الفصل الثامن عشر

99 5 1
                                    







[ الفصل الثامن عشر ]



استيقظت صباح يوم الأربعاء من نومها العميق فجأة ..
احتاجت عدة ثواني وهي تنظر إلى أشعة الشمس التي تدخل من خلال الستائر المُعتمة ..
لكي تستوعب أن النهار قد حلّ وهي لم تصلي صلاة الفجر ..

قامت من سريرها فوراً وهي شبه مذعورة لتفويتها وقت الصلاة ..
عندما انتهت من صلاتها وهي ما زالت على سجادتها ، بدأ عقلها يسترجع أخر ما حدث ليلة الأمس
لا تتذكر الكثير ، عندما استلقت على السرير كانت مُرهقة جداً ويفصل بينها وبين النوم شعرة ..
تتذكر أن فارس خرج من دورة المياه يكلمها ، لكنها ليست واثقة بماذا كان ردّها عليه ..
لكن تقريباً هذا كان أخر ما تتذكره قبل أن يغالبها النوم ..

مع الذكريات التي بدأت تهطل عليها كالمطر ، كانت الإبتسامة ترتسم على شفاتها ..
كان الأمر ممتع بالفعل وهي تستقبل الضيوف في منزل هي سيّدته وكل الأمور هي من إعدادها وتجهيزها ..
كانت تجربة جديدة رائعة ..
لكــــــــــــــــن ..
خرجت تنهيدة منها وهي تتذكر كيف تركت كل شيء خلفها ودخلت إلى الغرفة ..
قامت من سجادتها و ذهبت إلى الصالة ومن ثم المطبخ ..
نظرت في المكان بحيرة ، هل ستنظف هذا المكان بنفسها ؟ !

أجرت اتصالين مهمين ثم عادت إلى غرفتها ..
نظرت إلى من يغط في نومه العميق دون أن يشعر بدخولها وخروجها من الغرفة ..

أخذت ورقة من دفتر ملاحظاتها كتبت بها عدة جمل سريعة ثم وضعت الورقة تحت هاتفه ..
كان هذا أهم أمر فعلته حتى قبل أن تبدّل ملابسها ، لاتريد أن تدخّل في مشادّة كلامية معه هذه المرة أيضاً ..





استيقظ هو الآخر بعد ساعتين ..
وعندما أراد أن يأخذ هاتفه لكي يعرف كم الساعة الآن ، تفاجئ بالورقة التي كانت تحته ..
جرت عيناه على الكلمات المكتوبة بخط أنيق بسرعة ..

( صباح الخير
خليت العاملة اللي في بيت اهلي تجي تساعدني في تنظيف البيت بعد حوسة أمس
انتبه تخرج بدون ملابس ^_^ )

ابتسامة غصباً ارتسمت على شفتيه عندما أشارت في أخر جملة إلى كلامه السابق ..

تنهد بصوت واضح وهو يضع الورقة بجانبه على السرير قبل أن يقوم منه ..
لم تكن مشكلته الكبرى في استدعاء عاملة للتنظيف ..
المشكلة كانت من المصدر الذي جاءت منه هذه العاملة ..

عندما خرج من دورة المياه كانت متواجدة في الغرفة ترتب السرير
قال لها بسخرية : مو قادرة تنظفي المكان لوحدك يا نونو
تجاهلت سخريته وهي تنهي عملها : إيوه

أقترب منها وجلس على السرير الذي انتهت منه للتوّ ، و أمسك يدها
نظرت إليه وهو يقول لها : أمس ما قصرتي ، بيّضتي وجهي عند اختي و زوجها
قال هذا الكلام قبل أن يطبع قبلة عميقة على ظاهر كفها

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن