١١

65 9 153
                                    


يُعشق سلاحه باهتمام.. ينفرد في ذلك الميدان المهترئ، لم يكن يعلم إن لا سلام سيبقى على حاله والحال لن يلبث  إلا إن يحتله النزاع وما كان نزاعًا كانت تلك طعنة قذرة من الظهر، لم يكن على تواصل مع رفيقه، كانت تلك غلطته الاولى والأخيرة!

لم يكن يعرف السيناريو ولم يكن يتوقعه، ذلك لم يكن مُجرد لقاء يعرف مصيره، كان لقاء مجهول ما عرف ماذا يخبئ له..

-تيت.. أنا وصلت، أين أنت؟
يتحدث معه، كان يمشي وهو يشعر بشعور سيء، لم يخيب شعوره أبدًا ولم تخيب شكوكه يومًا، لطالما عرف كيف يتحسس الخطر لكن لم يعرف مالذي حصل هذه المرة، بدا وكأنه شيء قد كُتِبَ سلفًا ولم يكن قادرًا على تغييره، مثل فكرة اختطافه في عمر الثمان سنوات وفقدانه لعائلته الحقيقية..

-حسنًا سأرمي السلاح.. فقط لتكون متطمئنًا..
خاطر بثقته.. وآمن إيمانًا أعمى بمصير هذا اللقاء، والرجل الذي كان ينتظر قدومه لبدء تحالف معه.. قد داهمه بجيش من الرجال!

حوصر في الداخل، ومهما تلفت حوله ما وجد مكانًا للفرار، سُحب سلاحه منه وبقي أعزلًا، رُغم ذلك ما تِرِك له حتى فرصة أخيرة للقتال وبدت مثل معركة محسومة منذ البداية..

***

تركض في الشوارع هلعة ولا تدري أين مآواها سيكون وكيف ستصل إليه وعندما تفكر بالاتصال باحد.. بصديق وحيد تعرفه بشخص أخير تثق فيه.. تكتشف إنها لم تحضر معها هاتفها كما لم تحضر معها مفتاح سيارتها، نجاحها الباهر بالهروب من ذلك المنزل المشؤوم كان قد أستهلك كل رصيدها من الحظ لذلك اليوم..

كانت تعلم إنها مُلاحقة وإنها لن تُترك للهروب بهكذا بساطة، فالرجل المحتال الذي عرف كيف يمثل عليها لثماني عشرة سنة  قد أسقط القناع.. واليوم بات لا شيء يمنعه عن سلب حياتها بعد سلب ممتلكاتها كما فعل بوالدها قبل ثماني عشرة سنة!

-أرجوك.. هيا وايت أجيبي..
كانت تضع السماعة على إذنها بينما تتلفت حولها وقد كانت داخل مقصورة لهاتف عمومي صادفته في الشارع فقررت استعماله كفرصة أخيرة للتواصل مع وايت.. لكن ما هي الا ثواني معدودة إلا وهي تتجمد في مكانها بعد أن امتلأ الحيز حولها بالكامل بالرجال.. وعجزت عن النطق رغم سماعها لكلمة "مرحبًا.. " من وايت.

وعندما كادت تتمرد وتخاطر بحياتها في ذلك الموقف الوشيك، وإذ بأحد منهم يضع يده على فمها فيكممه جيدًا ويسحبها من الداخل وقد ارتفعت اقدامها عن الأرض في لمح البصر مثلما لو أُقتلعت زهرة من جذورها في موسم الحصاد!

وضعت في سيارة قد ظُللت نوافذها جيدًا، كانت تعرف لمن كانت هذه السيارة تمام المعرفة، لذا قاومت بكل ما تبقى لها من قوة، كان جسدها مهشمًا بالفعل.. ومحاولاتها للخلاص منهم كانت مثل معركة محسومة منذ البداية!

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن