[ الفصل السادس والعشرون ]
يجلس في صدر المجلس الممتلئ بالرجال ، و إن كان البعض ينظرون إليه نظرة شزرة مُحتقرة
فهم معنى هذه النظرات بعد وقت طويل من جلوسه
فَ فيما يبدو أن الأغلبية من العائلة الأخرى لا تؤيّد هذا الزواج
إذاً في النهاية ما خططت له تلك الحمقاء قد تحقق فعلاً وَ " تغدت فيهم ، قبل ما يتعشوا فيها " في نهاية الأمر
لم يتضايق من هذه النظرات ولم يهتم لها من الأساس ، ما كان يضايقه فعلاً جلوسه في هذا المكان وهو ليس مستعد له ابداً
كان مصدوم بالفعل عندما أخبره والده صباح هذا اليوم بكل بساطة أنهم سيجعلوا عقد القران أيضاً اليوم
عندما أخبره والده أن يعمل تحليل قبل الزواج مبكراً فَ كونها ابنة خالته ، هناك احتمال أن لا تتطابق تحليلاتهم
ذلك الوقت فكّر فكرة مريحة وهي أنه قد يكون هنالك مخرج بالفعل من هذا الزواج ، بعدم التطابق التحاليل
لكن التحاليل التي خرجت نتيجتها بسرعة وضّحت توافق التحاليل
عندما رأى النتيجة شعر بعدم ارتياح مُفاجئ لم يستطع تفسيره
ربما حدسه أنبئه أن هنالك خطبٌ ما سوف يحدث
وقد حدث بالفعل ، وها هو يعيش هذه اللحظة الغير متوقعة ابداً
**
صباح اليوم التالي ،/
كثيرةٌ هي الأشعار والعبارات الرنانة التي توصف مشاعر الأخوات تجاه بعضهن البعض
لكن هل هي حقيقية أم هو وصف مبالغ فيه ؟
إذا سؤلت هي هذا السؤال ستجيب بأنها حقيقيـة
رغم اختلافهم خَلقــــاً و خُلقـــاً إلّا أن الحب و الرحمة الخالصة هي ما تشعر به تجاه اختها
رغم كونها ذات طبيعة صارمة حازمة
إلّا أنها تتغاضى تماماً عن كل أخطاء اختها وهفواتها التي لا تحصى
لسبب واحد ، وهي أنها تراها اختها الصغيرة الجميلة التي حُرمت من أشياء كثيرة ، وَ وهبت لها في المقابل من غير حولٍ منها ولا قوة
عاشت مع والدها إلى أن أصبح عمرها أحدى عشرة سنة ، ولديها الكثير من الذكريات الجميلة معه
بينما اختها التي توفي والدهم وهي في عمر الخامسة بالكاد تتذكر شكله
لديها عدة أبناء ، بينما اختها لديها ابنة واحدة ، وهكذا
و صحيح أنها تزوجت وهي في عمر صغير جداً وتتطلقت بسرعة
لكن عوض الله الجميل جاءها على هيئة زوجها التي أصبحت دنياها مختلفة جداً بدخولها إلى عالمه
احترمها و أحبها وأكرمها ، حتى أهلها قد شملهم هذا الحب والكرم
ومن هذه المحبة رشّح اختها الصغرى لتكون زوجة لصديقه المقرّب ، لكي يتصل ابنائهم بروابط الدم وتتعمق علاقتهم
تزوج صديقه اختها بالفعل ، ونظراً لفارق السن الكبير بينهما كان يدللها كثيراً ، ويتغاضى عن تصرفاتها الطفولية أحياناً
لا تزال تذكر كيف كانت اختها سعيدة جداً تلك الأيام وهي تتنعّم بكل شيء لم يكن لديها قبل ذلك
أبرز هذه الأشياء المال ، فأصبحت تنفق بدون حساب
و وجود رجل يكون سنداً لها ويغدق عليها من الحب و الحنان الرجولي الذي كانت تفتقده بشدة
رُزقت منه ابنة واحدة فرح بها زوجها كثيراً
لكن قدر الابنة كان مُشابه جداً لقدر الأم
فقد توفي زوج اختها وابنتها في عمر الخامسة ، تماماً كما توفي والدهم من قبل سنين طويلة واختها في نفس هذا العمر ..
