الفصل الثاني والعشرون

86 4 0
                                    







[ الفصل الثــاني والعشرون ]




عودة بالزمن لساعات قليلة مضت /*

رغم انه صباح الجمعة إلّا أنها قامت من سريرها وهي تشعر بالفتور على غير العادة ..
دائماً يوم الجمعة يوم مميز لديها لكنها فعلاً لا تشعر أنها تمتلك الطاقة لفعل أي شيء رغم أنها لتوها استيقظت من النوم ..

أخذت حمام بارد لعلها يعيد لها بعض انتعاشها وحيويتها ..
عندما خرجت من دورة المياه لم تستغرب عدم وجود زوجها في الغرفة ..
فهو منذ بداية رمضان وهو يقضي أغلب وقته أثناء وجوده في المنزل في مكتبه ..

تفاجأت عندما اخبرها أنه يعمل على تأليف كتاب يهتم بالوقائع السياسية التي حدثت في الدولة الأموية ..
وذهلت فعلاً من غزارة معلوماته التاريخية ..

هي تحب التاريخ ايضاً ، لكنها لم تفكر يوماً في تأليف كتاب أو عمل بحث علمي ..
لشيء يخص واقعة تاريخية أو شيء من هذا القبيل ..

متعتها الأكبر تكمن في طرحها المحاضرات لطالباتها ومناقشاتها التاريخية معهم ..
أو عندما تقرأ كتاب في التاريخ والأدب ..
لكنها مما اكتشفته أن زوجها يأخذ التاريخ بجدية تامّة ..
ربما لذلك هو مهتم جداً بالبحث والإطلاع على المعلومات الصغيرة قبل الكبيرة ..

أرتدت فستان باللون الأسود أنسدل على جسدها الرشيق بكل أناقة ..
مشطت شعرها الرطب وتركته منسدل على بداية اكتافها بكل رقة ..
ثم تعطرت وخرجت لتجلس مع زوجها قليلاً قبل أن يذهب لصلاة الجمعة ..

عندما خطت أول خطواتها لداخل غرفة المكتب ، كان كما توقعت يجلس على كرسي مكتبه وبين يديه كتاب ضخم يقرأ منه
رفع رأسه عندما أحسّ بوجودها وهو يبتسم لها بترحاب
قالت له برقة : صباح الورد

اتسعت ابتسامته ، لا زال يحتفظ بهذا الشعور ، شعور الرعشة التي تسري في جسمه عند رؤيتها
أغلق الكتاب و مد يده لها : تعالي

اقتربت بغداد منه وهي تسأله بمزاح : ما ردّيت عليّا وقلت صباح الخير

سحبها برفق لتجلس على رجليه وهو يقول : أكيد إني ما بلاقي إلّا الخير بشوفتك

كلماته النادرة التي تخرج منه بهذا الشكل العفوي تصنع الأعاجيب داخلها ..
ابتسمت وهي تبادر وتطوّق خصره ..
و وضعت رأسها على صدره ما جعله لا إرادياً يرفع يده ليغرسها في شعرها الرطب ..

ثوانٍ كان الهدوء سيد الموقف قبل أن يقطعه فارس وهو يقول بصدمه عندما شعر بهدوئها الغريب : نمتي ؟ !

ضحكت بكسل : آممممم لأ ، بس حاسة بخمول وإرهاق وكسل ، وجسمي يوجعني
اتسعت ابتسامته : يا لطيييف كل هذا

رفعت رأسها قليلاً تنظر إليه : واللهِ يا فارس مو عارفة إش فيني ، بس اتوقع كل هذا من النوم
مع إنو لنا اسبوعين بدأنا دوام بعد اجازة العيد بس مو قادرة انام كويس ، اوقات اقعد لمن الساعة وحده ولا ثنتين بعدين يجيني النوم

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن