اقترب رجل غير بشوش منهم، يخزر من يخزر بنظرات غير مُعجبة ولا راضية، كأن ما من احد في هذه الحياة مالئ عينه، يمشي على غضب ويجر خلفه الظلام على هيئة حارسان عبوسان، لمحه من بداية الممر كيف كان يسير وهو يعلم إنه كان وجهته، فنهض من تلقاء نفسه وفي نيته أن يسبقه فيما ينوي فعله، لكن اخاه الأصغر يعرقله فيسأله الى أين هو ذاهب، ثم ينظر الى الوجهة التي ينظر اليها أخاه فيلمح ذلك المشهد المُثير للشكوك، فيتدارك الموضوع وينهض معه، عندها يستوعب تشانيول ما هو أخاه مقبلًا على فعله فيوقفه هامسًا في أذنه:فالتبقى مع ناي.. سأذهب لدقائق ثم أعود.
سمع كاي ما قاله تشانيول لكنه بدا من تعابير وجهه وتركيزه في النظر الى ذلك الرجل المريب إنه لم يكن مقتنعً فيما قاله، فيلتفت تشانيول ليتلاحق على الأمر ويحاول منع أي مواجهة بين كاي وبين هذا الرجل لكنه كان قد سبقه فأذ به ماثلًا أمامه، بل ويبدل نظراته بينه وبين كاي.
عندما بادر قائلًا: ظننت إنني لن أراك بعد الآن في حياتي.. بعد هروبك كالجبان!
استغرب كاي الصيغة التي خاطب بها تشانيول، فنظر اليه ليجده هادئًا كأن ما من غريب بالموضوع حيث حاول معه: لنتحدث في الحديقة..
لكنه لا يُعجب بالأمر فأذ هو يحدق بكاي ويدقق فيه فيقول:
لماذا؟ هل تخشى الفضيحة أمامه.. ومن هو؟ ظننتك وحيدًا ولا أحد يرغب بمصاحبتك.
تنهد تشانيول وبدأت تظهر عليه علامات التوتر لكنه حاول ويحاول أن يبقى هادئًا فتقدم خطوة ليكون في مواجهته بنفسه بينما دفع كاي خلفه خفية، فيقول:
سونغمين انه لا المكان ولا الزمان المناسب لهذا.. وصدقني، لدي تبرير لكل ما يدور في عقلك، لكن.. انت لن تلفت الانتباه في وجود كل اولائك الناس المدنيين صحيح؟
ترددت في أذن كاي صوت ضحكة المدعو بسونغمين ولم يفهم بالبداية موقف هذه الضحكة من الأمر لكن ما قاله بعدها كان قد كشف كل شيء:
هيا دعك من هذا أيها المحتال.. لو عرف الناس عن القذارة التي قمت بها فسيبصقون في وجهك!
كان كاي في صدد التدخل وإلزام هذا الذي يهين أخيه حده لولا أن تشانيول كان قد تكفل بالأمر فورًا:
يالها من نكتة رائعة من فم رجل مافيا وتاجر بالبشر مثلك! دعنا لا نتحدث عن القذارة الآن لأني سأكون قطرة مقارنة مع مستنقعك المخضرم.
اشتد الموقف ما بينهما وظهرت تعابير الغضب على سونغمين ورجاله الذين انتظروا إي اشارة للتدخل، لكن يبدو أن وجودهم وسط المشفى المليئ بالناس قد ضيق من نطاق وحدة ردود فعلهم، رغم ذلك كان سونغمين قد سحب ياقة تشانيول وهو يرمقه بنظرات من الجحيم عندما هدده علنًا:
أنت تقرأ
أسفوديل
Romanceوإن كانت حياتي هي المسـروقة دومًــا، لكنــهُ كان قلبـي هو الــذي قدْ انســرقَ هذه المرة. . . . بدأت: ٢٠٢٤/٠٢/٠٧م أنتهت: ٢٠٢٤/٠٤/٠٨م . .