انهار عالم اختها ودخلت في حالة نفسية سيئة جداً ، لم تستطع ان تستوعب أنها فقدت الرجل الذي أحبته
بعد مرور سنوات قليلة ، افتقدت فيها اختها وجود الرجل في حياتها أصبحت تصرّح برغبتها في الزواج
وأن تمنح ابنتها وهي لا زالت طفلة ، أب جديد يعوضها عن الأب الذي فقدته
كانت هي تؤيّد اختها في هذا القرار فهي في نهاية العشرين وما زالت شابّة جميلة
لكن الأمور تعقّدت قليلاً
ثم تقدّم لخطبتها بعد ذلك اخ زوجها المتزوج
نصحتها أن لا توافق عليه ، وتنتظر ربما تتسهل الأمور ويصبح بإمكانها الزواج من غيره
لا بأس أن يكون أرمل أو مطلق ، لكن لا يكون زوج امرأة أخرى دُفع دفعاً لكي يتزوجها من أجل أمور العائلة
لكن اختها العنيدة قصيرة النظر أصرّت على أن تتزوجه
لا تنكر أنه طوال السنوات التي تلت ذلك الزواج ، كانت معاملة ذلك الرجل لاختها معاملة جيدة
لكنها لم تتوقع أن ينقلب حال اختها وتتعلق به بهذه الطريقة
ويصبح جلّ تفكيرها كيف تجعله غارق حتى أذنيه بها وينسى بيته الأول
تفكير اختها هذا جعلها تنسى سبب من أهم الأسباب الذي من أجله قررت أن تتزوج مرة أخرى
ألا وهو ، أن تتزوج رجلاً يكون أب لابنتها، رغم أنه عمها ، إلّا أن ابنة اختها لم تتقبل هذا العم كونه زوج والدتها
ما جعل هنالك فجوة بين الأم والابنة تكبر شيئاً فشيئاً مع مرور السنوات
أصبح ظاهراً للعيان أن كفة الزوج أقوى من كفة الابنة
ربما هذا الأمر جعلها توافق على مضض أن يتزوج ابنها من ابنة اختها
الرحمة الشديدة التي تشعر بها تجاه اختها كان لابنتها نصيباً منها
ما جعل جزء منها يفكر أنه ربما بهذا الزواج يصبح وضع ابنة اختها أفضل ..
وهذه الرحمة هي ما جعلتها تجلس الآن في صالة بيت اختها بعد أن ادخلتها الخادمة إلى البيت
ثم طلبها منها إبلاغ اختها بوجودها
لم تستأذن قبل الدخول ، ولم تتصل باختها وتعطيها خبر مُسبق أنها ستأتيها في هذا الصباح الباكر
كانت تودّ أن ترى وضع اختها بوضوح ثم تحاول أن تُطيّب خاطرها
وتقنعها بقبول فكرة زواج صقر من وجدان ربما تهدأ قليلاً ويهدأ غضبها
لم تنتظر كثيراً حتى نزلت اختها إليها بوجه مكفهر وهي ترتدي رداء نوم فوق منامتها ربطت حزامه بإهمال
بينما شعرها الطويل مبعثر على ظهرها
ابتسمت رغم العبوس الظاهر على وجه اختها ، منذ زمن بعيد لم ترى وجه اختها العاري من المكياج المهووسة به
قالت لها بهدوء : صباح الخير
نظرت إليها سهام بنظرات منزعجة ومُستغربة في نفس الوقت من تواجدها في منزلها دون سابق إنذار
ردت عليها بذات الهدوء : صباح النور
ثم نادت خادمتها : آلي سوي قهوة
و سألت اختها : فطرتي ؟
أجابتها بالإيجاب ، ف اكتفت سهام بالقهوة فقط ، وعندما غابت الخادمة دقائق وعادت بالقهوة
سألت اختها سريعاً و بوضوح : غريبة جايه في هذا الوقت ، إيش عندك ؟
صفاء : ما عندي إلّا كل خير ، اتقهوي بعدين نتكلم
سهام بحدة : إذا جايه عشان تقنعيني إني أرضى باللي حصل أمس فَ من دحين أقول لك لا تتكلمي
لأني مستحيل أرضى بالمهزلة اللي صارت
صفاء بهدوء : حتى إذا قلت لك أنا زيي زيّك ما اعرف شيء عن الموضوع
ابتسمت سهام باستهزاء : تبغي تقنعيني إنو زوجك اللي ما يسوي شيء إلّا بشورك ، هذه المرة قرر هذا القرار بدون ما يقول لك
صفاء : هذا اللي حصل
ارتفع صوتها وهي تقول بإنزعاج : صفاء ترى مافي إلّا أنا وإنتي ، ماله داعي تاخذي بعقلي حلاوة
وتكذبي وتحاولي تقنعيني إنك سبحـــــــــــان الله ما عرفتي إلّا أمس من جد إنو الملكة حتكون في الليل
غير إنو حـــــــتى لو عرفتي أمس أكيد عرفتي من بدري ، مو زيي ما عرفت إنها حتكون ملكة كمان إلّا والرجال في المجلس
نظرت إليها بصرامة دون أن تتكلم ، ما جعل سهام تنكمش قليلاً في جلستها
