الفصل الحادي عشر

101 4 0
                                    







[ الــــفـــصل الحـــادي عشــر ]

يوم جديد ..

كانت تجلس على الكنبة الطويلة في الصالة ..
وهي مُستمتعة لأقصى حد بِ نسمات الهواء اللطيفة التي تدخل من النافذة العريضة بجانبها ..

وبين الفينة والأخرى ترتشف من قهوتها السوداء ، رغم أن وقتها المعتاد قد مرّ عليه ساعات طويلة ..
فقد استيقظت اليوم في ساعة متأخرة جداً ..

مع الجهد الشديد الذي بذلته هذا الشهر ، وكان الجهد مُضاعف بِ الأمس ..
لم تستطع حتى أن تقول أذكار الصباح ، فور أن صلت الفجر نامت بعمق ولم تستيقظ إلّا في وقت متأخر من النهار ..

رغم أن الساعة الواحدة عند بعض النساء تعتبر الوقت المناسب للإستيقاظ ..
ولكنها إنسانة منظمة و تحب الإنظباط ، ولا تحب التراخي ..
والإستيقاظ في وقت متأخر من أهم أسباب التراخي ، وَ محق البركة ، هذا من وجهة نظرها ..

ولكن كان اليوم إستثناء ..
فَ مع بذلها ذلك المجهود ، تستحق أن تتراخى اليوم على الأقل ..

ابتسمت عندما أرتشفت آخر رشفة من القهوة وهي تتذكر ليلة الأمس ، لقد كانت مميــزة بحق ..

تحولت إبتسامتها إلى إبتسامة قلِقة بعض الشي عندما تذكرت جمود ابنها ..
وتحفّظه أن يعلق تعليق بسيط حتى على منظر بغداد بِ الامس مدعيًّ أن هذه من خصوصياته ولا يجب أن تتطفّل عليها !

نظرت إلى ساعة هاتفها التي تشير لِ الثانية والنصف
هل ستكون متطفّلة حقاً إذا اتصلت على بغداد لكي تطمئن عليها ؟ !

بدأت تشعر بالقلق الآن ..

: صباااح الخييير
ألتفتت على صاحبة الصوت المُفعم بالحيوية وهي ترد على تحيتها : مساء النور ، أي صباح ..

ابتسمت نور بكسل وجلست بجانب والدتها ..
وضعت رأسها في حضن والدتها وهي تقول : لسى نحنا بداية اليوم ماما ، يعني بالنسبة ليا صباح ..

وسكتت قليلاً قبل أن تقول : ماما أمس مررا كان يوم جميل ما اتمنيت إنو ينتهي
عارفة لمن تحسي إنك مو عارفة إيش تقولي من كثر ما إنك سعيدة ومبسوطة ، زي كذا كنت حاسّة
وكمان شكل بغداد بالمررة كان ياخذ العقل أمس

كانت نور تثرثر و والدتها تستمع لها مبتسمة ..

بطبيعتها كانت لا تحب أن يلتصق فيها ابنائها بهذا الشكل ، تُفضّل أن يجلسوا بجانبها على أن يجلسوا في حضنها

تهتم في كافة تفاصيلهم لدرجة الوسوسة ، لكنها لا تستطيع أن تناديهم بلفظ التحبب
أو أن تظهر مشاعرها بصخب .. طبيعتها الحازمة الشديدة كانت تغلب عليها ..

رغم أن والدتها هي ذات لسان معسول ، لكن طبيعتها جاءت مُغايرة تماماً لها ..

لكـن عندما كبرت بغداد ، كانت دائماً تحب أن تعبّر عن مشاعرها الرقيقة ..
و لا يمرّ يوم دون أن تقول لها انها تحبها ، عندها بدأت طباعها تلين قليلاً ..

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن