٣١

55 4 127
                                    


-اتركني وشأني!

تطالبه بكل رغبة بينما كانت تنظر اليه وكأنه اكثر شخص لا ترغب برؤيته حاليًا، ورغم إنه كان قد تركها منذ بضعة ثواني بعد ان اخذها الى مكان منعزل حيث يمكنهم الحديث، إلا إنها قالت ذلك وكأنها حقًا تريد هذا ليس فقط لمجرد مطالبته بترك يدها التي سحبها من خلالها طوال الطريق الى هنا..

-لكنني تركتك..
يقول بنبرة وبنظرات فاترة كأنها خائبة، لولا إنه يأخذ نفسًا عميقًا فأذ به يصبح أكثر صلابة وبرود ظاهريًا وكان على وشك أن يطالبها بالأبتعاد عن محيطه لولا إنها سبقته فأذ هي تصرخ به منزعجة وغاضبة:

لقد طلبت منك ألا تعود الى كوريا ألا يمكنك عدم التصرف بعناد وسماع كلامي ولو لمرة!.. ربما لما كنا واقعين في هكذا موقف! ولما اضطررت على الشعور بالذنب لما فعله والدي.

تظهر على شفاهه ابتسامة مستنكرة بينما ترتفع حاجبيه دهشة مما تقوله فيكون كلامها هذا مثل الحجة التي تدفعه لبث كل ما في قلبه من ضيق وانزعاج فيبدأ بتهكمه المرير:

أمتأكدة إنك عندما جئت لزيارة ناي كان هذا بدافع الذنب فحسب!.

تبرق عينيها كأنها جمرًا، فأذ هي تنظر له بصدمة واستنكار، ويصبح غضبها أكثر جدوى هذه اللحظة فأذ هي تستنكر ما يقوله بنبرة اخافته لوهلة: مالذي قلته؟
ثم فجأة تخرج عن طور هدوئها المرعب ذاك فتضربه على صدره ضربة مؤلمة وهي تعقب بذات الأصرار:

أتلمح لي! هل أنت تلمح لي الآن؟ يالها من نكتة! أسمع ايها.. لا أريد تلويث لساني بشتمك الآن! لكنني عندما ارسلت تلك الرسالة لك على الانستاغرام لم يكن لأنني اموت قلقًا عليك بل لأنني أعلم ما هي المصائب التي سيقوم بها والدي! وما حصل هو خير دليل وبرهان إنه كان عليك سماع كلامي منذ البداية!

رغم إنه لم يكن يعني ما قاله حرفيًا، وكان غضبه هو من قاده لوهلة فهاهو يلقى شر ما قاله بعد غضبها وشعورها بكلامه الجارح فكانت قد اشتدت عليه أكثر مما هي شديدة، ظن إنه قد أفسد الأمر بالفعل لذا لم يمانع أن يستمر في هذا لعله يحمي ما تبقى من كبرياؤه فيبتسم اثناء ذلك بطريقة كافية لأستفزازها:

ألم تحظريني من جميع وسائل التواصل إذًا متى ألغيت الحظر عني لترسلي لي تلك الرسالة!.. ثم كيف علمت إنني هنا في كوريا على الرغم إنه لم يمر على هبوطي سوى بضعة ساعات، هل كنتِ تراقبيني أو ما شابه ذلك؟

يندفع من فمها زفيرًا محملًا شعورها بالصدمة فاختلط ذلك بابتسامتها المتهكمة لبرهة، فأذ هي تفحمه بالرد:

لم أكن انا الذي كان يراقبك بل كان والديّ.. عليك شكري لأنني سمعته بالصدفة وهو يخطط لأغتيال زفاف أخيك.. وتوقف عمَّا تفعله!

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن