الفصل العاشر

107 5 0
                                    




[ الفصــل العــــاشر ]

أن يعلم الإنسان بِ أمر ما ، شيء ، وأن يتيقّن عندما يراه شيء أخر

كانت تسمع مراراً وتكرارً كلام والدها عن زوجته السابقة
وأبسط وصف كان يطلقه عليها أنها مثل صائد الكنز وَ حافر الذهب

فقد تزوجت رجلاً انتشلها من الفقر إلى الغنى ..

كانت تسمع هذا الكلام وما يشابهه يلقى على مسامع أخيها منذ أن كانت طفلة تعي ما يدور حواليها
واليوم وعند رؤيتها لِ والدة أخيها لأول مرة ، استطاعت ان تتفهّم ولو مقدار ذرّة ، تفكير والدها

لقد كانت من مستوى أعلى منهم بكثير ..
هذا أمر واضح للعيان ..
طريقة لباسها ، كلامها ، مشيتها وهي تدلّهم بنفسها على طاولتهم المُخصصة لهم بكل ذوق و رُقي

لم تستطع حتى مجرّد تخيّــل أن هذه السيدة كانت زوجة والدها فيما مضى !
كيف كانت زوجته ، كيــــــــف ؟

سؤال يصعب الإجابة عليه ..

قالت لوالدتها بهمس عندما ابتعدت عنهم ام فارس : امي ، دحين هاذي من جد ام فارس ، يعني كانت زوجة ابويا ؟
بدون أن تنظر إليها قالت لها والدتها بكل جدية : إيش الكلام الغبي هذا ؟

ابتسمت ابتسامة وضَح عليها الإحراج عندما سمعت جواب والدتها
وقالت مُحاولة تلطيف الجو : امي ! كرشتي قدامي وتكلميني كذا

والدتها التي ما إن وطئت قدمها أرض القاعة وهي تشعر بِ التوتر و التوجّس
لم يكن السبب هو مظاهر البذخ الظاهرة في كل زاوية
أو رُقيّ الحضور القليلين الذين حضروا مبكراً
أو حتى تواجد ام فارس بحضورها القوي الفخم هي وابنتها التي تقف بجوارها وكانت كالأميرات بالفعل

كلا ، لم يكن السبب هذا
كان كل تفكيرها و رجاءها أن لا تتأثّر إحدى بناتها بهذا الجو البعيــــــــد تماماً عنهم

فلذلك عندما سألتها لينا هذا السؤال شعرت بخوف في أعماقها ..
خوف أن يصبحوا بناتها مثل والدهم الحاسد الحاقد لكل الغنى الذي تتمتع به زوجته السابقة ..

في هذه اللحظة بالذات دعت في داخلها بكل رجاء أن تمضي الليلة على خير وسلام

نظرت إلى ابنتها لينا الواضح عليها الحَرج و قالت لها بنبرة ليّنة : لأن سؤالك غريب يا لينا
وسكتت قليلاً قبل أن تقول : كل واحد ربي كاتب له رزقه ونصيبه
مافي أحد بياخذ رزقك لو ايش ما حصل

و نظرت إلى باقي بناتها وهي تقول : ام فارس ربي كاتب لها هذا الرزق
فلا تفكروا إنو كيف اتغيّرت حياتها ومن هذا الكلام
ربي أراد لها هذا الشي
الله الرزّاق هو اللي رزقها ولازم نحن نفهم هذا الشيء ونرضى ونقنع باللي ربي كاتبه لنا
ونشكره عليه ، في النهاية الحمدلله ربي ميسّر لنا أمور معيشتنا ، صح ولا لا

رواية الــسَــلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن