٠١

505 15 65
                                    


يعشّق سلاحه باهتمام بينما يتفرد في ذلك البناء المهجور خطوة خطوة وهو يدرك تمام الأدراك إن كل هذا السلام لن يلبث أن يحتله النزاع بعد دقائق معدودة.

وهو على تواصل مع رفيقه في هذه المهمة بواسطة سماعة صغيرة حشرها في أذنه، كان على إطلاع تام بكل ما يحصل أو سيحصل هنا، مثل فكرة تسللها خلف الجدران.

وصل الى الطابق الثاني الذي أطل على وجه القمر لسماء هذه الليلة الصافية وجلس على طاولة متهالكة تُركت في المنتصف، عندما أنتهى من سلاحه ثم احتضنه بيده مثبتًا سبابته عند زناده وانزل يديه باسترخاء عند فخذه، حيث رفع احدى قدميه على الطاولة بينما ترك الأخرى على الأرضية، مثلما لو جلس فوق سريره يتصفح الهاتف.

كان يستمع للتقرير الذي يدليه صديقه عبر السماعة، والذي كان يجول بكامرته المثبتة فوق الطائرة التي تمسح أنحاء المبنى، حيث قال:

سيصل الهدف بعد قليل، يمكنني رؤية سياراتهم تقترب.. لقد احضر جيشًا من الرجال لمواجهتك، وجميعهم مسلحين باسلحة محترمة.

ابتسم وعلق: هذا متوقع، ماذا بعد؟

واصل: كما إن هنالك حركة ليست في الخطة، أظن إن هنالك طرفًا ثالثًا.. لحظة... سأحاول إنزال الكاميرا لرؤية وجهه..

وصمت لثواني مركزًا في هدفه، بكل مكر ومثالية التف حول هدفه وتمكن من التقاط ظهر ذلك الدخيل، فأذ بشعرها الأسود المتعرج وفستانها الأبيض المنسدل قد فضح هوية إنها فتاة مما جعل المُراقب يبتسم وهو يشعر بموجة من الفضول تدفعه لمعرفة هويتها.

فجأة.. بدت وكأنها قد أحست بذلك فسرعان ما أختفت داخل الغرف الخلفية للمبنى وألح هو يتبعها تاركًا هدفه الإصلي، وظل مثابرًا على إلتقاط وجهها ومعرفة هويتها الحقيقية لولا إنها قد سبقته خطوة وتمكنت من الولوج الى منطقة عمياء لن يستطيع إلتقاطها منه إلا لو قرر التخلي عن مهمته الأساسي وتتبعها بطائرته الى داخل الغرفة.

-كاي.. إنها فتاة، لكنني عجزت عن التقاط وجهها، إنها تختبى في احدى الغرف خلف المبنى.. لازال هنالك عدة دقائق لوصولهم هل يمكنك التعامل معها؟. لكن عليك الاستعجال لألا نفقد الهدف الأساسي.

هبط كاي من على الطاولة وشق طريقه الى الهدف الدخيل الذي على ما يبدو عليه يحاول أن يفسد عليهم الأمر، قد يكون هذا فخًا تركه غريمه وقد يكون دخيلًا لديه مصلحة ما مع غريمه، لكن كيف علم بهذا اللقاء؟ وهنا يكمن السؤال، هذا إن تم تجاهل حقيقة إنها فتاة بفستان، فكر كاي لو كانت قد أضلت الطريق هنا، فذلك يبدو أكثر شيء منطقي.

نزل الى الطابق الأرضي عبر السلم وتوجه بعد إن انعطف حول البناية وهدفه اقتحام تلك الغرف التي حددها رفيقه في الموقع المرسل عبر ساعته الذكية، كان ينظر الى الساعة بين الحين والأخر بينما يتوجه نحو الهدف، ثم دخل الهدف بسلاسة كما سيق إليه.

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن