الفصل الثاني والثلاثون

556 9 0
                                    

الفصل الثاني والثلاثون
وقفت ميرنا في منتصف الغرفه تحدق به وهو يجمع ثيابه في حقيبة كبيره هادراً بنبره هادئه:
_هخلص شويه حاجات هناك وراجع

قلبها انقبض و شعرت بالخوف من مواجهة ساره و باقي عائلته بمفردها لذلك هتفت بنبرة مرتجفه:
_انا عايزه أروح أقعد عند أهلي وأنت مش موجود

أغلق هو الحقيبة و استدار وقد أعتدل واقفاً ثم تحدث قائلاً بنبرة ثابته دون تفكير:
_ماشي تقدري تروحي

أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وقد أنار وجهها، وقالت برجاء خافت:
_طب ممكن طلب تاني !

أومأ هو برأسه منتظر كلماتها وهو يسحب سترته من على الفراش، تنفست هي بعمق ثم تشجعت وطلبت منه:
_عايزه أروح دلوقتي حالا

توقفت عن متابعة كلماتها مراقبه رد فعله، انتظر هو لحظات ثم قال بلطف:
_ تمام مفيش مشكله

أشرقت ملامحها فهي بحاجة إلى شقيقتها ليلي، حك أسفل ذقنه قائلاً بخشونة:
_ على الرغم أن مبقاش لينا غير يومين هنا و المفروض كنتي تقعدي كام يوم تاخدي على المكان بس زي ما تحبي

مطت هي شفتيها و فركت كفيها ببعضهم وهي تقول بنبره مهتزه:
_ لو حابب اني مروحش عند ماما ، أنا معنديش مشكله

حرك جاسر رأسه نافياً وهو يعدل من وضع سترته وقد استدار يسحب حقيبته من على الفراش قائلاً بحزم:
_ أجهزي يلا و هخلي مصطفى يوصلك

ظهرت خبية الأمل على ملامحها و تحدثت بنبره مرتبكه واجمه:
_ هو مش المفروض أنت إلي توصلني !

ألقي جاسر نظره على ساعة يده ثم عاد ينظر لها قائلاً بأسف:
_ مينفعش لأن عندي شغل مهم قبل السفر

نطق بتلك الكلمات وقد سحب حقيبته يرغب في الخروج من الغرفه لكن توقفت قدميه محدق بمقلتيها الواضح بهم الحزن، التوي ثغره بابتسامة دافئه قائلاً:
_ هنكمل كلامنا الناقص لما ارجع

توقفت قبضتة على الحقيبه، و عينيه تدور على ملامحها الكئيبه بنظرات دافئه، رفع ذراعه ثم حاوط ظهرها بيه مقرباً إياها منه مما جعلها ترتجف و بدنها بأكمله يقشعر وقد فلتت منها شهقه خجوله..

ربط بأنامله على ظهرها واستندت هي بوجهها على صدره تستنشق رائحة عطره بملامح محمره خجلاً، حركت شفتيها تنطق بتعثر:
_ ترجع بالسلامه

لم يكن هو يستمع إلي كلماتها جيداً حيث أغمض عينيه مستمع بشعور قربها منه أبعد ذراعه عنها على مضض وفتح جفونه قائلاً بخفوت:
_ سلميلي على أهلك

خفضت هي رأسها و هي تشعر بأنفاسها متلاحقه و قلبها يكاد يقفز بين ضلوعها، حركت رأسها إيجاباً..

قبض هو علي حقيبته وقد صدح رنين هاتفه عاليا ً، لحظات وكان يخرج على مضض من الغرفه مغلق الباب خلفه..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور شهر..

صَلَداً "مي الفخراني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن