عندما وقفت أمام ذلك القصر الخاوي، كانت تستطيع رؤية جميع لحظاتها التعيسة فيه، احاط الحراس منزلها منذ أن وعت على نفسها، وعندما كانت ترغب باللعب في الخارج كان والدها او حراسه يمنعوها من الخروج، بالكاد كانت تذهب الى المدرسة برفقة بعض الحراس لكنها كانت تتغيب عن المدرسة احيانًا كثيرة، لطالما كانت حياتها وحياة والدتها في خطر بسبب عداوات والدها التي لا تنتهي.لم يكن والدها رجل مافيا غامض او حتى من النوع العقبري، ميزته الوحيدة كانت هي امواله الطائلة التي ورثها من والده ولم يكسبها من جهده الخاص بيد إنه عززها وأوسعها في مبدأ قائم على الأجرام، فكل ما كان يجيده هو ذلك، استغلال الاطفال المشردين تارة.. واختطاف أخرون، التجارة بالبشر وما ينطوي عليها من صفقات مريضة أحيانًا.
في صغرها كانت دومًا ما تجد نفسها حبيسة في المنزل، ومتى ما رغبت باللعب لم تجد لا الفرصة للخروج الى مكان رائع للعب او حتى طفل آخر يشاركها هذا اللعب، أحيانًا كانت تعبث مع الحراس فتزعجهم تارة وتلاطفهم تارة أخرى لعلهم يشاركونها اللعب.. لكنها كبرت وأدركت بمرور الزمن إن والدها كان السبب وراء طفولتها الوحيدة هذه.
فمتى ما سئلت والدتها عن متى ستحصل على أخ كانت دومًا ما تجيبها اجوبة ناقصة او تغير الموضوع، وعندما تساءلت عن السبب الذي يجعل جميع الحراس ينبذونها ويرفضون اللعب معها مهما فعلت، أدركت إن والدها كان من يحرك كل شيء من حولها، فلم يكن يرغب باطفال لذا لم تستطيع الحصول على أخ، منع الحراس من اللعب معها او حتى الاختلاط بها! لم يكن يرغب أصلًا بوجودها وكانت بمثابة غلطة بالنسبة إليه! أدركت ذلك في أحدى شجاراته مع والدتها عندما قال:
أتظنين إنني تزوجت بك لحبي لك او لاعجابي بجمالك؟ فالتصحي من وهمك! كلانا نعلم إنني لم اكن لأتزوج بأمراة عديمة النفع مثلك لولا أموال والدك لكن هل ترفضين حتى مشارك اخاك تلك الاموال الطائلة؟ أخبريني ماذا يوجد في عقلك؟ بل هل تملكين واحدًا أصلًا!.. كان علي تخمين إنك عديمة النفع منذ ان بدأت بالتفكير بتكوين عائلة وانجاب اطفال عديموا النفع!
كانت واحدة من أعنف صدماتها في الطفولة، وبصرف النظر عن الحياة الخاسرة التي عاشتها منذ البداية، فقد كانت تلك احدى الصدمات التي جعلتها تفقد الكثير من الأمور لاحقًا، فقدانها للثقة بنفسها وحبها لذاتها، فقدانها لوالدتها بعد تلك الحادثة بفترة قصيرة، عندما هوجم كلاهما في حديقة عندما كانت قد هربّتها والدتها إليها لعلها تلعب قليلًا وتخرج عن تلك الحياة الجحيمية..
كانت تتأرجح في الأرجوحة عندما شاهدت كيف خنق ذلك الرجل المخيف والدتها، فقفزت من الأرجوحة وتأذت بقوة، وظلت تبكي وهي تنظر الى والدتها كيف قُتلت بكل هوان!
كانت في الثالث عشرة من عمرها عندما أدركت إنها كانت مجرد زيادة، وخطوة غير محسوبة، او وجود غير محبب، وإنها هنا لتؤسر او ليتم التحكم بها ربما.. والاسوأ من كل شيء، ابدى والدها اهتمامًا مريضًا بها بعد وفاة والدتها فجأة، كانت تمثل الفرصة الأخيرة له لتحصيل الأموال من جدها، كان يحاول الاستفادة منها ومن والدتها حتى آخر لحظة.
أنت تقرأ
أسفوديل
Romanceوإن كانت حياتي هي المسـروقة دومًــا، لكنــهُ كان قلبـي هو الــذي قدْ انســرقَ هذه المرة. . . . بدأت: ٢٠٢٤/٠٢/٠٧م أنتهت: ٢٠٢٤/٠٤/٠٨م . .