كانت نفس النظرات المؤنبة التي كانت تنظر بها اختها إليها وهي لا زالت صغيرة
ويصدر منها خطأ بسبب تسرعها ودمها الحار الذي يشتعل لأتفه الأسباب
عندما أنزلت اختها نظراتها إلى الأرض بخنوع ، قالت صفاء : كلنا كبار وامهات ، ماله داعي الصراخ ، نقدر نتفاهم بهدوء
ثم قالت : يا سهام أنا مقدرة موقفك ومقدرة زعلك ، وأشوف إنه يحق لك تزعلي من اللي صار
لكن فعلاً في هذا الموضوع خالد مو قاعد ياخذ رأيي بشيء
من وقت ما عرف إن بنت عبدالرحمن الله يرحمه بتصير زوجة ولده وهو يبغى الأمور تمشي بسرعة
كلّم عم وجدان الكبير وما قال لي إلّا بعد ما كلمه
واتفق برضو معاه إنهم يخلو الخطبة الرسمية كمان عقد قران مرة وحدة بدون ما يرجع لي قبلها
أنا ما كان عندي خبر ابداً إنه راح يتصرف بسرعة
بس هل لازم أولّع الدنيا وأتكلم بدون ما اهتم مين اللي قدامي عشان أبيّن إني مو راضية بالوضع والعجلة هذه ، لا مو لازم
ثم نظرت إليها بشكل مباشر : قالت لي امي اللي صار في بيتها
واتغاضيت عن سبك لأولادي لأني زي ما قلت مقدرة الموقف اللي انتي فيه
بس اتوقع دام إن الموضوع في النهاية تمّ ، وفي الشرع صارت وجدان زوجة صقر
المفروض إنك تهدّي نفسك وتسيطري على انفعالاتك
مو حلوة إنك تسبي الرجال اللي صار زوج بنتك وتتكلمي عليه بدون احترام
من حقك تزعلي ، بس مو حقك تخلي اللي حولك زعلان من تصرفاتك
وجدان وافقت عن قناعة ، خلاص حاولي ترضي بالموضوع
تنهدت بضيق عندما أنهت كلامها ورأت اختها بدأت بالبكاء بصمت
تعلم أن الصراخ والجلجلة ماهي إلّا محاولة من اختها بإخفاء ضعف شخصيتها ، وتستطيع أن تضيف أيضاً و سذاجتها
سألتها : ليش تبكي ؟
سهام باستياء وهي تمسح دموعها بمنديل : أنا محّد حاس فيني وفاهمني
عشان بس قلت أنا مو راضية بِ صقر كلكم صرتوا ضدي ، إش فيها لو أبديت رأيي
صفاء بصبر : طيب فهّميني ، ليش مو راضية بصقر
سهام : أول شيء هي اكبر منه
صفاء : طيب ايش المشكلة ؟ !
سهام بحرقة : دحين ما بتهتم بس لمن تمرّ كم سنة ما راح ترضى إنها اكبر منه ، بتدخل الثلاثين قبله وبتدخل الأربعين قبله
فهمت صفاء أن اختها تسقط هذا الأمر على نفسها رغم أنها تكبر زوجها بعدة أشهر فقط لكن من الواضح أن هذا الأمر مأزمها جداً
: مو شرط هذا الموضوع يكون مشكلة أو سبب للرفض ، كثير حريم متزوجين رجال اصغر منهم وحياتهم سمن على عسل
لم تقتنع لكنها تجاوزت هذه النقطة وهي تقول
: غير إنه قليل أدب ما يسلّم عليا ولا يتكلم معايا باحترام ، قدام عينك إنتي شايفة هذا الشيء
صفاء بصبـــــــــــر أكبر : بس لمن تكوني لابسة ملابس عارية شوي
سهام : كمان معقّد ، ماله دخل لابسة ملابس عارية ولا كاشفة ، أنا حرّة
صفاء ببرود : وهو حرّ كمان إنه يسلم عليكِ ولا لا
عندما نظرت إليها سهام بحدة بدون أن تشعر ، قالت صفاء : موضوع إنه يسلم وما يسلم هذه تقدروا تتجاوزوها
إذا حاولتي عشان الوضع يكون هادئ بينكم ما تلبسي لمن يكون موجود ملابس كاشفة
كانت سهام تودّ أن تتكلم ، لكن صفاء قاطعتها قبل أن تبدأ
: سهام الحياة إذا الواحد سهّلها حتمشي بيسر وسهولة ، إذا عقّدتيها بتتعقد معاكِ
الشيء اللي أنا اقدر اسويه عشان يخفف التصادمات والمشاكل أسويه ، ليش يعني لازم التعقيد
ثم تنهّدت قائلة : وإذا حتقولي إنه ما يشتغل ، له فترة وهو يشتغل مع ابوه
يعني إن شاء الله وضع بنتك المالي يكون تمام لا تشيلي هم من دي الناحية
ضغطت سهام على اسنانها بغيض دون أن تتكلم وهي تحاول التفكير في حجة أخرى
نظرت إليها صفاء بحزن ، لا تعلم لما هذا الرفض الشديد من قبل اختها
هل هي لا تحب صقر فقط
أم أن زوجها ليس راضي عن هذا الزواج وهي تابعة لرأيه وترى أنه الصواب ؟ !
قالت لها : سهام أنا جايه من الصباح عندك ، لأن أمس الليل كله وأنا متضايقة و مو راضية إن الموضوع تم وإنتي زعلانة
جيّتي كلها عشان أطيّب خاطرك ، قولي لي ايش اللي يرضيكِ وانا حاضرة
مهما كانت غاضبة وغير راضية ، إلّا أن كلام اختها الواضح الذي تعلم أنه صادق ، دخل إلى قلبها مباشرة
وجعلها تتأثر كيف أن اختها الكبيرة قد خرجت من بيتها وجاءت إلى هنا من أجلها فقط
قالت لها بهدوء : الله يكبر قدرك ، ويجبر بخاطرك
ثم قالت بضيق : بس أنا مو راضية عن الزواج ولا متقبلته
قالت لها صفاء : لأنه حصل بدون ما تستوعبيه ، خذي وقتك إلين ما تتعودي على الفكرة
ثم أكملت بمكر : الموضوع خلاص حصل ، ولا أكيد إنك برضو ما تبغي بنتك تنفصل وتتطلق عشان تكوني راضية
ابتسمت عندما رأت الجزع ظهر على وجه اختها
ثم قالت لها وهي تحاول ان تبدل دفة الحديث قليلاً : اللي عرفته إنو وجدان ما تبغى تسوي حفلة ملكة
قالت سهام بضيق : هذا الموضوع كمان شيء ثاااني ، حالفة إنها ما تسوي حفلة
سألتها صفاء باستفسار : ليش يعني رافضة ؟
سهام : ما ادري عنها ، تقول بعدين في الزواج بتسوي اللي تبغاه دحين ما تبغى حفلة ملكة
وأكملت بتفكير : شكلي راح أطنشها وأرتب كل شيء وأحطها في الأمر الواقع
قالت لها صفاء محذرة : انتبهي تسوي هذه الحركة من ورى بنتك
سهام : طيب باللهِ ايش بيقولوا الناس ، ملّكت لبنتها بدون ما تعمل حفلة !
إيش بيقولوا جماعتنا ، وصديقاتي كمان ايش اقول لهم
صفاء بدون اهتمام حقيقي : يقولوا اللي يقولوه إيش دخلهم أصلاً ، خلي وجدان تعمل اللي تبغاه
نظرت إليها سهام بانزعاج ، هل ستبدأ تأخذ جانب ابنتها منذ الآن لأنها اصبحت زوجة ابنها
وقفت صفاء و وقفت سهام معها هي تسألها : دحين بتمشي ؟! لسى بدري ما ضيّفتك شي
قالت صفاء وهي تعدل عباءتها التي لم تخلعها
: دام إني جلست واتكلمت معاكِ ، أطمّنت شويه ، وخلاص لازم ارجع البيت
و حأجي ان شاء الله في الليل ابارك لوجدان انا والبنات وحنجيب المهر والشبكة ، وقتها ضيّفيني زي ما تبغي
**
رغم أن اليوم كان ممتلئ بالأحداث ، إلّا أن الليل حلّ سريعاً
وها هي المساجد انتهت من صلاة العِشاء ..
عندها هيّ صاحبة الشأن ، كانت في عالم آخر تماماً
هي دائماً ما تضع مستحضرات التجميل على وجهها بشكل دقيق ومُتقن
لكنها الآن وفي هذه اللحظة كانت تفعل كل مافي وسعها لكي يكون شكلها النهائي جميل و مثير للإعجاب
هي مليحة الملامح ، لكنها تعرف كيف تبرز مواطن الجمال فيها
و من يراها للوهلة الأولى سيرى أنها فائقة الجمال وجذابة جداً
و هذا بسبب الجهود المبذولة التي تبذلها لكي تخرج بشكل يثير الرضى في نفسها قبل الآخرين
ابتسمت بِ ارتياح وهي ترى انعكاسها في المرآة
لم تتوقع أن إصرارها بأن يقوموا بعمل التحاليل قبل الخطبة الرسمية سيجعل الخطبة تتحول إلى عقد قران
بعد معرفتها أن زوج خالتها موافق بشدة على زواج صقر بها كانت تتمنى أن موافقته هذه تعجّل بتمام الأمور ، وكان لها ما تمنّت بالفعل
سبب إصرارها كان أنها بالفعل تريد أن ترتاح وتتأكد أن التحاليل متوافقة فهذا أمر قد نسيته تماماً
لكن صديقتها غادة قد نبهتها أن التحاليل قد لا تكون متوافقة بما أنهم أقارب ومن الأفضل أن يقوموا بها باكراً
وعندما طرحت هذا الأمر على جدتها أيّدت هذه الفكرة ثم نقلت هذه الفكرة إلى خالتها و زوجها
لا تعلم كيف جرى الأمر بعد ذلك لكي تتطور الخطبة وتصبح عقد قرآن
لكنها سعيدة ومرتاحة بالنتيجة التي جآت فوق أمانيها
هكذا ستتخلص من ولاية عمها ماجد للأبد
ارتسمت على ثغرها ابتسامة سُخرية وهي ترشّ من عطرها المفضل بكثافة
عمها ماجد لم يُبارك لها حتى بعد أن وقعت على العقد
واضح جداً رأيه في هذا الموضوع
ولكن عدم مباركته لها في الحقيقة أسعدها
لطالما أرادت أن تغيضه وتردّ له إجباره البارد لها على قبول الخطاب السابقين
ألقت نظرة أخيرة على انعكاسها في المرآة الطويلة
ثم ابتسمت بثقة وخرجت من الغرفة
نزلت الدرج بخطوات متأنية لكن صوت الكعب العالي الذي ترتديه أنبئ الجميع بقدومها
ما جعلهم ينظرون إليها باهتمام
أرتسمت ابتسامة واثقة و هادئة على وجهها رغم أنها لم تكن تشعر بالإرتياح
فهي لم تتعمد النزول في هذا الوقت لكي تلفت الانتباه
ولم تكن تعلم أن أي شيء ستقوم به اليوم سيلفت الانتباه فهي محط اهتمام منذ أن أُلحق لقب عروسة باسمها
سلمت على خالتها وبغداد و نور وجدتها ، هؤلاء هم الموجودين فقط
إذاً لماذا عدم الإرتياح وإحساس بالغرابة يلفّها
جلست بجوار والدتها لا إرادياً وهي منتبهة إلى نظرات الجميع المصوّبة نحوها
نظرت بغداد إلى الرسالة التي وصلتها من نور التي تجلس بجوارها تماماً
( وجدان مرره طالعه تجنن )
قرأت بغداد الرسالة بدون أن تفتح هاتفها ثم أغلقت الشاشة
لكن رسائل نور كانت متوالية وتجبرها أن تقرأها بسرعة
( بس صقر غبي )
( حركته مرره تقهر )
( عادي لو صوّرتها وأرسلت الصورة لصقر )
نظرت إلى نور بحدة ما جعل نور ترسل لها ( خلاص طيب ما بصورها ، لا تطالعي فيني كذا )
تنهدت وهي تحاول أن تحافظ على تعابير وجهها الهادئة رغم أنها في داخلها تشعر بالغضب قليلاً من صقر
تبادر إلى ذهنها نفس تفكير نور عندما رأت وجدان بكامل أناقتها
مالذي كان سَ يخسره صقر لو أنه وافق على كلامهم وجاء معهم لكي يسلم على عروسته التي اختارها هو بنفسه
ما يثير تعجبها هو الإنزعاج الطاغي عليه منذ الأمس ، رغم أنه قد برر هذا الإنزعاج لها ولوالدتهم
بقوله أن والده قد اعتبره طفل عندما أخبره في نفس اليوم أنه قد قرر أن يكون عقد قرانه في الليل
وعلق على ما حدث بالأمس بوقاحة
: ما ادري مين العريس أنا ولا أبويا ، فرحان ومتحمس وبلعناها ، أما يقرر قرار زي كذا من راسه ليش ؟ !
نظرت بغداد إلى والدتها المُحرجة وهي تجاوب على سؤال سهام عن سبب غياب صقر
فمن المفترض أن يكون موجود على الأقل ويُلبس عروسته الشبكة بنفسه
( من العادات الموجودة عند بعض العوائل هو دخول العريس لكي يرى زوجته بعد عقد القران
ويلبسها الشبكة التي هي عبارة عن طقم من الذهب أو الألماس ، وتعتبر شيء إلزامي مثلها مثل المهر )
كانت صفاء تودّ أن تنشق الأرض وتبتلعها ، لو أن صقر لديه عذر فعلي منعه من القدوم لكن الوضع عادي جداً
لكنه رفض بكل برود وأخبرهم أنه سيذهب لملاقاة أصدقائه
قالت لاختها : أصحابه عاملين له عشا بمناسبة عقد قرانه وأنا ما عرفت إلّا بعد صلاة المغرب
ونحنا جاهزين ولابسين وإنتو كمان مجهزين أموركم ، فقلنا خلاص نكمل زي ما نحنا متفقين ، وهو يوم ثاني يجي يسلم على زوجته
الإبتسامة الهادئة لم تفارق وجه وجدان بينما الغضب بداخلها يطبخ على نار هادئة ، ما هذا الموقف الذي وضعها فيه
إحساس الغرابة التي شعر بها أهله من عذره المشكوك فيه ، وصل لها
عندما خرج الجميع من المنزل ، نظرت والدتها إلى الشبكة والدبلة التي في مكانها لم تمسّ ، بتفحّص
ثم قالت : هذا ذوق صفاء ، يعني العريس لا اختار الشبكة ولا جا يلبسّك ياها زي ما عيال الأصول يعملوا
نظرت إليها وهي غير متفاجئة من هذا الكلام : يعني قصدك صقر مو ولد أصول ، شاكّة في أصله وتربية أهله يعني ؟ !
نظرت إليها سهام بإنزعاج ، حشرتها في الزاوية بسرعة : يعني لازم تدققي في كل كلمة ، أنا بس متنرفزة إنو ما جا
حتى أمس ما جا يسلّم عليا بعد ما عقد عليكي ، و دحين عامل فيها ثقيل وما يبغى يجي بسرعة عارفته
باللهِ مو حرام ، إنتي وافقة كم لكِ على المرايا تتجهزي وفي النهاية ما يشوفك
الغضب الذي في داخلها لم يكن ينقصه كلام والدتها بالفعل
قالت لها ببرود وهي على شفير الإنفجار : ماما ممكن أفهم إيش غايتك من هذا الكلام اللي عارفه إنو بيضايقني
أحسّت سهام بضيق ابنتها ، لكنها كابرت وتجاهلته وهي تقول
: عشان تعرفي لمن تختاري شيء لا أنا ولا عمك راضيين فيه إيش النتيجة
هذه أولها ، والله يستر من نهايتها
في داخلها الكثير والكثير من الكلام الذي تريد قوله لوالدتها
ولو أن شخص غيرها تجرّأ وقال لها هذا الكلام لكانت تعرف جيداً كيفية الرد عليه
لكنها في النهاية والدتها ، التي بالنسبة لها خطّ أحمر لا تتجاوز حدودها في التعامل معها ابداً
كبحت نفسها و اكتفت بأن تهمس وهي تصعد درجات السلم : لا حول ولا قوة إلّا بالله
دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها
جلست على السرير وهي تخلع كعبها بيد أما اليد الأخرى فتحمل بها هاتفها وتجري اتصال بصقر
لم يرد من المرة الأولى لكنها كانت مصممة على أن تتكلم معه لذلك أعادت الإتصال 12 مرة متتالية
ردّ عليها في الإتصال الثالث عشر وهو يقول : خيييير
وجدان : السلام عليكم
رفع صقر حاجبه الأيمن من الهدوء في صوتها : وعليكم السلام ، نعم
وجدان بذات الهدوء في صوتها سألته : إنتا غبي ؟
صقر بحدة : نعــــــــــــــــم ؟
وجدان : أسألك إنتا غبي ، ايش الحركة الغبية هذه اللي عملتها اليوم
يعني نحنا ماشيين كويس في الموضوع على النهاية تقوم تسوي كذا
الكل قاعدين يقولوا إيش اللي خلّاه ما يجي أكييد ما يبغاها
قال لها صقر : استني
ثم فتح باب سيارته وقال لصاحبه الذي نقر على زجاج النافذة يستعجله في النزول
: عندي مكالمة بخلصها وبدخل ، اسبقوني انتو وادخلوا
: لسى مالك يوم مملّك بدييينا حكاية المكالمات الغرامية هذه اللي ما بتخلص
انزعج صقر من كلام صديقه لكنه ضحك ضحكة مفتعلة وهو يقول : انقلع
عندما جلس مرة أخرى على مقعده في السيارة ، جاءه صوتها : إنتا فين دحين ؟
صقر بسخرية : لا والله ، من جد بدينا هذه الحركات ، إيش دخلك
وجدان بغضب بدأ بالخروج : إن شاء الله تكون في جهنم مالي دخل زي ما اتفضلت و قلت
لكن لمن يكون في شيء يستدعي حضورك ولازم تكون موجود ، تكون موجود وما تقول أعذار سخيفة
صقر وشخصيته المتعجرفة المتأصّلة فيه تظهر في كلماته التي قالها بدون اهتمام : ومين قال لك إني قلت أعذار
قلت لأمي بكل وضوح ما أبغى أروح وأجلس مع الحريم كأني منهم ، ومو مقتنع أصلاً بهذه السخافات
عصرت اللحاف الذي بجانبها من الغضب الذي تشعر به
تعلم بشخصيته هذه بل هو قد أخبرها بكلام أفظع من هذا عندما أخبرته بأن يخطبها أول مرة
إذاً لماذا تشعر بالحرييق في داخلها : واللهِ جد إنك بزر ما ينشره عليه ، ما تعرف تفرق بين الأشياء اللي عادي تسويها براحتك
والأشياء اللي لازم تسويها حتى لو إنك ما تبغى ، أو مو حاب تسويها
عشان العادات والتقاليد وكلام الناس تجبر نفسك إنك تعملها
صقر بدون اهتمام : إيوة ما اعرف افرّق بين الأشياء هذه ، بزر زي ما قلتي
وأكمل بحدة وهو يرفع صوته قليلاً : ودام إنك من البداية قمتي تفردي عضلاتك على أساس إنك اكبر مني وشايفتني بزر
ليش هذا البزر جيتي بنفسك عنده بدون ما أحد يضربك على يدك و اترجّيتيه عشان يتزوجك ؟!
اتسعت عيناها صدمة من كلامه ، هل سيبدأ في معايرتها أنها هي من طلبت منه أن يتزوجها في أول مكالمة بينهم
هو عندما لاحظ أن صمتها طال ، حاول أن يُخفف حدته ، لكن نبرة صوته كانت حادة نزقة كعادته دوماً
: دام إننا بدينا في الموضوع هذا على قولتك ، لا تجي دحين تطفشيني وتسوي نفسك إنتي الكبيرة العاقلة
سكت لثوانٍ ثم أكمل : أنا سويت اللي عليّا وكلمت أهلي والخطبة تمّت بشكل عادي ومرة وحدة حصلت ملكة
كييييف ؟ ما ادري
فَ دحييين ابغى ارتاح ممكن ؟
مكالمات ورسايل وإزعاج زي أول ما ابغى ، أنا سويت اللي مطلوب منّي ، لا ترجّي راسي بشيء ثاني
أخذت نفَس عميق عندما سمعت كلامه هذا ، ثم قالت بهدوء : مع السلامة
وأغلقت الإتصال دون أن تسمع ردّه
نظرت إلى الهاتف الذي في يدها وأخذت تفكر تفكير عميق
هي بالفعل من اختارته فلا داعي للتذمر الآن أو الشعور بالندم
كان تفكيرها سابقاً هو كيف تخرج من ولاية عمها بطريقة تختارها هي ، لا أن تُفرض عليها
وقد تمّ ما أرادت في النهاية
الآن تغيّر الهدف وأصبح من المهم أن تروّض الصقر العنيد ما يعني أنها لابد أن تستعمل تكنيك آخر غير معتاد
**
يوم جديد ،/
الإنضباط ، حسّ المسؤولية ..
صفتان جميلتان عندما يتحلّى بها المرء ، لكن مثل كل شيء في الحياة إذا زادت عن الحد أصبحت ضِرار ..
أن تجعل المرأة بيتها يُدار بشكل مثالي ، تربي و تهتم بِ اطفالها بشكل مثالي ، أكلهم يحضّر بطريقة صحية مثالية
هل هذا شيء مثالي ؟ !
نحن في النهاية بشر والكمال لله وحده ، من المستحيل أن لا تحصل أخطاء
ومن الخطأ أن نرهــــق أنفسنا في سبيل عدم حدوث هذا الخطأ
لكن ربما هذا الأمر لم تفقـهه بعد ، فعندما استيقظت من النوم لتصلي الفجر وتجهز ابنها للذهاب إلى المدرسة
أحسّت بالصداع لرؤيتها طبقة باهتة من الغبار على سطح تسريحة غرفتها
ما جعلها بعد خروج ابنها و زوجها تشمّر عن ساعديها وتبدأ في شنّ حرب تنظيف شاملة للبيت كله
حتى المجلس المُعدّ لاستقبال الضيوف لم ينجو من هذه الحرب
لم تأتي فترة الظهيرة إلّا و طاقتها مُستنزفة لكنها لم تحنّ على نفسها ولم ترحمها
ولم تجلس فعلياً إلّا عندما استيقظت ابنتها ، حينها جلست لكي ترضعها
عندما كانت ترضع ابنتها كان جميع جسمها يئن من التعب من هذا المجهود البالغ الذي فعلته
لكنها كانت تشعر بالإرتياح لأن البيت يلمع من النظافة ولا وجود لذرات الغبار التي تثير الذعر في نفسها وتجعلها تشعر أنها ربة منزل قذرة ..
لكن هنالك أمر قد جعلها تشعر بالذعر ، ألا وهو اتصال من زوجها يخبرها فيه أنه سيأتي بعد قليل
قدوم زوجها مبكراً هذا الأمر كان من أنــــدر النوادر ، لكنه حصل اليوم
أخبرته بتردد وهي تتوقع رداً حاداً منه : بس أنا ما طبخت غدا لسى
جاءها صوته بنبرة عادية : عادي مو مشكلة ، بجيب غدا معايا
أخرجت زفرة ارتياح عندما أغلقت الإتصال ثم نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى الثانية عشر ظهراً
هذا يعني قدوم زياد في أي لحظة
غيّرت لابنتها ملابسها وعطرتها ثم وضعتها في كرسيها المخصص
وهي تتمنى أن تجلس هادئة لكي يتسنى لها أخذ حمام سريع لا يتجاوز الثلاث دقائق
لكن زياد الذي دق الباب بدّد هذه المخططات
عندما دخل إلى البيت كان كَ كل يوم في وضع الطاقة النشطة بعد رجوعه من المدرسة
بدأ بالعبث مع اخته ومحاولته لقرصها تحت ستار أنه يُلاعبها
ثم بدأ في القفز على كنبات الصالة و رمي الخدادات الصغيرة في الأرض وهو يطلب منها أن تلعب معه
نظرت إليه وهي تكاد تبكي : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، لسى البيت ما كمل ساعة وهو مرتّب
حاولت إقناعه أن يجلس مؤدب بأن قالت : زياد حبيبي بابا بعد شويه حيرجع البيت وراح يتغدا معانا
عندما لمعت عيناه بحماس أكملت قائلة : إيش رايك نخلي الصالة زي ما كانت أول مرتبه ونرجّع المخدات في مكانها فوق الكنبة
هزّ رأسها موافقاً لكلامها وأخذ يعيدها مكانها وإن كان ليس بالترتيب الذي كانت عليه
عندما انتهى طلب منها أن تفتح له التلفاز فوافقت على الفور وهي لا زالت تتمنى أن تستحم سريعاً
شغلت له التلفاز مثلما طلب ، ثم وبسرعة فائقة وهي تسابق الريح ذهبت إلى غرفتها
إلى الدولاب تحديداً لكي تُخرج لها ملابس مُريحة قبل أن تتدخل إلى دورة المياه
لم تكد تُخرج ملابسها التي كانت عبارة عن بنطال " ليغينز " رمادي ، و تي شيرت باللون الأسود حتى سمعت صوت بكاء ابنتها
عادت سريعاً إلى الصالة ، رأت كرسي سمآ تحرك من مكانه وأصبح أمام التلفاز مباشرة وزياد يجلس بجانبها
أقتربت منه وهي تسأله : ليش حركّت كرسي اختك
زياد بتفكير طفولي : عشان تتفرج معايا التلفزيون
نظرت إلى ابنتها التي تحركت قليلاً في الكرسي ، ومن الواضح أنه كانت هناك محاولات من زياد أن يحملها
خمنت أنه قد حاول بطريقة خاطئة آلمتها ، لذلك هي تبكي الآن
حاولت تهدأتها ، في نفس الوقت كانت تسمع كلام زياد الذي يحكي لها ما يشاهده
أغمضت عيناها وهي تحاول أن تُهدئ رأسها رغم الإزعاج من سمآ و زياد إضافة إلى صوت التلفاز العالي
وهي في هذا الموقف فُتح الباب من قِبل زوجها ، عندما شاهدته وهو يحمل بعض الأكياس في يده
تنهدت في داخلها بضيق شديد وهي تفكر أنه ما كان ينقص بالفعل أن يُشاهدها زوجها في هذا المنظر الفوضوي
وضع رائد الأكياس في المطبخ ثم خرج لها وهو يحمل زياد الذي هبّ لاستقباله بحماس عندما دخل إلى البيت
ابتسم عندما رأها
رغم كل الأفكار التي تأتيه إلّا أنه عندما يراها ينسى كل تلك الأفكار
مشاعره تجاهها لا زالت قوية جداً وتتأثر سريعاً في حال وجودها
وضع زياد على الأرض ثم نظر إلى سمآ التي تنظر إليه ولا زالت عيناها عالقة بها بعض الدموع
أخذ سمآ منها ، قبّلها بحنان وهو يقول : يا قلب ابوها ، ليش الدموع ؟
ثم نظر إلى لينا التي ابتعدت خطوة عنه عندما أخذ منها سمآ ، وسألها : اشبها
لينا : كالعادة ، الكائن الصغير ما اعرف ايش عمل لها وانا في الغرفة
هز رأسه بتفهم وهو يعيد نظره إلى ابنته
قالت له لينا بحذر : عادي لو اتروشت على السريع قبل لا نتغدا
جلس على الكنبة بأريحية وهو يقول : خذي راحتك
ابتسمت بارتياح شديد ، تعلم المرونة العالية التي يتمتع بها زوجها
لكنها لا زالت لا تشعر بالإطمئنان التام في مثل هذه المواقف
عندما تشعر أنها قصّرت في واجباتها ، وأن على زوجها أن يتحمّل أخطاءها
لأن تكرار هذه المواقف قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، كَ الإنفصال مثلاً وهجرها من قِبل زوجها ..
![](https://img.wattpad.com/cover/350796835-288-k891336.jpg)
أنت تقرأ
رواية الــسَــلام
Lãng mạnهل كل إنسان يأخذ من اسمه نصيب ؟ بغداد ، مدينة السلام .. كانت مدينة ذائِعة الصيت في عهد العباسيين القديم تجمع بين العلم، والجمال، والثقافة، والرُقيّ .. حسناً ماذا إذا كانت هناك بغداد أخرى، ولكن ليس في العراق، بل في جدة ، عروس البحر الأحمر! وقد لاق بت...