الفصل العشرون

112 3 0
                                    










[ الفصــل العشـرون ]

كانت تنهي اخر لمساتها وهي تسمعه ينادي عليها بصوت عالٍ يظهر فيه الضجر ..

أرتدت ساعتها السوداء الأنيقة وهي تقول : خلاص خلصت
لكن صوتها الناعم لم يصل إليه وهو في مكانه في الصالة ، ما جعله يدخل إلى الغرفة وهو يسألها بمزاج معكّر : ما خلصتي ؟ !

توترت بغداد قليلاً ، كَ كل مرة يكون بهذا المزاج ، رغم مرور أكثر من شهر على زواجها به إلّا أنها لم تعتد بعد على هذا المزاج
قالت وهي ترتدي عبائتها : قلت لك خلصت بس الظاهر إنك ما سمعتني

فارس بجفاء : أكيد ما بسمعك ، صوتك مرره واطي
ونظر إلى الساعة وهو يتأفف : يلا ما بقي شي على أذان المغرب ، لازم يعني أجري في الشوارع ، ما ينفع يوم نخرج بدري ونمشي ونحنا رايقين !

توترت أكثر وهي تسمع تذمّره
قال عندما رأها تلف طرحتها على رأسها : أنا بسبقك للسيارة

استحسنت هذا الفعل ، وبمجرد أن سمعت صوت انغلاق باب الشقة حتى لفظت انفاسها التي كانت تحبسها بوجوده ..

تستطيــع أن تضع بعض الأعذار لهذا الضيق البادي عليه ..
لكنها في نفس الوقت ليس بيدها حيلة ..
عندما تحدد زواجها لم تضع بالحسبان أن زواجها سيكون قبل شهر رمضان بفترة قليلة جداً ..

لذلك عندما دخل شهر رمضان شعرت أنها وقعت في ورطة ..
الوقت ضيق جداً ..
وهي عروس جديدة و انسانة موظفة ..
ومع متطلبات إفطار رمضان لم تستطع تدبّر أمرها ..
جربت في البداية أن تطلب طعام الإفطار من الخارج لكن لم يعجبه أبداً وهي سرّاً كانت تشاركه الرأي نفسه ..
اقترحت عليه أن تجعل ام حسن تحسبهم في طعام الإفطار والسائق يحضر الطعام إلى شقتهم لكنه رفض وبشـــدة ..

ومع أول زيارة لهم لمنزل عائلتهم وعندما علمت والدتها بالأمر هي و والدها أصرّوا أن يفطروا يومياً عندهم ..
كان هذا الإقتراح مناسب لها تماماً وفرحت به ..
لكنّ زوجها بالطبع لم يشاركها الأمر نفسه لكنه شعر بالإحراج أن يرفض بحضرة والدها فلم يجد بداً من الموافقة ..

في تلك الليلة ألقى عليها محاضرة كاملة في أسباب رفضه على أن يستعينوا دائماً بمنزل العائلة ولابد أن يكونوا أسرة مُستقلة ..
أنصتت لكلامه باهتمام دون أن تعلق و دون أن يعجبها الكلام بمجمله ..

ومع مرور الأيام بدأ يعتاد على ذهابهم لتناول الفطور في منزل العائلة دون أن يبدي استيائه ..
لكن اليوم عاد الإستياء من جديد بسبب أنه عندما رجع من الجامعة أخذ غفوة قصيرة أمتدت إلى ساعتين ..
وهي لم تنتبه لمرور الوقت ولم توقظه ، ما جعلهم يتأخروا في خروجهم من المنزل فَ بالفعل تبقت نصف ساعة فقط على أذان المغرب ..

كانت بالفعل قد نزلت وركبت السيارة وهم في طريقهم إلى منزل العائلة
لكنه فجأة قال : واللهِ روحتنا لبيت امي مالها داعي

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن