الفصل التاسع

108 4 0
                                    










[ الفصل التـــــــــــــــــاســع ]

بعدَ شهرين ' تقريباً '

نظراً أن مدينة جدة مدينة ساحلية ، فَ الطقس البارد حقيقةً يكون شهرين في السنة تقريباً
لذلك مع دخول شهر مارس يبدأ الطقس يتقلب بين الدافئ والمعتدل ..

لحسن الحظ أن الطقس اليوم لطيف ويحمل نسمات باردة تُساعد على تحسيـن المزاج ..
رغم أن مزاجه اليوم معكر وَ متوتر على غير العادة ..

أرتشف من الفاتنة السمراء كما يحب أن يسمي قهوته ..
وعيناه تجولان في أنحاء الشقة ، شقــتــه ..
منزل الزوجية ، والمُغاير تماماً لشقته في أمريكا ..

فَ الألوان الأنثوية أُدخلت قَصراً في أغلب ديكورات الشقة ..
في البداية أثار الأمر جنونــه ، فَ أمه الماكرة كعادتها أخبرته أن يسلّم مفتاح الشقة لها لمدة اسبوعين لتُحدِث فيها بعض التغييرات
وطمأنته إنها ستكون أجمل مما هي عليه ..

الذي حدث أن الشقّة تغيّرت بالكامل ، ولم يسلم من التغيير سِوى الأثاث ..
عندما أخبرها بلهجة قويـة أن الأثاث قد أشتراه ذا جودة عالية ولا يريد أن يغيّره ، فَ وعدته أنها لن تغيّره

ولكــــــــــن فيما عدى الأثاث كل شيء تغيّر في الشقـة ..
حتى الأرضية لم تسلم من التغيير ..

وَ للمرة الأولى يحاول بجهد جهيد أن لا تظهر إنفعالاته الناريّة على وجهه
وهو يرى أمه مزهوة بالتغيرات الصادمة التي أحدثتها بحق شقته ..

والتي على حدّ قولها أنعشت الشقة وجعلتها جميلة تليق بعرسان جدد ..
كانت سعيدة جداً بدون أي تزييف ، لذلك وفي لفتة انسانية غير مسبوقه ، لم يحب أن يكسر بخاطرها ..

الآن هو يقف في منتصف الصالة ذات الديكور الدافئ الأنثوي
عاقداً حاجبيه بينما نظراته تتوجّه إلى الغرفة الرئيسية المُغلقة من قِبله

فمنذ أن دخلها قبل يومين بعد انتهت والدته من وضع أغراض عروسه فيها
ذُهــــل ..

جو الغرفة العام قد تغيّر منذ أن وُضِعت حاجياتها فيها ، فَ كيف لو تواجدت هي شخصياً
وعند هذه الأفكار خرج من الغرفة مُسرعاً وأغلق الباب ..

وها هو مغلق إلى اليوم ولم يفكر ابداً أن يدخله ..

ذهب إلى الغرفة الموجودة في أقصى الصالة والتي ما كانت سوى غرفة نوم بسيطة بسريرين ، كان ينام فيها منذ اسبوع تقريباً ..
كانت نيته من تأثيث الغرفة أنها لإخوته أو نور أو والدته الذين قد ينامون عندهم
فلابد أن تكون هنالك غرفة نوم أخرى ..

حسناً لا ينكر أنه كانت هناك نيّة خفيّة ، فمن يدري كيف ستكون حياته مع تلك الفتاة ..
ولا بد أن تكون هنالك غرفة نوم إحياطية تحسّباً للظروف ..

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن