أسفوديل

١٣

بعد أكثر من شهر عن الحادثة واستحواذ سواريت على شركة سافانا لالعاب الفديو ليضمها الى شركة نيتا، اعلن سواريت عن إقامته لجنازة جيني وذلك أثر عجز قوات الشرطة عن العثور عليها طوال تلك المدة فاعتبر إنها ميتة في العلن، وأقام جنازة ضخمة في حديقة منزله دعى كل الشخصيات الهامة لحضورها وبتغطية من الأعلام.

وذلك للتأكيد على حقيقة وفاة جيني للعلن، كان قد أقام تلك الجنازة لرغبته بأصدار وثيقة وفاة رسمية بحق جيني، إن اصادره لتلك الوثيقة سيلغي كامل حقوق جيني في ممتلكات والدها وسيكون عمها هو المالك الشرعي الجديد باعتباره قريبها الوحيد، لم يكن قادرًا على تحقيق مثل هكذا أمر في البداية، لعدم وجود وصية رسمية من جيني تعتبر عمها كشخص مؤهل لوراثة ممتلكاتها بعدها، اما اليوم وبعد وفاة جيني فأنه يجزم وجود تلك الوصية بتوقيع قد تحصل عليه منها.. وصار لا شيء يعترض طريقه في تسلم الإملاك سوى اصدار وثيقة الوفاة تلك... إثر ذلك كان قد سرب الى الاعلام تلك الاقاويل حول وصاية جيني الراحلة.. المالكة الخفية لسلسلة شركات نيتا التي لم يكن احد من العامة يعلم عن كونها المالكة طوال هذه السنين وقد ظن الجميع إن وصاية الشركة قد انتقلت الى سواريت بعد وفاة اخيه الأصغر قبل ثمانية عشر سنة!

لذلك لم تكن تلك مجرد جنازة بالنسبة له بل كانت مثل حفلة حيث يُتوج بها كمالك شرعي للاملاك وبطريقة قانونية دون الحاجة الى التلاعب والتزوير بالأوراق!

لم يكن سعيدًا اليوم لانه قد تخلص من جيني نهائيًا وحسب بل لأنه قد تخلص من كلا اعداءه في ذات الوقت، فبعد هروب جيني من السيارة ذلك اليوم وولوجها الغابة كان قد ارسل رجاله للبحث عنها، وما هي الا ساعات قليلة الا وهم قد عثروا عليها تختبئ في كوخ معزول في الغابة، وسرعان ما اعطى سورايت القرار النهائي بحرق ذلك الكوخ..

عندها كان قد وصله خبرين سارين في ذات الوقت، الاول هو تنفيذ رجاله لعملية حرق ذلك الكوخ حتى إنه اصبح رمادًا ولم يعثروا في الداخل سوى على بقايا عظامها!.. وفي نفس الوقت انتشر في النت خبر وفاة كاي وقد ذيع الأمر على إنه:

حادثة وفاة قد جائت أثر احداث غامضة نقل خلالها السيد كاي مليكة شركته سافانا لالعاب الفديو الى رجل الأعمال ومنافسه الاول في السوق السيد سواريت، الجميع ينتابهم الفضول والشعور بالحزن لهذه الاخبار الحزينة والصادمة، والبعض يتساءل لو كانت تلك جريمة قتل قد نفذت بحق السيد كاي الراحل! ولا أحد يعرف الحقيقية.. سوى إن السيد سواريت سرعان ما بدأ ينفذ قرار الاستحواذ بحق شركة سافانا وذلك بعد اسبوع واحد فقط من جنازة السيد كاي!

كان كل شيء خاضع الى سيطرته، وكل ما خطط إليه يُنفذ بدقة تامة الواحد تلو الآخر، وكان يشعر أن نصره سيتوجه شيء واحد أخير وهي هذه الجنازة الاستعراضية التي اقامها بحزن شديدة امام الحضور لابنة أخيه الراحل..