الفصل الرابع عشر

117 5 0
                                    












[ الفــصل الــرابـع عشــر ]

تشعـــر بالإختنــــــــــــاق ..

تنهّدت بضيق و جلست بعد أن كانت ممدة على السرير ..
وقفت وذهبت بإتجاه المرآة ..

كانت تنظر إلى إنعكاسها بتدقيق ، كعادتها دائماً ..
تنظر إلى عيناها ..
أنفها ..
شِفاتها ..
شعرها ..
دِقة تقاسيم وجهها وصفاء بشرتها ..
جسدها الذي يبدو كلوحة لا تشوبها شائبة ..

تنهّـــدت مرة أخرى ، لا تحبّ لحظات الضعف والحيرة التي تمرّ بها في أوقات نادرة ..
وللأسف أنها حالياً تمرّ بلحظة سيئة من هذه اللحظات ..
شعرت بهذا الشعور بعد خروجها من منزل عائلتها ، ولم يفارقها إلى الآن ..

تنهّدت للمرة الثالثة ، ونظرت إلى عبائتها وبدون أن تشعر ..
أرتدتها على عجل متهور وخرجت من غرفتها ..

شعرت بتنفّسها يضيق أكثر عندما رأت المنظر الذي أمامها ..
كان رفيقاتها في السكن يجلسوا في الصالة المُتاحة للجميع لكنها لم تجلس فيها قط ..

الأضواء كانت خافتة ، والفتيات الأربعة متفرقون في جلستهم بعضهم على الكنبة الطويلة وبعضهم على الأرض ..
ولكنهم جميعاً يشاهدون فيلماً على شاشة التلفاز ..

أمّا الطاولة الموجودة في المنتصف ففيها ما لذّ وطاب ما جعل معدتها تصدر صوتاً مُتألماً توضّح فيه معاناتها ..

عندما فتحت باب الغرفة كل الفتيات التفتــوا ينظروا إليها ..
فهي عادةً بعد عودتها من الجامعة لا تخرج من الغرفة مطلقاً إلّا فيما ندر طوال هذه السنة التي أقاموا فيها معاً ..

فكان فتحها الباب مدعاة للدهشة فَ كيف عندما يرون أنها تلبس عباءتها وتهمّ بالخروج !
لكن لم يفكر أحد أن يسألها إلى أين ستذهب والساعة قد تجاوزت الحادية عشر مساءً ..

ما عدى سماح التي قامت من مكانها على الكنبة وهي تقول بقلق : العنود فيه شي ، غريبة حتخرجي في الوقت دا ؟

إذا كانت العنود تتميّز بالطبع الأناني لكنها أيضاً تتميز بأنها لا تنـــــــــسى ..
وهي لا تنسى سؤال سماح الدائم عن أحوالها وإهتمامها بها والذي يبدو أنه من طباعها ..
فهي دائماً ما ترد عليها بجمود ولكن سماح لا تهتم ، مما جعلها تتميّز قليـــــــلاً لديها ..

لكن العنود في هذه الحالة الضعيفة التي فيها الآن لم تحب أن يظهر عليها شيء
لذلك جاوبتها بنبرة باردة قاسية : مافي شي

وعندما انتبهت إلى نظرات الشكّ في خروجها هذا الوقت
قالت بهجوم : أبغى أخذ غرض من البقالة ، ممنوع ؟ !

تفاجئت سماح من هجومها لكن ما فاجئها أكثر نظراتها الحادة كَ نصل السيف
تراجعت لا إرادياً وهي تقول : لا يا قلبي مو ممنوع ، انتبهي لنفسك

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن