٠٩

52 6 74
                                    


دخلا الى مكتب جيني فتوجه كاي وجلس على كرسيها واخذ يدور حول نفسه باستعمال الكرسي وبدا مسترخيًا بشكل لا يتناسب مع الوضع فيما كتفت جيني يديها وهي تتنهد بتملل لانها مضطرة على التعامل مع شخص مثله وهي لم تكن تطيقه اطلاقًا لذلك سرعان ما قالت:

متى ستتوقف عن اللعب كالاطفال وتخبرني عما جئنا هنا لفعله؟.

كان كاي مستمرًا فيما يفعله بينما يرخي ظهره على الكرسي وبدا أن الكرسي كان مريحًا بالنسبة له حيث توقف عن الدوران ثم ابتسم وقال ساخرًا:

انظروا من تتحدث.. ألم تذهبي الى مدينة الملاهي منذ عدة ساعات فحسب؟

اخذت نفسًا عميقًا وكان ذكره للموضوع قد ذكرها بكيف افسد عليها لحظاتها اكثر مما كانت هي فاسدة، حيث ألحت عليه:

لو واصلت الممطالة مثلما تفعل الان فساستنتج إنك لا تملك شيئًا لاثباته وإنما تعبث وتكذب فحسب!.

نهض كاي من على الكرسي ثم بدأ جولته في العبث بمكتبها حيث أنحنى لأخذ صورة كانت قد وضعتها على المكتب تجمعها مع والدتها، عندها سارت جيني نحوه عازمة على أخذ الصورة منه فقد طفح كيلها منه كما إنه بدأ يعبث باشياء تخصها، لكنه رفع الصورة للاعلى وواصل تدقيق النظر في الصورة بينما يقول:

تشبهين والدتك.. لكنها اجمل منك قليلًا.. لابد من ان شخصيتها كانت افضل كذلك.

نجحت في جر يده ثم أخذ الصورة منه ووضعها خلف ظهرها ثم سحبه بيدها الاخرى وهي تنوي أخراجه من مكتبها وهي عازمة على انهاء اي اتفاق بينهم وإن لم يُعقد بعد، لكنه قرر إخيرًا أن يتحدث:

حسنًا توقفي ما بالك لا تجيدين الانتظار قليلًا...

توقفت لترمقه بنظرات تردد، بدت مترددة من مواصلة منحه فرصة بينما لا ترغب حتى بالتعامل معه لكنه اكمل:

ستجدين الادلة التي ترغبين فيها في مخزن ملفات شركتكم.. لذا هل يمكنك النجاح وجعلنا ندخل الى هناك؟ هذا ما عليّ سؤالك أياه.

ثم حدق بساعته اليدوية ليقول: لدينا حوالي الساعة قبل خروج عمك من مركز الشرطة لذا لابد أن ننتهي من الإمر قبل ذلك.

فكرت لبرهة فيما يقوله  وقد اعتقدت إنه يعرف بالفعل أين مكان عمها لذلك كان قادرًا حتى على إعطاءها مدة زمنية لوصوله، عندها كانت قد وجدت الطريقة الدخول داخل عقلها بالفعل ولم تكن هي بصعبة عليها جل إنها لم تفكر في فعل ذلك سابقًا، اومئت لكنها لم تستطع منع نفسها من ان تقول ساخرة:

ماذا أتخشى أن يعلم عمي بقدومك؟

افحمها بالرد: سيعرف بذلك عاجلًا ام آجلًا.

قالت جيني بثقة: ومن سيعرفك في حالتك هذه سوى والدتك وفتاة دبقة تحب ملاحقتك؟

ساد الصمت لعدة ثواني، لم تكن جيني تعلم كم كان ما قالته بخصوص والدته يؤلم روحه، وكم سئل نفسه من قبل: هل ساستطيع التعرف على والدتي إن تصادفنا يومًا ما في أي بقعة من هذه الأرض والأهم هل ستستطيع هي التعرف عليّ؟ أم إنها لن تستطيع فعل ذلك؟ كان يخاف معرفة الأجابة بقدر تشوقه لمعرفتها!

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن