٢٦

57 7 162
                                    


رُمي الى داخل احدى الزنزانات.. فسار في بطء وهدوء شديد، كان يسير ووجهته وانظاره وكامل تركيزه مع ذلك الشخص القاطن في الزنزانة المجاورة، حيث سرعان ما ابتسم لرؤيته بات يشاركه ذات المكان الذي ظل فيه منذ ساعات.. حيث نهض ليقترب من كاي، ثم حرك اصابعه على القضبان بالتتابع ما شكل نغمة مستفزة، عندما قال:

اهلًا بك سيد كاي..ام أقول كيم جونغ إن؟

اتجه كاي نحوه فوقف امامه بينما كانت تفصلهم تلك القضبان الحديدة، تمر الثانية الاولى بهدوء وتعقبها الآخرى ورقبة سواريت بين يدي كاي! فينتفض سواريت محاولًا الفلات لكن هيهات أن يفلته هذا الرجل أمامه، فأن لم تقتله يداه كانت لتكون نظراته هي التي ستقتله.. كان يرمقه بأشد انواع النظرات توعدًا.. وهذا الرجل الذي اعتاد ان ينظر إليه بنظرات ملؤها البرود الذي لا يُمكنه إطلاقًا قراءة ما خلفها قد صار ينظر إليه بنظراته الحقيقية، وإن كان هذا إنذار خطر بالنسبة الى سواريت فأن سواريت قد اعتمد على الحظ كثيرًا عندما قرر استفزازه:

لقد فلت من يدي لتوك.. كنت لأخلص عليك بعد اخيك التافه ذلك.

اجابه كاي وهو يرص اسنانه بعد كل كلمه: تُخلص عليه في أحلامك.. أخبرني إذًا من سيخلصك اليوم مني؟

ضحك سواريت ضحكة قطعها شعور بالألم عندما جره كاي من ياقته فجعل وجهه بذلك يصطدم مع القبضة بقوة، فيدير وجهه محاولة لتفادي تلك الضربة حتى لا تؤذي اعضاء وجهه، ثم يواصل:

لن تفعل أي شيء لي، افعالك عبارة عن احاديث فارغة و..

اعندنا كان يثبت يديه عند ياقته كان قد دفعه بعيدًا ثم كرر مجددًا سحبه نحوه حيث اصطدم هذه المرة وجهه مع القضبان بقوة وصدر منه أنينًا خافتًا وبدا إنه قد اصابته القليل من الدوخة لكنه يواصل:

احاديث فارغة ومجرد تباهي!

سأله كاي سؤالًا واحدًا كان ليكون كفيلًا لجعله يقرر قتله  حينها: هل كان أنت من قتل والدي حقًا أم إنك تحاول قهري فحسب؟

ضحك سواريت ليقول: عن أي والد تتحدث أنت مجرد لقيط لكنك..

كان هذه المرة قد أخذ كاي بشعر سواريت ثم سحبه بالتزامن مع سيره وهو يبدل بين القضبان حتى وصلا الى الجدار الذي بعد عنهما نصف متر، ثم ضرب رأسه في الجدار مرة وتعقبها الثانية لولا إنه توقف في أخر ثانية ليقول:

تحدث بشكل واضح.. هل هذا مفهوم؟

بدا إن تلك الضربات التي تلقاها سواريت من كاي قد جعلت حيله وغروره يُهدم وفي الوقت الذي تبجح فيه وقرر تحديه واستفزازه بدلًا من الصراخ ومطالبة الحارس بابعاده عنه أكتشف إنه لم يكن ندًا لكاي في حالته الغريبة هذه، فقد ظن إنه مجرد شخص بليد وربما بالغ في شجاعة نفسه وصموده وإذ به ينسحب بعد الدقيقة الاولى ويبدأ بالصراخ وهو ينادي الأمن.. لولا إن ذلك قد جعل كاي يمد يده الى ربطة عنقه ثم يجر رقبته من خلالها ثم نزل نحو الأرض وهو يجر رقبتي سواريت نحو الأسفل معه حتى وصل الى الأرض فربط ربطة عنقه هناك حول القضبان وتأكد من شد رقبته جيدًا نحوها، ثم نهض وحلس على المقعد خلفه كأن شيء لم يكن.. في الوقت الذي ظهر إثنان من رجال الشرطة لتوهم، فأذ بهم يرون سواريت نائمًا على الأرض ورإسه مربط مع القبضان بشكل غير منطقي، فتوجه أحدهم لفتح زنزانة سواريت ثم دخل وراح يحاول أن يفتح ربطة عنقه فيخلص رقبته ويستطيع النهوض من جديد..

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن