[ الـفـصــل الـســـــــادس ]شهر آخر قد مرّ سريعاً على البعض ، وبطيئاً على الآخرين ..
دخلت إلى منزلهم وهي مبتسمة ، فالجو جميل جداً في الخارج ..ولكن سرعان ما تبدّلت ابتسامتها إلى أسى وهي تنظر إلى أخاها الجالس بجوار والدها
ولكن حاله مختلف تماماً ..تغيّرت الأجواء في جدة للأفضل فدخول شهر يناير يعني أن الجو يصبح أجمل ما هو عليه في مدينتهم ..
ولكن أخاها كانت أحواله قد تغيّرت للأسواء ..رفض والدتها الساحق لخطوبته كان أمراً صادماً له ..
ولكن أكثر ما صدمه أن تسيء والدته إلى العنود وتصفها بأبشع الأوصاف ، الأمر الذي أثار غضبه بشدة ..ولكن كشخص حساس مثل طارق كيف سيبدو عليه الغضب ؟
لقد توقف عن الكلام مع الجميع باستثناء والده الذي يتحدث معه في أمور العمل
فيما عدى ذلك هو صامتٌ على الدوام ..يتناول معهم الوجبات ، يجلس معهم في الصالة بشكل معتاد ، ولكنه غارقٌ في عالمه ..
وفي النهاية ، أصبح الذبول والنحول بادياً عليه ..
شعر إخوتها صقر ونور بتبدّل حاله بالطبع ..ولكن مع انشغالهم باختبارات نهاية الفصل الدراسي
لم يكن لديهم المزيد من الوقت ليسألوا عن حاله بشكل مفصّلوللأسف شخص هادئ مثل طارق لم يكن زيادة هدوئه أثر كبير على منزلهم ..
إلّا عليها هي ، التي كانت تعرف دواخل هذا الأمرتشعر بالحزن العميق لرفض والدتها القاطع لرغبته ، بل لم تجد سبباً مقنعاً لرفضها حتى ..
طارق الرقيق الحساس الخجول
لم يكن ينبغي أن يتم التعامل مع رغبته الأولى بهذا الشكل ..ولكن ليس باليد حيلة ، ليست لديها أي قدرة على إقناع والدتها أو زحزحتها عن قرارها قليلاً
نظرت إلى والدها الذي يحمل في يده جهاز الآيباد وهو يشير لأمرٍ بداخله إلى طارق الذي يستمع له بصمتهل كان هذا التوقيت المناسب ليدخل والدها مشروعاً ضخم
يكاد يكون من أضخم المشاريع التي دخلها في حياته ؟
بينما أخاها يصارع رفض رغبته الأولى ، إنه لم ينظر أو حتى يفهم تبدّل حال أخيها ..كل تركيزه هذه الفترة كان حول المشروع ، وما عدى ذلك غير مهم ، حالياً
يريد أن يضع أساسات هذا المشروع ، هذا هو الأمر المهم الآن
هذه كانت جملته المعتادة التي لا ينفك أن يكررها مراراً وتكرارً ..: بغداد يا ماما روحي غيري ملابسك ، الغدا بعد دقايق بيكون جاهز
نظرت إلى والدتها التي تكلمت معها بكل اعتيادية
وكأنها لم تُحطّم قلب أخيها !صعدت إلى الأعلى وهي تشعر أنه بمرور الأيام أصبحت تختنق لرؤيتها لحال طارق الكسير ..
الأمر الذي أنساها أمر خطوبتها والتفكير فيها ..
أنت تقرأ
رواية الــسَــلام
Romansaهل كل إنسان يأخذ من اسمه نصيب ؟ بغداد ، مدينة السلام .. كانت مدينة ذائِعة الصيت في عهد العباسيين القديم تجمع بين العلم، والجمال، والثقافة، والرُقيّ .. حسناً ماذا إذا كانت هناك بغداد أخرى، ولكن ليس في العراق، بل في جدة ، عروس البحر الأحمر! وقد لاق بت...