١٦

61 11 82
                                    


-جيني.. ماذا حصل اخبريني؟

دخل المكتب ليجدها جالسة أرضًا في الزاوية بحال مبعثر ومنهار مثل حال مكتبها الذي ملأته الفوضى.. كانت جالسة على الأرض وهي تحشر رأسها بين أقدامها وكان مكياجها قد سال من عينيها فقد بللته كل تلك الدموع، كان تنفسها سريعًا ومضطربًا يوحي بخروجها من موقف عصيب، اقترب كاي ليجثو أرضًا بجانبها، فنظرت إليه وإذ بفمها ينتابه العبوس فأخذ برأسها ليضعه عنده صدره ثم يأخذها بين حضنه وهو يمسد على رآسها برقة حتى شعر بها تبكي أكثر مما كانت عليه، فاخذ يهمس اليها ان تهدأ وإن كل شيء على ما يرام وإنها بآمان الآن.

دخلت وايت لتصدم بحال المكتب المنهار ثم التفتت للبحث عن جيني واذ بها تصدم لرؤيتها بهذا الحال بين احضان كاي وعندما اقتربت منها كان كاي قد اشار لها بالسكوت فنفذت كلامه وظلت منتظرة ان تكف جيني عن بكائها ولم تكن تملك فكرة عن ما الشيء الذي جعل صديقتها تصل الى هذا الحال؟

ابعد كاي جيني عن حضنه ثم مسح دموعها بنفسه وهو يخبرها إن تتوقف عن ذلك لأن وضعها الصحي حرج وذلك سيتعبها أكثر، فسكتت اخيرًا لكنها كانت لاتزال تنظر اليه بطريقة عتاب لم يفهمها كاي.. وكأنها تسأله: أين كنت عندما حدث هذا؟

الا إنه قد سألها بهدوء وبنبرة حنونة رغم عدم فهمه لنظراتها: ماذا حصل يا جيني؟ من فعل هذا بك؟

اخذت نفسًا عميقًا لتجيب بأن سواريت من فعل ذلك، عندها كانت وايت قد اقتربت لتساعدها على النهوض من على الأرضية لتجعلها تجلس على الأريكة وهي تطلب منها تفاصيل أكثر عما حصل، حيث عانقت وايت وهي تروي لها الآمر بكل قهر:

أتعلمين يا وايت إنه كان يضع يده على عنقي وكان سيخنقني عندما بدأ يخبرني كيف كانت والدتي خائفة مثلي في لحظاتها الآخيرة قبل أن يقتلها!.. إنه رجل بشع ولا يملك أي ندم في حياته! ولا يمانع أن يروي لي تلك الحكاية المؤلمة عن موت امي وكأن تلك الذكريات اللعينة في رأسي قد اكتفت مني وكفتّ عن إيذائي! كان يزيد على همي همًا بما قاله!.. أنا عاجزة عن تقبل هذا الكم الهائل يا وايت.. إنه مؤلم!

كانت نبرة صوتها وهي تحكي ذلك الى وايت بينما تشير الى قلبها بحرقة وبنَفس مليئ بالوجع قادرًا على أذابة قلب أي شخص يسمعها، قادرًا على جعل اي شخص يرغب بحمايتها واسنادها في هذا بل وجعل سواريت يذوق الويل لما فعله لها..

لا تعرف كيف أحسها قلبها فجأة حيث ألتفتت لتجد أن كاي قد أختفى! وإذ بها تنهض هلعة لتغادر المكتب بحثًا عنه، لحقتها وايت وهي تناديها وتسألها مالذي تفعله لكن كل ما كانت تريد جيني فعله هو العثور عليه وإيقافه قبل أن يقترف أي فعل متهور!

كان لازال في نهاية الممر عندما جرته جيني من كتفه لتقف كحاجز امام المصعد تمنعه من النزول والذهاب لفعل أيّا ما يريد فعله، كان ينظر اليها ببرود لكنها كانت لاتزال تستطيع الشعور بمدى غضبه ولم يكلف نفسه حتى عناء ان يطلب منها الابتعاد بل بدلًا من ذلك كان قد توجه الى السلالم للنزول بنفسه لولا إنها قد لحقته مجددًا لتعترض طريقه بالصراخ هذه المرة:

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن