع رأسه وقال : الحمدلله الذي بلّغ أمير المؤمنين هذه المُدّة ، وأراه فيّا هذا الرأي
حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك ، وتولّني هذا العام صائفة المسلمين - صائفة المسلمين يعني الجهاد في الصيف -
وتأذن لي في الحج إذا رجعت وتوّليني الموسم - يعني تجعلني أمير الحج -
وتزيد اهل الشام عشرة دنانير لكل رجل في عطاءه - العطاء هو الراتب للمسلمين مثل المرتبات يصرفها الخلفاء من بيت المال المسلمين-
وختم يزيد مطالبه بأن أوصى أباه بأيتام بني جُمح و بني سهم و بني عدي القرشيين
فقال له معاوية : سوف أعطيك كل ما سألت
ثم قبّل معاوية وجه ابنه يزيد والتفت إلى فاخِتة قال لها : كيف رأيتي
فقالت : يا أمير المؤمنين أوصِه بي فأنت أعلم به مني
وهذا دليل على أن معاوية رضي الله عنه كان يُهيئ ابنه لهذا الأمر منذ مدة

معاوية رضي الله عنه هو أمير المؤمنين الخليفة
وأبوه ابو سفيان بن حرب كان زعيم قريش في الجاهلية
والأمر آل إليه بعد أهوال الفتنة الكبرى و رأى لعدة أسباب إن في تولية يزيد للعهد سوف يكون فيه خير للأمة
ولكن ماذا يقول العلماء عن يزيد
عندما نتكلم في التاريخ لابد أن نكون منصفين ، تكلمنا عن صفاته الجسمانية و و و
ولكن ماذا يقول العلماء في يزيد ، سوف لن أحصي أقوال العلماء والمؤرخين في يزيد فذلك كثير جداً
لكن سوف أنقل بعضاً مما قاله بعض مؤرّخي الإسلام ممن نثق بهم

الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء قال عن يزيد : له على هِناته حسنة وهي غزو القسطنطينية
وكان أمير ذلك الجيش ، ويزيد ممن لا نسُبّه ولا نحبه
وله نظراء من خلفاء الدولة الأموية والعباسية ، وكذلك في ملوك النواحي وفيهم من هو شرّ منه
وإنما عظُم الخطب لأنه وُليّ بعد وفاة النبي بـ 49 سنة ، والعهد قريب والصحابة موجودون
كَ ابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه ومن جده
هذا طبعاً كلام الإمام الذهبي
وقال ايضاً : كان قوياً شجاعاً ذا رأي وحزم وفطنة وفصاحة ، وله شعر جيد
وكان ناصبياً - يعني يكره علي بن ابي طالب رضي الله عنه - ، فظاً ، غليظاً جلفاً يتناول الخمر ، ويفعل المنكر
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فَ مقته الناس .
هذا ما يقوله الإمام الذهبي في يزيد .. )

رفعت رأسها تنظر إلى من يجلس بجانبها على الكنبة الوحيدة الموجودة في غرفة المكتب و يتشاغل بهاتفه
لكنها متأكدة تماماً أنه ينتظر سماع رأيها بفارغ الصبر
قالت له بعذوبتها المعتادة : ما يحتاج أقول إنو سردك للتاريخ زي العادة مررا حلو ، على إني ما أحب اقرأ في فترة التاريخ هذه

سألها : قصدك على تولية يزيد للخلافة ؟

بغداد : توليته للخلافة والأحداث اللي أصلاً حصلت قبل لا يكون خليفة ، واللي بعد ما صار خليفة
كلها فتن أشوف من وجهة نظري الواحد ما يتعمق فيها أفضل

فارس بنبرة جادة تماماً : هذا الكلام ممكن زمان كان ينفع ، لكن دحين مع وسائل التواصل الاجتماعي
أشوف لازم الواحد يتثقف في التاريخ لأن صار كل من هبّ ودبّ يفتح له حساب ويعرض فيه معلومات مغلوطة مالها مرجع تاريخي صحيح
والواحد لمن يكون جاهل بيصدق الشيء اللي بيقرأه بدون ما يتأكد من المراجع
على أساس إن صاحب الحساب بحَث من قبل وإنسان ثــقـــة على أي أساس ما اعرف

بغداد : صحيح كلامك بس مدري انا عن نفسي أحس لمن اقرأ في ذيك الفترة توجع لي قلبي
انتا عارف إنو صفات يزيد أول مرة اقرأها ، اللي اعرفه إنه كان شارب للخمر ويترك بعض الصلوات
عشان كذا بعض الصحابة ما رضيوا إنه يكون خليفة للمسلمين
وكفاية أصلاً إنو الحسين بن علي انقتل هو وأهله كلهم في عهده ، يعني اتوقع أسوء من كذا مافي
و تخيل في مرة كنا نتناقش انا وكم بنت في الجامعة وتتوقع ايش تقوووول ؟
إنو اصلاً الحسين خرج على خليفة المسلمين ، لمن قالت لي هذا الكلام راسي صدع ولأول مرة اقاطع بنت واقول لها نقفل الموضوع
من بعدها اصلاً اتعقدت ولا صرت احب اقرأ في ذيك الفترة لأنو من جد الواحد مو عارف مين كان الصح ومين كان الغلط

رد عليها فارس بحدة : مافي شيء اسمه هوا خرج على خليفة المسلمين ، يعني بعقلها تصنفه من الخوارج ، تستهبل ذي
استغفر الله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة مين هيا عشان تقول هذا الكلام !

ابتسمت بغداد : هدّي أعصابك ، أنا اقول لك سمعت كلامها صدعت
لكن ارجع اقول الواحد ما يتعمق في هذا تاريخ هذيك الفترة أكثر

فارس : وإذا نحنا اللي مُعتقدنا مع اهل السنة والجماعة و اللي نظرتنا محايدة في الموضوع
ولا نسب أحد ونتكلم في التاريخ بكل موضوعية نقول ما نبغى نتكلم مين حيتكلم
الشيعة اللي أصلاً يسبوا الصحابة كلهم ، ولا الخوارج ولا الروافض ، ولا ميين ؟
أنا اشوف الواحد يحاول يشرح بشكل بسيط الأحداث اللي حصلت وما يتحيّز لفئة معينة ما عــــــــــــــدى
قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما اللي كان فاجعة من فواجع التاريخ
وأكيد إنتي عارفة إنو على الرغم من ان الحادثة حصلت في زمن يزيد ، لكن يزيد فعلياً ما أمر بقتله
اللي قتله هو عبيد الله بن زياد ، هو الله يلعنه كان المسؤول الأول والأخير

قالت بغداد : تصدق إني ما قد قرأت في هذا الموضوع بالتفصيل ، حتكتب عنه في كتابك وتشرح اللي حصل ولا لا ؟

أجابها فارس : دام إن الكتاب يهتم بالتاريخ السياسي للدولة الأموية أكيد إني لازم أذكره ، هذا من أبرز الأحداث اللي حصلت
بغداد بحماس هادئ : أجل بنتظر بفارغ الصبر زي ما يقولوا عشان اقرأ بأسلوبك القصة وتفاصيلها

ابتسم فارس وقلبـه يكاد يحلق من فَرط سعادته ، سعيد جداً بإعجابها لكتاباته ، أكثر من سعادة الطفل بهدية النجاح
مد يده ليلامس أطراف شعرها الناعم الذي طال كثيراً عن بداية زواجهم
قال لها : شعرك طُـوِل

ابتسمت بغداد : ايوه ، نفسي أقصه بعد زواج صقر ، مو متعودة أخليه يطول كذا
ثم استدركت قائلة : ولا إنتا عاجبك وهو طويل أكثر ؟

سألها بعدم تصديق : يعني لو قلت لك لا تقصيه ، راح تخليه ؟!
لم يكن سؤاله شكّ في أنها ستنفذ ما يأمرها به أم لا ، بل كان سؤاله بسبب شكّه في ما إذا كانت ستترك شعرها بهذا الطول من أجله فقط
لذلك شعر أن نبضات قلبه تتسارع بشكل رهيب عندما أجابته بتلقائية : ممكن ليش لأ ، إذا إنتا حاب شكله كذا بخليه

لم يعقّب على ردها ، لكنها أصبح يعبث بشعرها بشرود وفكرة واحد تجول في خاطره
هل هنالك رجل محظوظ أكثر منه بزوجة لطيفة جداً بشكل استثنائي مثير للدهشة
في أيام زواجهم الأولى كان ينتظر منها الخطأ ، ينتظر أن تبدأ في الكشف عن أنيابها
كان يرى أنه من المستحيل لأي إنسان أن يكون لطيف ورقيق بهذا الشكل ، لابد من وجود وجه آخر

لكنها أثبتت له أنها تجسيد للمستحيل
بات متأكداً الآن أن اللطف والرقة والأخلاق الرفيعة جداً من طباعها التي خُلقت بها وهو كان محظوظ فعلاً بأنه أمتلكها

أنتبه أنها تنادي عليه ، نظر إليها وهو يقول : معليش ما سمعتك ، قلتي شيء ؟
بغداد بمرح : اللي ماخذ عقلك ، أقول لك إيش رايك بعد المغرب نروح كوفي جديد فتح قبل كم يوم ، و نفسي أجربه

كان ينوي أن يرد عليها ، لكن هاتفه أضاء باتصال أثار استغرابه عندما قرأ إسم المُتصل
تعدل في جلسته وهو يرد عليها : دقيقة بغداد ، برد على الإتصال بس

عقد حاجبيه عندما رد على الإتصال وسمع الصوت النسائي المُنفعل جداً وهو يستنجد به
: فااارس تعال بيتنا ، تعااال بسرعة دحين قبل لا ابويا يقتل منار بيده








**








قبلها بوقت ./


الأيام التي مرت عليها كانت صعبــة جداً ، تودّ أنها حلم سيء ستستيقظ منه لتجد أن حياتها عادت لطبيعتها هادئة ومستقرّة
الصعوبة هنا كانت على الصعيد النفسي لا الجسدي ، وما أقسى الجانب النفسي

طوال النهار وفي أثناء فترة جلوسها مع أهلها هي لينا بطبيعتها الحازمة ، العاقلة
و بشخصيتها الهادئة التي يتفكك هدوئها قليلاً بتواجدها في منزل أهلها عادةً

لكنها في الليل وعندما ينام الجميع لا تستطيع كفّ دموعها ومنع أفكارها الناريّة
تشعر أن بداخلها بركان على وشك الإنفجار ، تكاد تجنّ كلما تفكّر في آخر ما قاله رائد قبل عدم ايام على الهاتف
تفكر بغضب كم من السهل عليه أن يقول ما يريد
وبكل بساطة بل و سخـــــافة ، هو قرر أنها ليست مهتمة به والآن غاضب منها ولم يتواصل معها بعد ذلك !

هل ستتغير الدنيا عليه لو لم تتكلم معه مثلما يتكلم معها ؟
وهل لابد من الأساس أن تشعر بالحب ولوعاته وتبثّ مشاعر هذا الحب لزوجها ليصدق أنه غالٍ لديها ؟ !

التساؤولات والأفكار هذه جعلتها مشغولة الذهن ، ولم تنتبه إلى مرح التي كانت تقوم بعرض أزياء بفستانها الجديد
الذي اشترته خصيصاً من اجل حضور حفل الزفاف الذي سيكون نهاية هذا الاسبوع

كانت مرح تقف أمامها وهي تقوم ببعض الحركات بجسمها وكأنها في جلسة تصوير
في هذه اللحظة بالذات كانت تنثر شعرها بدلع وهي تقول : ايش رااااااااايكم بذوقي و بلون الفستان الخوراافي
ثم نظرت إليها وهي تعقد حاجبيها بحزن مصطنع : ليناا بلييز ركّزي معانا وقولي لي إيش رايك بالفستان

قبل أن تتكلم ، قالت منار وهي تحرك حاجبيها بشقاوة : لينا بالها مو معانا ، بالها مع واحد يبدأ إسمه بحرف الراء

نظرت إليها بانزعاج وهي تقول : ثقالة دمك وصلت مستوى عالي لا يُطاق
ردت عليها منار : ثقالة دمي زي العسل لغيرك
لينا : ومين غيري يختي
قالت منار بمزاج رائق تماماً و بصوت جميل : حبيب الحِب يالحب وحبيبي .. نفَس روحي بعد روحي وحالي
عسى دايم وشمسك ما تغيبي .. عن عيوني وعن قلبي وبالي

قالت لها مرح ، بمرح : يالله من فيين طلّعتي ذي الأغنية ، خرج غبااار من فمك وانتي تقوليها
قالت لها منار : الله ، على أساس إنك كنتي كبيرة لمن نزلت وقتها

لينا : وعلى أساس إنتي كنتي كبيرة وقت ما نزلت ست منار ، تراكم في الهوا سوا و كنتو بزااااارين لمن غناها محمد عبده أول مرة

منار : قلتيها بنفسك ، كنـــــــــــــت صغيرة ، دحين أنا بنوتة شابة في مقتبل الشباب والحياة قدامي
ومستنية حبيب الحب يجي عشان أغنيها له في زواجي

شعرت بالخجل من كلام منار ولا تدري لماذا
التفتت إلى والدتها التي تجلس بعيد عنهم قليلاً على الكنبة المقابلة لهم ، سألتها : سامعة يا امي بنتك ايش تقول
قالت وداد - ام لينا - : سامعة ، وما سمعت شيء جديد

قامت منار من مكانها وجلست بجوار والدتها وقالت وهي تضع رأسها على كتف والدتها
: إيش على بالك ، ترى دايماً أقول لأمي هذا الكلام وضحكت قبل أن تقول : وتقول لي الله يرزقك الزوج الصالح

قالت لها لينا : ودام إنك ما شاء الله خارجة عن المألوف و بكل شفافية تقولي هذه الأفكار
ليش لمن قلت لك إنو اخت رائد جابت لك عريس رفضتي على طول

منار : ما دخل مزاجي الموضوع ، وما حبيت إنو يجيني عريس من طرف أهل زوجك
ثم قالت لها بجدية : إني اقول مستنية حبيب الحب و ابغى اغني في زواجي اغنية مو معناته إني بتزوج أول واحد يجيني

سكتت قليلاً قبل أن تقول بحالمية : امممم نفسي أعيش قصة حب بشكل مو تقليدي
ثم ابتسمت عندما رأت تعابير وجه لينا المُستنكرة : لينا شوي شوي على حواجبك لا تلصق في شعرك إيش قلت أنا
لا تفكري إني ابغى اتعرف على واحد واتزوجه لا مو كذا قصدي وامي عارفة الشيء هذا عشان كذا تسمع كلامي بدون ما تستنكر زيك

نظرت لينا إلى والدتها التي تلبس نظارة القراءة وتقرأ في هاتفها بدون اهتمام لكلام منار الغير مقبول بالنسبة لها
سألتها لينا : نوّريني إيش قصدك ، إذا انك ما تبغي تتعرفي على واحد وفي نفس الوقت تبغي تتزوجي بطريقة غير تقليدية
رفعت منار اكتافها وهي تقول : مدري ، بس أتمنى أعيش قصة حب غير مكررة ، وأشوف إنو الزواج التقليدي ما راح يحقق أمنيتي
قالت مرح : يا مثبّت العقل والدين ، ثبّت عقولنا
رمتها منار بخداداية صغيرة كانت بجانبها وهي تقول : انقلعي ، إيش قصدك
قالت مرح : ولا شيء ، الله لا يشغلنا إلا بطاعته على قولة ماما

سألتها منار بجدية : يعني دحين تبغي تقنعيني إنو ما نفسك تحبي ، وتنحبـي
قالت مرح بحياء من كلام منار الجريء : وجع منار انطمي إيش الكلام هذا
منار بذات الجدية : مافي أي شيء الكلام هذا ، لكن إنتو تحبوا تعيشوا في عقلية زمان اللي كل شيء عيب

قالت لها لينا : الهرجة مو اننا عايشين في عقلية زمان ، بس حلاة البنت بحياءها
قالت منار بدهشة : دحين بتطلعيني يعني قليلة حيا عشان كلامي اللي جداً عادي
ثم التفتت على والدتها وهي تسألها بحنق : امي انا دحين صرت قليلة حيا عشان الكلام اللي قلته

كانت لينا تودّ أن توضح مقصدها عندما أحسّت أن منار فهمت كلامها بطريقة خاطئة مما أثار غضبها
لكنن للأســـف التوضيح الذي كانت تودّ قوله
ذهب مع أدراج الرياح عندما دخل والدهم عليهم بوقت غير معتاد أن يتواجد فيه و بوجه مكفهّر وعينان تشع بالغضب

قال بصوت عالٍ فور أن وقعت أنظاره على منار الجالسة بجانب والدتهم
: الله يســوّد وجهك زي ما سودتي وجهي يا قليلة التربية





**

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن